الرباط ـ المغرب اليوم
تسبب حريق اندلع في واحة نخيل بجماعة تودغى العليا (إقليم تنغير)، الخميس الماضي، في خسائر فادحة في أشجار النخيل مختلفة الأصناف، وتمكنت جهود السلطة المحلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة والساكنة المحلية من إخماده دون تسجيل خسائر بشرية.
وفتحت مصالح الدرك الملكي تحقيقا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد الأسباب الحقيقية وراء نشوب الحريق، بينما طالبت فعاليات بيئية وجمعوية بواحة تودغى المواطنين باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي نشوب الحريق، كرمي أعقاب السجائر وترك النار مشتعلة وسط الواحة.
مصدر مسؤول بتنغير قال إن واحة تودغى تعتبر القلب النابض للمنطقة بشكل عام، مضيفا أن الحريق الذي سجل قبل يومين تسبب في خسائر فادحة في الواحة، مشيرا إلى أنه “ليس ناتجا عن الجفاف فحسب، بل هناك عوامل بشرية، منها التهور، مما يساهم في اشتعال النيران”.
وشدد المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، على أن “مسؤولية اشتعال النيران لا يجب تحميلها للجفاف أو العوامل الطبيعية فقط أو حتى للسلطات العمومية، بل إن المواطنين يتحملون مسؤولية الحفاظ على سلامة هذه الواحات الثمينة”، ملتمسا منهم “التعاون بشكل إيجابي مع مختلف السلطات العمومية لوضع خطط وقائية لتفادي هذه الحرائق في المستقبل”.
وأوضح المتحدث قائلا: “لا يمكننا إلقاء اللوم على الجفاف وحده. هناك ممارسات خاطئة من قبل بعض المواطنين، مثل الجولات السياحية والطبخ وسط الواحات دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، إضافة إلى رمي أعقاب السجائر مشتعلة؛ هذه السلوكيات تساهم بشكل كبير في اندلاع الحرائق”.
وللتصدي لحرائق الواحات، خاصة بمضايق تودغى، شدد المسؤول ذاته على أهمية التوعية والتثقيف المجتمعي، قائلا: “يجب العمل جنبا إلى جنب مع المواطنين لتغيير هذه السلوكيات الخطرة”، مضيفا: “على الجهات المعنية تنظيم حملات توعوية وبرامج تدريبية للسكان المحليين حول كيفية الوقاية من الحرائق وكيفية التصرف في حال وقوعها”.
وأكد المسؤول عينه أن “حماية الواحات من الحرائق تتطلب جهودا مشتركة بين السلطات والمواطنين، إذ لا يمكن لأحد منا أن ينفرد بهذه المسؤولية، فالجميع مطالب بالمساهمة من خلال تغيير السلوك الخطر والتعاون مع الجهات المختصة”.
وحث المتحدث السكان المحليين على الالتزام بالإرشادات والتعليمات الصادرة عن السلطات، والإبلاغ عن أي ملاحظات أو مخاطر محتملة، موردا أن “تضافر جهود الجميع، والتوعية والتثقيف المجتمعي، إلى جانب الخطط الوقائية والاستجابة الفعالة، ستكون عوامل حاسمة في مواجهة تحدي الحرائق المتكررة في هذه المناطق الزراعية الحساسة والسبيل الوحيد لضمان مستقبل مستدام لهذه الواحات الحيوية”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر