دبي ـ المغرب اليوم
تتعدد صور احتفاء الإماراتيين بالطبيعة وبما تجود به أرضهم الطيبة وسواحل وطنهم من خيرات وهبات ربانية وثروات طبيعية منذ القدم، عبر طقوس خاصة وتقاليد أصيلة ضاربة في عمق الأرض والتاريخ، بصورة تتوزع على المواسم المختلفة .
وتشهد عدد من سواحل رأس الخيمة هذه الأيام انطلاق موسم أسماك "العومة"، وفق مسماها المحلي، التي تعرف عالميا ب"السردين"، وسط حالة من العمل الدؤوب في صيد هذا النوع من الأسماك الصغيرة، وتجفيفها على رمال شواطئ الإمارة، تمهيداً لبيعها في الأسواق المحلية وتصديرها إلى بعض أسواق العالم، لاسيما في شرق وجنوب شرق آسيا، حيث تحظى بطلب كبير من المستهلكين هناك .
موسم أسماك العومة، التي تفترش حالياً بكميات كبيرة مساحات متفاوتة ورحبة من الشواطئ المحلية، يتراوح بين بداية مايو/ أيار ونهاية يونيو/حزيران، فيما جاء بعد أيام قليلة على إسدال الستار على موسم زراعة القمح "البر" في ما يعرف ب"الوعوب" الجبلية، باللهجة الإماراتية .
النوخذة صالح حنبلوه أوضح أن صيد "العومة"، وفق الطقوس والتقاليد الإماراتية القديمة، يجري بواسطة شباك "اليل"، وهي شباك ذات فتحات صغيرة لا تتعدى بوصة ونصف البوصة، توضع بعدها في أكياس مصنعة من "الخيش"، تعرف باسم "الطبقة"، ثم تنقل إلى الشاطئ، حيث تفرع على الرمال، ثم تعبّأ مباشرة في "المزماة"، التي تصنع من سعف النخيل، وتنقل لاحقاً إلى اليابسة بعيداً عن مياه البحر، لتنشر مدة يومين، ثم يقلبها الصيادون على الوجه الآخر، ليتعرض هو للشمس أيضاً، حيث تبقى على الحال الثانية يومين آخرين، يبادر بعدها الصيادون إلى جمعها، وإعادة تعبئتها في أكياس خاصة، تشبه الأكياس، التي يعبّأ فيها الأرز حالياً
وبحسب النوخذة، تختلف أنواع "العومة" في الإمارات، وهي البرية، الديناب، صفيطة، عومة عربية، القنيدة، خلالوه، مريموه، والكلم .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر