الرياض - المغرب اليوم
تتعطَّر المنازل بالعود في رمضان، ولا سيَّما المنازل السعوديَّة التي يفُوح منها عبق أنواع العود الأكثر فخامةً، كما يُقدَّم هذا الأخير لتَطْيِيبِ الضيوف، في عادةٌ دَرَجَ عليها إنسانُ الجزيرة منذ قرونٍ، وتوارثتْها الأجيال يوضح صاحب “مؤسَّسة المنيف للعود” بدر صالح المنيف أنَّ “للعود أنواعًا كثيرة، لكن يأتي في مقدِّمتها العود الموروكي والكلمنتان والجابورا، وكلٌّ من هذه الأنواع المذكورة مستورد من إندونيسيا”، مُضيفًا أنَّ “نسبة العود المستورد من إندونيسيا إلى السوق السعوديَّة تصل إلى 80% من حجم سوق العود، وهذا الانتشار الواسع للعود الإندونيسي يرجعُ إلى تميُّزِه بوفْرَةِ الإنتاج وعلى العكس من ذلك، تُعَدُّ الهند قليلةَ الإنتاج مقارنةً بإندونيسيا، لذا يقلُّ الاستيراد منها”. ويؤكَّد المنيف أنَّ “قبل رمضان، يشتري الكثيرُ من المستهلكين كمًّا وافرًا من العود، من أجل استخدامها في الشهر الفضيل وعيد الفطر حين تَكْثُرُ الأفراح، بالإضافة إلى نشاط البيع في شهر شعبان وعيد الأضحى”.
دِهْن العود
تشتهر تايلاند بدِهْن الـعود أكثر من إندونيسيا؛ ثمة دِهْن يُطلق عليه اسم “البراشين”، وآخر هو “تراد” من جنوب تايلاند، وهذان النوعان هما أكثر الأنواع انتشارًا في السوق السعوديَّة حسب المنيف، ولا ينافسهما إلا دِهْنُ الـعود الهندي. لكنَّ هذا الأخير نادر في السعوديَّة من جرَّاء العقبات التي تواجه استيراده، ومنها صعوبة الحصول على شهادة “سايتس”، وهي اتفاقيَّة دوليَّة تُنظِّم كلَّ ما يتعلَّق بتصدير واستيراد العود في العالم وتضمُّ السوق السعوديَّة كلًّا من العود الإندونيسي، وهو الأكثر شهرة واستهلاكًا، وكذلك الهندي، وينافسهما العودُ الماليزي، لكنّ وجودَه قليل نظرًا إلى قِلَّةِ جودتِه مقارنةً بالإندونيسي، وكذلك العود الكمبودي.
سؤال المنيف عن أسعار العود، يجيب عنه قائلًا إنَّ “السعر يبدأ من ألفي ريال وصولًا حتَّى ثلاثين ألف ريال للكيلوغرام، فيما تتراوح أسعار دِهْن العود بين ثمانمائة ريال وألفي ريال للتولة التي تساوي 12 غرامًا”. ويُطْلَقُ على الأنواع مرتفعة الثمن من العود وصف “دبل سوبر”، وتُمثِّل الثقة بين التاجر والمستهلك الضمان الأوَّل لجودة المنتج، ثمَّ تأتي الرائحة في المرتبة الثانية، فالشكل.
غش العود
هناك أساليب كثيرة لغش الـعود من قِبَلِ الدولِ المُصَدِّرَةِ، ومن بين الأساليب الأكثر انتشارًا وضعُ الغِرَاءِ بهدف ملء الفراغات والحفاظ على قَوَامِ العود في حال تَكَسُّرِهِ، وذاك حتى يتمكَّنَ المُصَدِّرُ من بيعه، ويتمُّ اكتشافُ الغراء عند احتراق الـعود، وهو يعطي رائحةً كريهة، وله أضرارٌ كثيرة على العين والأنف، ويَصْعُبُ تَحَمُّلُ رائحتِه لثوانٍ وليس لدقائق. ومن الأساليبِ الأخرى في غشِّ العود، حَشْوُهُ بالرصاص من أجل زيادةِ وزنِه، ولكن كان هذا يتمُّ سابقًا قبل سنوات، ولم يَعُدْ له وجودٌ الآن.
طرق حفظ العود
العود لا يحتاجُ إلى طرقٍ مُعيَّنة من أجل حِفْظِهِ، إذ يمكن وضعُه في أيّة غرفة من غرف المنزل، سواء كان بها مُكَيِّف أو تخلو منه، فالأجواء -سواء كانت حارَّة أو باردة- لا تُحْدِثُ للعود أيَّ تلفياتٍ أو تُلْحِقُ به أضرارًا، ولا تُؤَثِّرُ في جودتِه ورائحتِه.
نصائح قبل شراء العود في رمضان
ينصح المنيف الراغبين في شراء العـود، أن يعقدوا اتفاقًا بينهم والتاجر، بحيث يمكنهم إرجاعُ العود في حال اكتشافِهم أيّ عيبٍ فيه، أو في حال عدمِ رغبتِهم في استخدامه بعد الشراء، فهذا أمرٌ له أبعادٌ نفسيةٌ كثيرة، ويزيد الثقةَ في ما بين المشتري والتاجر.
قد يهمك ايضـــًا :
تزيَّني في العيد مع عطور من أفخر أنواع العود
تعرفي على قائمة من أشهر أنواع العود وطرق استعماله
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر