استغربت الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية ما أسمتها "ممارسات بعض الجهات داخل الأغلبية التي تحاول جاهدة، وبطرق بئيسة وصبيانية أحيانا، تبخيس عمل وزراء الأحرار والتشكيك في نجاحات المخططات القطاعية، كالمغرب الأخضر والتسريع الصناعي، المفروض فيها أن تكون محط إشادة وافتخار لكل مكونات الأغلبية".
واعتبرت الفيدرالية، في بلاغ ، أعقب اجتماعها الدوري عبر تقنية التداول عن بعد، أن تبخيس عمل وزراء "الأحرار" دافعه "الأنانية المقيتة والشعبوية السياسوية التي أنسَت من يدعون المرجعية الإسلامية قيم ديننا الحنيف، بل دفعتهم إلى اللجوء إلى ممارسات وأفعال لا تمت للإسلام ولا للأخلاق والأعراف السياسية والحكومية بصلة".
الهيئة ذاتها استغربت "استغلال منابر مؤسسات دستورية يفترض أن تخصص للتعبير عن الهموم الحقيقية للمواطنين، والدفاع عن القضايا العادلة بلغة الحقيقة والضمير الحي، لتوجيه الضربات تحت الحزام للمنافسين السياسيين والحلفاء الحكوميين، مع الاستغلال الجبان للبث المباشر لجلسات دستورية من أجل الإساءة والتبخيس والتدليس من قبل أشخاص لم يراكموا إلا الفشل الذريع لسنوات في تدبير الشأن العام في مدنهم ومجالسهم، ولا يملكون من المؤهلات إلا القدرة على ابتداع المغالطات وتحريف الحقائق وممارسة الغدر السياسي خدمة لأجندات بئيسة".
ودعت الفيدرالية ذاتها رئيس الحكومة إلى "تقدير مدى تأثير هذا التشويش على تماسك الأغلبية التي يترأسها، والتي يمكن في مرحلة من المراحل أن تخضع لتقييم الشراكة وإمكانية استمرارها، في ظل الضغوط التي تمارسها بعض الأطراف داخل الحزب الأغلبي على شركائه بمختلف الطرق والوسائل غير الأخلاقية".
وعبر التنظيم الشبابي لحزب "الأحرار" عن قلقه بخصوص "تخلف الوزارة المكلفة بالأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية عن القيام بالدور المنوط بها في مواكبة شرائح واسعة من المجتمع، عانت من تداعيات جائحة كورونا"، معبرا عن ارتياحه لعزم الحكومة إعادة المغاربة العالقين في الخارج، وداعيا إلى تسريع هذه العملية، "نظرا للظروف الصعبة التي تعاني منها هذه الفئة، خاصة في ظل الغياب غير المفهوم للوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج التي لم تكلف نفسها عناء القيام بواجبها في تدبير هذا الملف".
وسجلت الفيدرالية "الضعف الملاحظ في تدبير مؤسسة رئيس الحكومة لمختلف مراحل مواجهة أزمة "كوفيد-19"، واستفزاز المغاربة عبر إعطاء السبق لمنابر إعلامية أجنبية وتسريب معطيات حصرية تهم خطة الحكومة لتخفيف الحجر الصحي"، وشددت على تشبثها بالعملية الانتخابية كآلية ديمقراطية تمكن المواطنين من اختيار حر ومسؤول لممثليهم، وبالخيار الديمقراطي كأحد الثوابت الدستورية التي لا تراجع عنها، مؤكدة أن الاستحقاقات المقبلة التي "ينبغي أن تكون في وقتها المحدد ستشكل فرصة سانحة للمغرب لإفراز نخب ومؤسسات قادرة على العمل بجنب الملك محمد السادس على تحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية المطلوبة في ظل الظروف الحالية، وذلك بحكم درجة الوعي المجتمعي واليقظة الجماعية للمواطنين المغاربة الذين أصبحوا أكثر اهتماما وثقة في مؤسسات الدولة".
وأشاد التنظيم ذاته بالسياسية الاستباقية للملك محمد السادس على جميع المستويات، وبالانخراط المسؤول للمغاربة في الامتثال للتدابير الاحترازية التي أقرتها الدولة، والتي مكنت البلاد من الخروج من الأزمة بأقل الأضرار الممكنة، وتفادي سيناريوهات أسوأ وخسائر في الأرواح، معبرا عن ارتياحه للإجراءات المقررة من طرف الحكومة للتخفيف من الحجر الصحي في أفق التحكم بشكل أكبر في هذا الوباء، وعودة الأنشطة الصناعية والتجارية والاقتصادية للعمل، مع التنويه بالتدبير الجيد وبالإجراءات الناجعة التي قامت بها لجنة اليقظة الاقتصادية لدعم الأسر المغربية، بالإضافة إلى مجموعة من التدابير لفائدة المقاولات المتضررة جراء هذه الجائحة، وخاصة المقاولات الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة والمهن الحرة والمقاولين الذاتيين.
ونوه بلاغ الفيدرالية ذاتها بـ"الأدوار الكبيرة والحضور القوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بكل مكوناته من قيادات، وعلى رأسها الرئيس عزيز أخنوش، ووزراء الحزب ونوابه ومستشاروه في البرلمان، وأعضاؤه ومنتخبوه وتنظيماته الموازية، في مواجهة جائحة كورونا وتداعياتها، مشيدا بـ"الدينامية القوية ولعمل الشبيبة التجمعية التي كانت حاضرة بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الميدان للقيام بدورها الدستوري في تأطير المواطنين"
وتوجهت الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية بالشكر الجزيل لجميع أعضاء المنظمات الجهوية للشبيبة التجمعية والتمثيليات الإقليمية والمحلية، "لما يبذلونه من مجهودات ومبادرات وأنشطة مبدعة وخلاقة، ولمساهمتهم في إنجاح برنامج 100 مدينة 100 يوم في نسخته التفاعلية عن بعد"، داعية إياهم إلى مواصلة هذه الدينامية بنفس الحماس والثقة والإيمان القوي بمشروع الأحرار.
وأعلن "شباب الأحرار" إطلاق ورش الجامعة الرقمية للشباب الأحرار، بغاية توفير مواد وموارد وبرامج رقمية تندرج في إطار وظيفة التكوين والتأطير المنوطة بالشبيبة التجمعية، مجددين الشكر لـ"جنود الصفوف الأمامية"، ومعبرين عن افتخارهم بـ"تفرد مساهمة الحزب في النقاش حول مرحلة ما بعد كورونا، كمساهمة نابعة من القواعد وتستمد المشروعية من المقاربة التشاركية، والمنهجية التواصلية التي أعدت بها، بعد أن تم إطلاق منصة تفاعلية، كأول أرضية حزبية لاستشراف مستقبل ما بعد "كوفيد-19" ووفقت في إشراك قواعد الحزب وعموم المواطنين في اقتراح أجوبة للتساؤلات التي تطرحها تداعيات هاته الجائحة على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وسجلت استقبال أزيد من 1428 مساهمة".
كما لم تفوت الشبيبة ذاتها الفرصة دون التنويه بـ"الدور المحوري الذي قامت به مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري، التي نجحت في ضمان التموين الكافي والمنتظم للأسواق المغربية بمختلف المنتجات الغذائية والفلاحية، وذلك بفضل الإنتاج الفلاحي الوفير، وأيضا استمرار التوزيع بشكل عاد في الأسواق وبأثمان مناسبة؛ وذلك راجع إلى نجاح مخطط المغرب الأخضر الذي جعل الفلاحة المغربية تنجح في مواجهة الجائحة رغم إكراهات الجفاف".
كما نوه التنظيم ذاته بمجهودات قطاع الصناعة والتجارة في مواجهة هذه الجائحة، و"تجنده المستمر لتزويد السوق الوطنية بالكمامات، والتوجه نحو تصدير الفائض من الإنتاج وتشجيع المستثمرين على إنتاج ما تحتاجه البلاد من مستلزمات طبية، وثقه في الطاقات المغربية التي أثبتت كفاءتها من خلال تصنيع أجهزة تنفس ذات جودة عالية".
كما حيت الفيدرالية، في الختام، مجهودات وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، "التي انكبت بجدية وكفاءة عالية على وضع إستراتيجية واضحة لتحقيق إقلاع اقتصادي في هاته القطاعات التي تضررت بشكل كبير"، مردفة: "كما لا يفوتنا التنويه بالعمل الكبير الذي تقوم به مصالح وزارة الاقتصاد وإصلاح الإدارة في تنسيقها لعمل لجنة اليقظة وإشرافها على مجموعة من المبادرات للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا".
قد يهمك ايضا
عزيز أخنوش يأمل أن تسير المشاورات حول التعديل الحكومي بسرعة
حزب التجمّع الوطني للأحرار المغربي يُشيد بالإجراءات المُتَّخذة لدعم فاقدي العمل
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر