الرباط - المغرب اليوم
تستعد الأحزاب السياسية المغربية لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، في ظل ارتفاع أصوات تطالب بتجديد الدماء والوجوه التي اعتاد المواطنون مشاهدتها في المشهد السياسي على رأس كل خمس سنوات.ويبدو أن الأحزاب لم تنصت لنبض الشارع الذي يطالب بتجديد الدماء، وانخرطت مباشرة في الانتخابات بتقديم نفس الوجوه التقليدية، دون أن تعطي المساحة للشباب والكفاءات.هذا ما يحيل على الارتباك الكبير الذي تعيش الأحزاب كونها لم تستطع إشراك وجوه جديدة تخوض هذه الاستحقاقات واكتفت بما يتوفر عندها "هد الشي لي عطا الله والسوق".فهي لا تولي أي اهتمام للكفاءات والقدرات الشابة، كون هذه الأخيرة ليست لها القدرة على الدخول بقوة في معترك المنافسة، والحصول على مقاعد محترمة، وفرض الذات في المشهد السياسي.فالتنظيمات السياسية يهمها بالدرجة الأولى من سيحصل على مقعد نيابي في البرلمان، مما يسائل السياسي والمواطن حول مفهوم السياسة والتمثل الرائج في المغرب حولها.
فالوعي الجمعي لم يرتقي بعد إلى مستوى تبني موقف حزبي وإيديولوجي يكفل للفرد حرية التصويت للحزب دون النظر إلى الشخص الذي يترشح باسمه.وبهذا تكون مسألة تقديم الشباب والكفاءات غير مجدية ولا تحقق المنشود، ولن تؤمن لهم مقعدا مريحا يستفيدون من عائداته وكراماته، هذا يظهر بالملموس أن التنظيمات الحزبية لا تعمل على تكوين الشبيبة تكوينا سياسيا لإنتاج بروفايل سياسي يعود بالنفع على المجتمع، بقدر ما تراهن على البروفايلات الجاهزة التي تحضى بشعبية واسعة في الدائرة الانتخابية، سواء عن طريق نسب عائلة معينة، أو وفرة المال الذي بدوره يكسب الشخص شهرة محترمة في وسطه.ويرفض العديدين هذه الصورة التي قدمتها الأحزاب، أثناء الإعلان عن أسماء منتخبيها، حيث أثار الأمر موجة من الاستياء و الرفض، وحملوا المسؤولية كاملة للتنظيمات العاجزة عن تقديم أسماء تعود بالفضل على المجتمع والوطن، وتساهم في التغيير المنشود.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر