الرباط - المغرب اليوم
تكسر جدار الصمت الذي أطبق على أحزابنا السياسية المنكوبة في زمن “كورونا”، بخرجات بعض السياسيين الذي ولجوا بدون كمامات لحلبة “صراع شعبوي” داخل قبة البرلمان “المباركة”، وقوده مغاربتنا العالقون بالخارج، دون مراعاة لمعاناتهم وهم يئنون منذ أسابيع تحت وطأة حصار غير مسبوق فرضه عليهم فيروس “كورونا” اللعين، وهو ما يدفعنا للتساؤل: أين مصلحة المغرب والمغاربة في خضم هذا الصراع السياسي العقيم؟
إطلاق النار داخل حلبة هذا العراك، الذي قدره الله على المغاربة في ذروة الحجر الصحي، فتحه القيادي البارز في فيدرالية اليسار الديمقراطي والنائب البرلماني عمر بلافريج، عندما اتهم جميع البرلمانيين الذين يتحلقون حوله داخل الغرفة الأولى للمؤسسة التشريعية بممارسة “الشعبوية” في تناولهم لملف المغاربة العالقين خارج الوطن في ظرفية صحية وصفها بالصعبة، والتي تستوجب في نظره عدم فتح الباب في وجه حالات وبائية جديدة، وهو ما أغضب البرلمانيين المستهدفين بنيران بلافريج، وضمنهم رئيس الفريق الاشتراكي شقران أمام، الذي رد بقوة على اتهامات غريمه السياسي بعدما اتهمه بترويج “المغالطات والأكاذيب” ووصف كلامه بـ “غير المسؤول” بسبب ادعائه بكونه الوحيد الذي تحدث في اجتماع لجنة الخارجية بمجلس النواب عن موضوع المغاربة العالقين بالخارج، بمسؤولية ودون “شعبوية” أو “مزايدات”، قبل أن يدخل مصطفى بيتاس النائب البرلماني والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار والناطق باسمه، على خط الصراع، لينعت القيادي بالحزب الاشتراكي الموحد، بكونه هو من يمارس “الشعبوية” على المغاربة في جميع القضايا التي يطرحها في البرلمان وعلى رأسها قضية القطاع الصحي ببلادنا.
حرب يبدو أنها ستتواصل في الأيام القادمة، بدخول أطراف سياسية أخرى لحلبة هذا العراك الذي لا يسمن المغاربة ولا يغنيهم من جوع في أيام اعتكافهم في البيوت، وهو ما دفع ببعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى التساؤل عما إذا كان “سياسيونا” قد تأثروا في ظرفية الطوارئ الصحية بالخرجات البهلوانية لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، حامدين الله على أن الزعيم السابق للبيجيديين دخل “سوق راسو فيامات كورونا” وإلا فإن حرب الجدل الشعبوي كانت ستدمر كل السياسيين الذين فكروا في خوضها وهو غائب عن ساحتها
قد يهمك ايضا
مجلس النواب المغربي يدعو المواطنين إلى ممارسة حقوقهم الدستورية في تقديم العرائض
مجلس النواب المغربي يواصل دراسة قضايا المواطنين رغم"كورونا"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر