نبه الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بن شماش، في مناسبة افتتاح لقاء طنجة التشاوري لشبكة الأحزاب الديمقراطية في شمال أفريقيا، الذي ينظمه حزب الأصالة والمعاصرة على مدى يومين( السبت والأحد)، من مخاطر النكوصية والإسلام السياسي، منبها إلى ما يتربص بالمنطقة العربية من مخاطر التفتيت واستمرار مظاهر الانقسام والصراعات والنزاعات.
ودعا الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، على ضرورة بلورة رؤى جديدة لتحصين وحدة بلدان شمال أفريقيا، وتعزيز روح التعاون والتضامن بينها قائلا: "إن المخاطر التي تساءل الديمقراطيين الحداثيين في منطقتنا، هي نفسها مخاطر الأمس ولو بعناوين أخرى، وأوجه مغايرة، فقوى التفتيت والانقسام والمس بالوحدة الترابية لأوطاننا ما تزال تتربص بوحدتنا، وعوامل التخلف والنكوص ما تزال جاثمة على واقعنا، وأعداء الديمقراطية والتقدم ما يزالون يحيكون المؤامرات، ولو أنهم غيروا خطاباتهم ولبوساتهم".
وأضاف بن شماس، أن التهديدات المرتبطة بالحركات الإرهابية في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، ووضعية الاستقرار في بعض بلدان المنطقة وواقع الأزمة الاقتصادية والمالية، تعتبر من أهم التحديات التي تنتظر من أحزابنا برصيدها النضالي ومرجعياتها الديمقراطية والتقدمية والحداثية إيجاد أجوبة لها، وإبداع الأفكار السياسية والبرامج التنموية القادرة على هزم بواعث وأسباب هذا المرض الخبيث المسمى إرهابا، والذي يأخذ من الإسلام السياسي رداء له، خاصة وأن قوى النكوص والـتأخر المستترة في عباءة الإسلام هو بريء منها.
وأكد الأمين العام لحزب الأصالة، على أن المخاطر الجسيمة التي يلحقها الإسلام السياسي، بفعل تطرفه وانحرافه عن المقاصد النبيلة للدين الإسلامي الحنيف، لا تقتصر فقط على بث البلبلة واللاأمن واللااستقرار في بلداننا، بل تتعدى مجرد تغذية حالة عدم اليقين المستشرية في مستويات معينة في بعض أجزاء منطقتنا، الى نشر قيم ظلامية تفرمل وتعيق التقدم بالثبات المطلوب على درب تحقيق وتوطيد المشروع الديمقراطي ذي الأفق الحداثي الذي تسعى الشعوب الى تحقيقه.
وذكر بن شماس، في هذا الصدد بالتحديات المرتبطة بتصاعد الشعبويات بمختلف ألوانها الإيديولوجية، وبروز خطاب الانغلاق الهوياتي والكراهية والتطرف العنيف المبني على أساس ديني على المستوى العالمي و على المستوى الإقليمي كإحدى النتائج غير المباشرة للديناميات التي سميت ب”الربيع العربي”، مما يطرح مخاطر جدية فيما يتعلق بحماية قيم المجتمع الديمقراطي وتعاظم حجم التحديات التي تواجهها على حد سواء الديموقراطيات الناشئة والموطدة.
اقرأ أيضاً : دانغ يشيد بدور ملك المغرب داخل القارة السمراء
وتحدث بن شماش، عن ظهور جيل جديد من التحديات يتعلق بكيفية جعل الديمقراطيات أكثر ابتكارا واستجابة للقضايا الناشئة: (الهجرة ،تغير المناخ، الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، التنمية المستدامة، تقليص التفاوتات المجالية، تدبير التنوع اللغوي والثقافي، حماية قيم المجتمع الديمقراطي من الشعبويات، والتطرف العنيف، وخطاب الكراهية و العنصرية)، وهي تحديات مشتركة بين بلداننا على تنوع تجاربها، وهي حتما تحديات تساءلنا جميعا.
وأمام هذه الأوضاع، يؤكد بن شماش، فإنه لا خيار أمام الديمقراطيين وكل التواقين إلى الحداثة والتقدم سوى تحويل كل هذه التهديدات والتحديات إلى فرص وإمكانات لإنقاذ مشروعنا الديمقراطي المصاب بالوهن والمهدد بالإخفاق.
وشدد الأمين العام، على أن دور الأحزاب السياسية الديمقراطية، هو أن تضطلع بمسؤولية التوحيد والتعايش السلمي، ونبذ دواعي الانقسام وتجزيئ أوطاننا، لنمنح لشعوبنا الأرضية الصلبة والخصبة للانطلاقة الدائمة نحو التقدم والتنمية.
ودعا الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى احترام الاختيارات السيادية لبلدان شمال أفريقيا، في مقدمتها الوحدة الوطنية والترابية ورفض التجزيء والتقسيم والتشرذم، وحماية ” دولنا ومجتمعاتنا المتنوعة من مخاطر تفكك الأنسجة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية التي بنتها بجهد و اقتدار و بتضحيات جسيمة منذ استقلالها”.
قد يهمك أيضاً :
مكتب مجلس المستشارين يعقد اجتماعه العادي برئاسة حكيم بن شماش
الأصالة والمعاصرة تدعم المصباح لرئاسة جماعة بركين في جرسيف
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر