الرباط - المغرب اليوم
أكد عمر بلا فريج، النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار، أن المنظومة الضريبية في المغرب غير عادلة، لأنها تقوم على فرض الضريبة على الطبقة المتوسطة، في حين لا يتم فرض الضريبة على أصحاب الثروة، كما هو معمول به في عدد من البلدان المتقدمة.وانتقد القيادي اليساري المنظومة الضريبية المغربية، وقال إنها غير عادلة، "لأن الطبقة المتوسطة والأجراء هم الذين يدفعون الضرائب، بينما أصحاب الريع والثروات يدفعون ضرائب أقل، وعلينا تعديل هذه المنظومة للحد من هذا العبث"، على حد تعبيره.وأكد بلا فريج أن إصلاح المنظومة الضريبية هو المدخل إلى تحسين الوضعية الاجتماعية للمواطنين وتحقيق التقدم، داعيا إلى اعتماد الضريبة التصاعدية، والضريبة على الثروة، مشيرا إلى أن تطبيق هذا المبدأ سيجعل المجتمع يقبل فكرة التضامن، وبخصوص الأولويات التي ينبغي الانكباب عليها بعد تجاوز مرحلة "كورونا"، قال بلا فريج إن أولى الأولويات الآن هي الصحة، مثمّنا الإجراءات الوقائية والصحية المتخذة من طرف السلطات العمومية، التي قال إنها اتُّخذت "بهدف حماية المواطنين وعدم الوصول إلى عدد كبير من المصابين بفيروس كورونا لأن المنظومة الصحية هشة".
الأولوية الثانية التي قال بلا فريج إنه يتوجب إيلاؤها الأهمية، هي التعليم، الذي اعتبر أن تجويده الآن أصبح أسهل مقارنة مع السنوات الماضية في ظل توفر الوسائل التكنولوجيا الحديثة، قائلا: "يمكن، مثلا، تسجيل الدروس من طرف أمهر الأساتذة، ومنحها للأساتذة الآخرين للاستئناس بها، وهذا سيساهم في تكوين الأساتذة الذين يحتاجون إلى تكوين".وذهب المتحدث إلى القول إن إيلاء العناية للتعليم العمومي وجعله متوفرا على الشروط الكفيلة بضمان تعليم جيد للتلاميذ، سيجعل الأسر تفضل التعليم العمومي على التعليم الخصوصي، مشددا على أن التعليم لا يجب أن يكون أولوية لدى الدولة فقط، بل لدى الآباء والأمهات أيضا، عبر تشجيع أبنائهم على القراءة داخل البيوت.وشدد بلا فريج على أن الأولوية الثالثة التي يحتم ما بعد كورونا الانكباب عليها، هي المجال الاجتماعي، حيث دعا إلى إقامة نظام حماية اجتماعي موحد يضمن لجميع المغاربة حق التغطية الصحية والتقاعد.
من جهة ثانية، دعا بلا فريج إلى عدم تبخيس كل ما تقوم به الدولة والمجتمع، قائلا: "عندما ننتقد الأغنياء، يجب أن ندرك أن هناك أغنياء وأرباب مقاولات تبرعوا بأموالهم مساهمة في التخفيف من آثار جائحة كورونا، ونظموا حملات مساعدات اجتماعية".وتابع: "هناك مقاولات غشّت، ولكن هناك من اعتقل ويوجد في الحبس، مثل محتكري الكمامات، والدولة تتصل بالمقاولات وتحذرها، وهناك أشخاص كان لهم نفوذ تْشدُّو فْالحبْسْ"، مضيفا: "هذه من الأمور التي تجعلنا متفائلين، ماشي بزَّافْ، ولكن خَصْنا نْتفاءْلوا وناخْذُو الاحتياطات، حيت خصنا نْمشيوْ ما هو أبعد".
واعتبر المتحدث أن بإمكان المغرب أن يحسّن وضعيته الاقتصادية إذا توفرت الإرادة اللازمة، قائلا: "هناك شركات لديها القدرة لصنع ملايين الكمامات في اليوم، وهي سلعة غير متوفرة في العالم، وهذا يعني أن الصناعة المغربية يمكنها أن تحقق الكثير، ففي صناعة النسيج مثلا إذا استمررنا في هذا الطريق يمكن أن نرى المغاربة يرتدون ماركات ملابس مغربية، عوض الماركات المستوردة من الخارج، وهذا يتطلب استثمار الرأسمال والذكاء المغربي وأن نثق في المغاربة".وفي الجانب السياسي، جدد بلا فريج دعوته إلى الإفراج عن معتقلي حراك الريف، وقال إن المجموعة النيابية التي ينتمي إليها مستعدة لسحب مقترح العفو العام الذي تقدمت إذا تولّى المجلس الوزاري النظر في هذا الموضوع، "لأن هدفنا من هذا المقترح هو يْطلقُو الدّْراري، لأن الإفراج عنهم هو رمز الانفراج السياسي".
وأضاف أن "منطقة الريف في حاجة إلى طاقات شبابها المعتقلين الذين كان ينبغي أن يكونوا هم رؤساء الجماعات ويكونوا في البرلمان، لأننا نريد الشباب باختلافاته المتنوعة يكون في مراكز القرار المحلي والتشريعي لفتح المجال لتعاقد اجتماعي جديد".وختم بلا فريج لقاءه مع أعضاء شبيبة حزبه بدعوة أساتذة التعليم العالي إلى "الاجتهاد قليلا والاشتغال أكثر من ست ساعات في الأسبوع"، مضيفا: "هناك أساتذة لا يردون على اتصالات الطلبة الذين يؤطرون أطروحات بحوثهم، وهناك أساتذة جامعيون يشتغلون في الحقل السياسي لا يذهبون إلى الجامعات لمواكبة طلبتهم".
قد يهمك ايضا
البرلماني بلافريج يُطالب العثماني بتوفير الكمامات والمطهرات لشعب الجزائر
لافريج يؤكد بعد تحقيق الاكتفاء"الكمامات المغربية" للأفارقة أولا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر