بغداد - المغرب اليوم
"باغي شار" مقهى في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق للمتقاعدين الذين تناهز أعمارهم الخمسين عاما، خصوصا الموظفين الحكوميين الذين أحيلوا إلى التقاعد بسبب السن القانونية أو المرض. ويعد هذا المقهى بادرة من الإدارة المحلية لأربيل، لتوفير استراحة خاصة لأشخاص خدموا البلاد عشرات السنين في مختلف الوظائف.
ويقول عضو هيئة إدارة المقهى صباح أحمد إن الفكرة جاءت من عدد من المتقاعدين المعروفين في أربيل لإيجاد مركز ثقافي واجتماعي يجمعهم بدلا من التجمع في المقاهي الشعبية بعد أن تعودوا على مدى ثلاثة عقود أو أكثر على العمل الوظيفي.
وأضاف للجزيرة نت أن الاستجابة جاءت سريعا، وتم اختيار المكان الملائم الذي يقع أسفل قلعة أربيل مباشرة وسط المدينة بعد إعادة تأهيلها كونه كان في الماضي -ومنذ عام 1937- مقهى ليليا، ثم حديقة عامة.
شارزا يسمي المقهى مركزا لأنه يختص بفئة محددة من المواطنين دون غيرها (الجزيرة)
شروط الانتساب
وأكد أن الانتساب إلى هذا المقهى يكون بشروط أعدها مجلس إدارته سلفا، وهي أن يناهز عمر المتقاعد خمسين عاما، ويسدد بدل اشتراك شهري يبلغ ألف دينار عراقي (أقل من دولار واحد) بغض النظر عن درجته الوظيفية التي تقاعد بها، سواء كان وزيرا أو عامل خدمة، والجميع يتمتعون بالدرجة نفسها من الخدمات.
من جانبه، يقول الشاعر والكاتب الكردي المعروف كريم شارزا، وهو أحد رواد ومنتسبي المقهى بعدما تقاعد من وظيفته الحكومية، إنه يفضل أن يسمي المقهى مركزا لأنه يختص بفئة محددة من المواطنين دون غيرها.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى بعض الأنشطة الثقافية والفنية التي تنظمها إدارة المقهى بين حين وآخر لرواد الأدب والفنون والثقافة الكردية، كندوات فكرية وجلسات الشعر والنقد.
وأضاف أن وجود مكتبة للكتب المنوعة باللغات العربية والكردية والإنجليزية يعود بالفائدة على بعض رواد المقهى، خصوصا الذين يرفضون إيقاف عجلة الحياة ويعدون أبحاثا أو يكتبون مقالات أو غيرها، لا سيما الذين عملوا في المجالات الثقافية والفنية والتربوية.
الراحة والتوسع
أما عن مستوى الخدمات المقدمة من قبل إدارة المقهى أو العاملين فيه فيؤكد المنتسب إلى المقهى إسماعيل أيوب أن الخدمات جيدة وأسعارها مناسبة، ولكن أعداد المتقاعدين المنتسبين حاليا للمقهى وضيوفهم ومرافقيهم أيام الجمع والعطل الرسمية تقلق راحة الرواد.
عبدالله استبعد أي توسيع للمقهى لأنه سيكون على حساب المساحات الخضراء (الجزيرة)
وأوضح للجزيرة نت أن هذا المقهى أصبح جزءا من حياة المتقاعدين بعدما تركوا الوظيفة والحياة العملية، مبينا أن مكتبة المقهى تقع ضمن قاعة واحدة فيها ضوضاء بسبب الألعاب الشعبية التي تصاحبها صيحات اللاعبين، وهم من مستويات اجتماعية وثقافية مختلفة.
وختم بأنهم يتطلعون إلى الأفضل, وأشار إلى أنه قبل ثلاث سنوات عندما أحيل إلى التقاعد لبلوغه السن القانوني جاء إلى المقهى وكان عدد رواده أقل بكثير من الآن، والمفروض مع تضاعف أعداد المشتركين زيادة القاعات والمساحات، لكنه بقي على حاله.
بالمقابل، استبعد طاهر عبد الله نائب محافظ أربيل أن يكون هناك أي توسع في مساحة المقهى مستقبلا، لأن التوسع وبناء مرافق وقاعات إضافية سيكون على حساب المساحات الخضراء التي تحرص حكومة الإقليم على حمايتها، رغم حرصها على تقديم كل ما يسهم في خدمة وراحة هذه الشريحة التي قدمت الكثير للبلد.
يذكر أن مقهى المتقاعدين افتتح في أغسطس/أب عام 2008، ويدار من قبل هيئة إدارية من المتقاعدين، ويضم إضافة إلى الألعاب الشعبية المعروفة -كالدومينو والشطرنج والنرد- موقعا خاصا للألعاب الرياضية، وصحفا يومية، ويحرس المقهى من قبل الشرطة المحلية ولا يسمح بالدخول لمن لا يحمل بطاقات خاصة به.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر