باريس ـ وكالات
فكرة طريفة وناجحة جداً ابتكرتها الكونتيسا ماري فرانس دو بيرونيه صاحبة قصر إيناي لو فياي الواقع في منطقة بيري الريفية في فرنسا.
وتتلخص في تنظيم زيارات جماعية لقصرها كالزيارات التي تنظم إلى المتاحف والمباني الأثرية، إلا أن التجول في قصرها يحمل مفاجآت غريبة، مثل إنطفاء النور مما يغرق المكان بأكمله في ظلام قاتم، فيرتفع صراخ إمرأة، ليعود الضوء مجدداً، فيكتشف الحضور جثة هامدة فوق الأرض.
إنها لعبة بوليسية على طريقة روايات الراحلة أغاتا كريستي، وعلى الزوار في ما بعد، استجواب الكونتيسا صاحبة القصر وجميع العاملين في المكان من طباخين وخدم إضافة إلى شقيق الكونتيسا الأكبر وشقيقتها الصغرى الموجودة أيضاً في القصر والتي تعبر عن إنزعاجها الشديد من قدوم كل هؤلاء الأشخاص إلى مقر سكنها من دون أن تكون أختها قد أخبرتها مسبقاً.
وتكمن المهمة الأولى في كشف هوية الضحية، ومن ثم محاولة اكتشاف القاتل. وفي لحظة ما يطلب أحد الأفراد في الحضور التعبير عن رأيه، فيسكت الجميع وينصتون إليه وهو يحلل الموقف من الألف إلى الياء ببراعة فائقة ويلقي القبض على أحد العاملين في القصر بتهمة القتل بعدما يكون قد قدم الأدلة على أنه المجرم وحصل على إعتراف منه أمام الجمهور المحتشد.
والطريف يكمن في كون مفتش الشرطة الذي يعثر على الحل ويقبض على الجاني، وهو ممثل ينضم إلى الزوار منذ البداية من دون علم أحد أنه لا ينتمي إلى المجموعة حاله حال الضحية والمجرم.
وبدأت الكونتيسا دو بيرونيه تنظيم الرحلات إلى قصرها مطلع الخريف الماضي، مرة في الأسبوع، على أن تستمر العملية حتى نهاية العام 2012.
ولكن بعد النجاح الذي لاقته الفكرة والحجوزات العديدة جداً التي تُنجز من طريق الانترنت ومكاتب السياحة، قررت صاحبة القصر تمديد الزيارات إلى نهاية الصيف، على أن تستأنف العمل مطلع السنة الجديدة مرتين أسبوعياً. والمجموعات التي تزور القصر يجب ألا يتعدى أفراد كل منها 15 شخصاً.
ولدى سؤال الكونتيسا عن رواج مشروعها، تجيب بأن الجمهور «يعثر في التمثيلية التي يشارك فيها، على متعة تتعدى تلك التي يجدها لدى مشاهدته الحلقات التلفزيونية البوليسية المثيرة، وبالتالي فهو لا يتردد في دفع قيمة تذكرة سينما من أجل أن يجد نفسه في قصر قديم تسوده تيارات الهواء والأصوات الغريبة والإضاءة الخافتة بل المنعدمة في لحظات ما». وتضيف: «حكاية كتم الأنفاس تتخذ هنا حجمها الكلي ومعناها الفعلي الذي لا يقبل المقارنة مع الأفلام أو حتى الكتب».
والواقع أن الفكرة استمدتها الكونتيسا دو بيرونيه من مغامرة مماثلة تدور كل صيف في غابة دارتمور الواقعة في منطقة ديفون بإنكلترا، إلا أن القصر تحل مكانه في هذه الحالة الحدائق الواسعة وهي بدورها خير مكان لإرتكاب جرائم غامضة ومحاولة حل الألغاز الكامنة وراءها. وتستمد التمثيليات في غابة دارتمور مغزاها من روايات أغاثا كريستي أيضاً ومن أعمال الكاتب الكبير الراحل السير آرثر كونان دويل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر