الزيتون إحدى الأشجار المعمرة التي تعيش لمئات السنين وتظل تنتج أزهاراً وثماراً، كما لم تتوقف الدراسات التي تناولت زيت الزيتون وفوائده، لتثبت فوائد عديدة تبدأ من محاربة سرطان الثدي إلى تأثيره الإيجابي على مرض ألزهايمر، بالإضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى. وفي هذا المقال سوف نتناول فوائد زيت الزيتون للصحة وتركيبه ومعلومات هامة أخرى.
زيت الزيتون للصحة
في كثير من الأحيان يحل زيت الزيتون مكان الزبدة عند الطهي أو صنع الحلويات، لأنه المادة الدسمة الصحية والأكثر استخداماً في معظم أنحاء العالم كجزء من وجبات الغذاء اليومية ومن فوائده العديدة:
مضاد للأكسدة: زيت الزيتون الأولي غني جداً بنوع من مضادات الأكسدة يدعى بوليفينول (Polyphenols) وهو هام جدا لدعم صحة قلب الإنسان.
يعزز صحة القلب: توصلت دراسة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون زيت الزيتون بشكل يومي هم أقل عرضة للإصابة بأمراض جهاز الدوران كارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم أو الأزمات القلبية، كما أن التناول اليومي لزيت الزيتون يقلل نسب حدوث الالتهابات والتخثرات وأمراض الأوعية الدموية وارتفاع الكربوهيدرات.
يخفض معدلات الإصابة بالاكتئاب: لزيت الزيتون له تأثير إيجابي في خفض خطر الإصابة بالاكتئاب المزمن، لذا من المفيد إضافته على أطباق السلطة ولبعض الأطعمة اليومية.
يساعد في الحماية من سرطان الثدي: كما توصل فريق من العلماء إلى أن زيت الزيتون البكر يحمي من الإصابة بسرطان الثدي.
يقي من مرض ألزهايمر: يحتوي زيت الزيتون على مركب أوليوكنثال (Oleocanthal) وهو أحد أنواع مضادات الأكسدة التي تقوم بتحريك بروتينات مرض ألزهايمر (Alzheimer) خارج الدماغ، كما وجد الباحثون أن نسبة الإصابة بمرض ألزهايمر في دول حوض البحر المتوسط منخفضة، حيث إن استهلاك زيت الزيتون مرتفع أكثر من أي مكان في العالم. [1]
معلومات غذائية عن زيت الزيتون
يتكون زيت الزيتون من مجموعة من الأحماض وهي:
حمض الأوليك (Oleic acid) وتتراوح نسبته بين 55% إلى 83%.
حمض اللينوليك (Linoleic acid) وتكون نسبته 21 %.
حمض البالمتيك (Palmitic acid) وتتراوح نسبته بين 7% إلى 20%.
حمض الستريك (Stearic acid) ونسبته 5%.
حمض اللينولينك أ (α-Linolenic acid) ونسبته تصل إلى 1.5%.
كما يحتوي زيت الزيتون على العديد من العناصر الغذائية، وتتمثل في الجدول التالي: [2]
مكونات زيت الزيتون وعناصره الغذائية المفيدة
العنصر الغذائي
كميته في 100 غرام من زيت الزيتون
الحريرات
884 حريرة
الدسم
100 غرام
فيتامين E
14.3 ميلليغرام
فيتامين K
60.2 ميكروغرام
الكالسيوم
1 ميلليغرام
الحديد
0.6 ميلليغرام
البوتاسيوم
1 ميلليغرام
الصوديوم
2 ميلليغرام
تحذيرات من الإكثار من استخدام زيت الزيتون
يعتمد تناول زيت الزيتون على عمر الشخص، ونوعه ونشاطه اليومي، بالنسبة للنساء ينصح بأن لا تزيد الكمية عن 5 ملاعق طعام وللرجال لا تزيد عن 6 ملاعق طعام.
كما يجب الحذر من كمية السعرات الحرارية التي يحتويها والتي تقدر ب 120 حريرة في ملعقة الطعام الواحدة، حيث يمكن لتناول زيت الزيتون بكميات كبيرة إلى السمنة (فيما لو لم يتم استهلاك الطاقة في الأنشطة اليومية أو الرياضية).
كما يزيد تناول زيت الزيتون بكميات كبيرة من نسب الدهون في الجسم، إضافة إلى أن العديد من الدراسات قد حذرت من استخدام زيت الزيتون في قلي الأطعمة.
تاريخ الزيتون وكيف استخدمه القدماء
الزيتون محصول لشجرة تقليدية يعود أصلها لحوض البحر الأبيض المتوسط، يستخدم زيت الزيتون في الطبخ ومعدات التجميل والأدوية وكوقود لمصابيح الزيت التقليدية، كما استخدم في بعض الحضارات القديمة في الطقوس والشعائر الدينية.
وفي مقال نشر في موقع (Hort Scienc) ذكر فيه نقلاً عن دراسة لجامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن أصل الزيتون يعود إلى سوريا عندما زرع أول مرة قبل 6000 سنة.
وقد استند الباحثون في ذلك، على المئات من الوثائق التي تعود لعام 2400 قبل الميلاد حيث ذكر في هذه الرُقم القديمة التي وجدت في مكتبة بمدينة إيبلا (Ebla) السورية في حلب، معلومات عن أشجار الزيتون وصناعة الزيت في البحر المتوسط.
وفي معبد داخل جزيرة ناكسوس (Naxos) في بحر إيجة تم العثور على بقايا لزيت الزيتون في جرار من الفخار، تعود هذه البقايا لحوالي 4000 سنة.
كما كانت العائلة الحاكمة في مصر في عام 2000 قبل الميلاد تستورد زيت الزيتون من بلاد كنعان، حيث كان الزيت عنصراً هاماً في التبادل التجاري والثروة.
وذكرت شجرة الزيتون في القرآن الكريم فقد أقسم بها الله سبحانه وتعالى في قوله (بسم الله الرحمن الرحيم "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ" صدق الله العظيم).
صناعة زيت الزيتون وإنتاجه العالمي
يتم استخراج الزيت بعملية تدعى طبخ الزيتون أو عصره، ويشترط للحصول على نوعية عالية الجودة أن لا يتم جرح قشرة ثمار الزيتون أثناء قطافها.
حيث إن عملية العصر للحصول على الزيت تمر بعدة مراحل منها إزالة الأوراق من الثمار، ثم غسيل الثمار جيداً بالماء الدافئ وبعدها يتم وضع الثمار داخل آلة تنتج حرارة عالية تقوم بعجن الثمار وفصل البذور وإزالتها ومن ثم استخراج الزيت.
وفي العصور القديمة كانت تستخدم قاعدة حجرية توضع ثمار الزيتون داخلها ومن ثم يقومون بتدوير عجلة حجرية لهرس الثمار وإنتاج الزيت حيث استعان الناس بالحيوانات كالأحصنة من أجل تدوير العجلة الكبيرة والثقيلة.
ولا تزال بعض معاصر الزيتون الحجرية موجودة في بعض البلدان العربية كما في فلسطين، حيث يعتقد البعض، بأن الزيتون المعصور من خلال هذه العصارات ذات جودة أعلى وطعم ألذ.
يوجد في العالم اليوم منظمة مسيطرة تدعى بالمجلس العالمي للزيتون (International Olive Council) وهي منظمة متعددة الجنسيات، تنتج الزيتون وزيت الزيتون وكل المواد المتعلقة به. يسيطر هذا المجلس على حوالي 95% من الإنتاج العالمي لزيت الزيتون، حيث إن الكثير من الدول انضمت لهذا المجلس.
احتلت سوريا على سبيل المثال في عام 2010 المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج الزيتون، حيث بلغ الإنتاج العالمي لزيت الزيتون حوالي 2.8 مليون طن عام 2013 حيث حلت إسبانيا في المركز الأول في إنتاج زيت الزيتون كما كل سنة.
لزيت الزيتون فوائد صحية لا حصر لها لما يحتويه من عناصر غذائية وأحماض هامة للجسم، حاول استخدامه من وقت إلى آخر في أطباقك، واختر نوعية جيدة معصورة بطريقة صحيحة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر