الرباط -المغرب اليوم
يتمتع الوداد الرياضي بقاعدة جماهيرية كبيرة منذ تأسيسه سنة 1937، ما جعله من أكثر الفرق شعبية على المستوى العربي والإفريقي، إذ ظلت الجماهير "الحمراء" وفية لفريقها في السراء والضراء، ولا يهدأ لها بال إلا بعد أن يُغطي اللون "الأحمر" المدرجات، لتنتشي مع كل انتصار لـ"الحمر" وتُواصل الدعم والتشجيع حتى عندما لا يُحالف الحظ الفريق.حب الوداد توارثته الأجيال عبر عقود من الجد إلى الحفيد، ليتجاوز صيت "الواك" حدود العاصمة الاقتصادية بل والمملكة إذ يُقدر عشاق النادي بالملايين في مختلف ربوع المملكة وأنحاء المعمور، الآلاف منهم يُؤثثون مدرجات الملعب في كل مباراة لوداد الأمة، لضخ دماء جديدة في شرايين اللاعبين والدفع بهم إلى تحقيق الانتصار، غير مكترثين بالأحوال الجوية على تقلباتها ومسافرين مع الفريق أين ما حل وارتحل غير آبهين بطول المسافات التي تبدو في أعين المحبين قصيرة مهما طالت.
الحديث عن جماهير الوداد لا يحلو ولا يجوز دون ذكر الفصيل المساند للفريق أولترا "وينرز"، لكن قبل ذلك لا يجب أن نبخس جماهير هذا الفريق العريق حقها منذ القدم، إذ كانت دائما السند الأول لمختلف الأجيال، مع اختلاف طرق التشجيع، في الوقت الذي ظل الإبداع ثابتا باللون الأحمر من جيل لآخر.سنة 2005 عرفت ميلاد "الوينرز" الفصيل الذي أضفى لمسة إبداعية خيالية على طريقة تشجييع الجماهير "الحمراء"، التي تجندت خلف "الفصيل" من كلا الجنسين حيث تزينت قمصانهم باللون الأحمر، كالفراش يتحركون في انسياب كبير، وظيفتهم السهر على تشجيع الفريق طوال دقائق المباراة بسخاء قل نظيره ودون مقابل، سوى فوز للفريق وصعود لـ"البوديوم" لا يُقدر بثمن عند "المنتصرون 05".
إبداع "الوينرز" في المدرج الشمالي أصبح "ماركة" عالمية مسجلة باسم "فدائيو الوداد"، وصور عالمية رُسمت لكي لا تزول كل ما لعب "الواك"، الذي استطاعت جماهيره أن تسحب بساط المتعة من تحت أقدام اللاعبين، لتتحول الفرجة والإثارة من المستطيل الأخضر إلى المدرجات، وتُصوب الكاميرات تجاههم لتوثيق إبداع وصل صداه للعالمية، تحت شعار واحد "الحماس والإبداع إحساس وجداني داخلي لا تُمطر عليك السماء به، بل أنت من تزرعه وتعبر عنه"، وهو ما تفنن "الوينرز" في تجسيده بكل الطرق ومختلف اللغات واللهجات.
أهازيج "الوينرز" في كل مباراة يسمعها من به صمم، وما تجود به أنامل الفصيل من "تيفوهات" تُلامس الخيال وتكاد تُضاهي "الموناليزا أو الجيوكاندا" وأفضل اللوحات الفنية في العالم، تختزل في كلمة واحدة "الإبداع"، الأمر الذي جعل أنظار العالم تقف مشدوهة أمام إبداع شعراء المدرجات، الذين تعجز الكلمات عن وصف تميزهم ولا تصفهم مرادفات الجمال على تنوعها، ما جعل اسم "الوينرز" يتصدر صفحات أبرز الصحف العالمية وتتحدث عنه كبرى القنوات بإسهاب، بعدما تم تصنيفه الأفضل عالميا في أكثر من مناسبة.
"تيفوهات" "الوينرز" تنوعت ما بين التغزل باسم الفريق واستحضار لأثقل الألقاب التي تُزين خزينته، مرورا برسائل مكسورة التشفير تُعرف بالنادي بمختلف لغات العالم، واستحضار حقب تاريخية تجعلك تُسافر عبر الزمن، وصولا إلى تيفو "المصارع والتنين" وغيرها من اللوحات التي ستظل مرسومة في مخيلة كل عشاق الفريق وبتقنية "3"D الحديثة، فأن يُحب المرء يعني أنه يتمتع.وتزامنا مع احتفال الوداد بعيد ميلاده الـ83، فإن كان هناك وسام شرفي عالمي في الحب والوفاء الذي يقود للإبداع والإمتاع، ففصيل "الوينرز" يستحق ذلك عن جدارة واستحقاق، كهدية واعتراف بما قدمه شعراء المدرجات منذ سنوات، فهم طبقوا بالحرف الواحد مقولة "كل إنسان يصبح شاعراً إذا لامس قلبه الحب".
وقد يهمك ايضا:
الوينرز يطلقون بادرة تحت عنوان ‘الزموا بيوتكم الملثم في خدمتكم”
إعادة نشر مجلة "الوينرز" من جديد بعد غياب 7 سنوات في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر