يُعد الاحتراف الحلم الذي يُراود كل لاعبي الدوري الاحترافي، حيث يطمح كل لاعب إلى إخراج كل ما في جعبته وتقديم أفضل العروض مع فريقه المحلي، ليُلفت إليه نظر أندية كبيرة في عالم المستديرة، وأهمها أندية القارة "العجوز"، ويظفر بعقد احترافي يرفع من المستوى الذي يُمارس فيه على جميع المستويات والأصعدة.
ويبقى اللعب للأندية الأوروبية حلما يُراوض كل لاعب مغربي يُريد أن يصنع لنفسه مجدا كبيرا، وتُسلط عليه الأضواء أكثر، ويُخلد اسمه بين أبرز من تألقوا داخل المغرب وخارجه، كما أن الاحتراف في أوروبا كثيرا ما يُمهد الطريق للاعبين المغاربة للالتحاق بالمنتخب، وتزامنا مع عيد ميلاد نادي الوداد الرياضي الـ83، سنستعرض أبرز اللاعبين الذين تألقوا بقميص الفريق "الأحمر"، ليقودهم تألقهم إلى دخول عالم الاحتراف من أوسع الأبواب مع مجموعة من الفرق الأوروبية.
لاعبون قصوا شريط الاحتراف من الوداد إلى أوروبا
انطلق موسم الهجرة الكروية للاعبي الوداد نحو أوروبا منذ خمسينيات القرن الماضي، بعدما تمكن المدافع الودادي مصطفى بطاش من التألق بالملاعب الفرنسية، حيث تُوج بكأس فرنسا سنة 1956، بالإضافة إلى اللاعب عبد الرحمن بلمحجوب الذي يُعد من بين أبرز اللاعبين المغاربة عبر التاريخ بعدما سجل اسمه في الملاعب الفرنسية بأحرف من ذهب، ليُلقب بالأمير هناك.
بادو الزاكي.. الجدار الحديدي والقفاز الذهبي
بادو الزاكي حامي عرين "الواك" وفخر كل حراس المرمى المغاربة والعرب، إذ يُعتبر من بين أفضل من وقفوا بين الخشبات الثلاث في تاريخ الكرة الإفريقية والعربية، حيث يُلقبه العديد من المتابعين بالقفاز الذهبي أو الجدار الحديدي، بعدما لفت إليه أنظار العالم بأسره في مونديال "مكسيكو 86"، إذ استقبلت شباكه هدفين في أربع مباريات، مساهما بشكل كبير في بلوغ "الأسود" الدور الثاني.
الزاكي صاحب الحذاء الذهبي الإفريقي سنة 1986، تُوج مع الوداد بلقب البطولة في مناسبتين وثلاثة كؤوس للعرش، قبل أن يدخل عالم الاحتراف من بابه الواسع من بوابة فريق مايوركا الإسباني، الذي بصم معه على مسار حافل جعل اسمه يُذكر كل ما تم الحديث عن أساطير النادي، مُحققا بذلك مجموعة من النتائج الإيجابية أهمها، التأهل لنهائي كأس إسبانيا لأول مرة في تاريخ مايوركا سنة 1990، وتتويجه بجائزة أحسن لاعب أجنبي في "الليغا" الإسبانية سنة 1986-1987، كما أحرز لقب أحسن حارس مرمى في "الليغا" مواسم 1986-1987 و1988-1989 و1989-1990، ليدخل القفاز المغربي العالمية، بوجوده ضمن قائمة أفضل حراس المرمى في العالم على مر التاريخ.
عزيز بودربالة الفتى الذهبي للوداد وأحد صناع ملحمة "مكسيكو 86" مع المنتخب
يُعتبر عزيز بودربالة "الفتى الذهبي" للوداد الرياضي من أبرز اللاعبين الذين دافعوا عن قميص الفريق "الأحمر" على مر التاريخ، كما ساهم عزيز بشكل كبير في تألق "الأسود" بمونديال "مكسيكو 86"، ليطلب وده فريق سيون السويسري الذي تألق معه بشكل لافت قبل أن يحط الرحال بالدوري الفرنسي والبرتغالي ثم عاد للدوري السويسري ومنه للوداد حيث اختتم مساره الكروي مع فريقه الأم.
مسار بودربالة مع الوداد والمنتخب وتألقه في عالم الاحتراف، جعله من بين أبرز أساطير النادي البيضاوي على مر التاريخ، ومن بين رموز النادي الذي يتغنى بها الجمهور "الأحمر".
امجيد بويبوض.. جناح الوداد الطائر
تدرج الجناح الطائر امجيد بويبوض في جميع الفئات السنية للوداد قبل أن يصل للفريق الأول في نهاية الثمانينات، حيث فرض نفسه جناح مهاجم من الطراز الرفيع، وتمكن من الفوز مع الفريق "الأحمر" بلقب البطولة في ثلاث مناسبات وكأس العرش مرة واحدة، بالإضافة إلى دوري أبطال إفريقيا سنة 1992، ليُعرج بعدها على عالم الاحتراف في تجربة قادته للدوري البرتغالي مع فريق بلينينشيس، قبل أن يحط الرحال بدوري "التنين" الصيني بقميص فريق ووهان الذي لعب له موسما واحدا فقط وأنهى معه مساره الكروي.
حسن ناظر هداف الوداد الملقب بـ"الفهد الأسمراني"
سجل القناص حسن ناظر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الوداد الرياضي، كواحد من أبرز المهاجمين الذين دافعوا عن قميص الفريق، بعدما تربع على قائمة هدافي الدوري في ثلاثة مواسم، ليبصم بعد ذلك على مسار احترافي حافل مع مجموعة من الأندية أبرزها مايوركا الإسباني وبنفيكا البرتغالي.
ولعب ناظر للمنتخب الوطني المغربي في فترات متقطعة، أبرزها المشاركة مع "الأسود" في "مونديال" بلاد "العم سام" سنة 1994.
نور الدين النيبت.. وزير الدفاع الذي قارع كبار نجوم "الفوتبول"
يكون اسم المدافع الكبير نور الدين النيبت أول ما يتبادر إلى الذهن، عندما نتحدث عن أبرز اللاعبين المغاربة الذين تألقوا في عالم الاحتراف، إذ يعتبر عميد "الأسود" أحد أبرز سفراء البطولة الوطنية في الديار الأوروبية على مر تاريخ، وذلك بعدما دافع عن قميص أندية كبيرة في أقوى دوريات القارة "العجوز"، كما أنه أسال لعاب ريال مدريد ومانشستر يونايتد وبرشلونة الذين أبدوا رغبتهم في الاستفادة من خدمات ابن الوداد.
النيبت اكتشفه أحد المنقبين بمدرسة نجم الشباب التي لم يقض داخلها سوى أسبوع، لينتقل بعدها إلى الوداد الرياضي الذي تدرج في جميع فئاته السنية قبل أن يصل للفريق الأول في سن الـ19، ليقضي رفقته أربع سنوات تُوج خلالها بثلاثة ألقاب بطولة، إلى جانب التربع على عرش القارة "السمراء" سنة 1992، بعد التتويج بلقب دوري الأبطال.
النيبت طرق باب الاحتراف من بوابة نادي نانت الفرنسي سنة 1993 بعدما اقتنع بشكل كبير بمؤهلاته التقنية، إذ لم يحتج للكثير من الوقت للتأقلم ليتم اختياره في موسمه الأول والوحيد مع نانت ضمن التشكيلة المثالية من طرف صحيفة "فرانس فوتبول"، ليحط الرحال بعدها بفريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي الذي تُوج معه بلقبي كأس البرتغال وكأس السوبر.
انتقل نيبت سنة 1996 إلى صفوف ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني وعاش معه فترته الزاهية رفقة الجيل الذهبي للفريق، حيث توج معه بلقب "الليغا" سنة 2000 وكأس الملك بعد تغلبه على نادي ريال مدريد سنة 2002، إلى جانب بلوغه نصف نهائي دوري أبطال أوروبا سنة 2004، ما جعل فرقا أوروبية كبيرة كالريال والمان يونايتد وبرشلونة يطلبون وده، إلا أن المطالب المالية الكبيرة لإدارة "الديبور" منعته من ذلك، قبل أن يختتم النيبت صمام أمان المنتخب مساره الكروي بالملاعب الإنجليزية بقميص توتنهام الذي لعب له لموسمين.
يوسف فرتوت القناص الصامت
يُعتبر الهداف يوسف فرتوت من بين أبرز مرعبي الحراس الذين أنجبهم الدوري المغربي، إذ تخصص "الجلاد" الودادي في هز شباك الخصوم، بفضل ذكائه وسرعته وحاسته التهديفية التي لا تجعله يضل طريق الشباك.
ساهم فرتوت في تتويج الوداد بلقب دوري أبطال إفريقيا سنة 1992، حيث سجل الهدف الثاني في مرمى نادي الهلال السوداني في النهائي "2-0"، كما فاز بلقب هداف الدوري المغربي سنة 1993 برصيد 18 هدفاً.
مسار فرتوت الاحترافي بدأ من فريق بيليننسيس البرتغالي الذي لعب له لثلاثة مواسم، لينتقل إلى "الإيريديفيزي" بقميص ألكمار الذي دافع عن ألوانه إلى غاية 2001، كما شارك مع "الأسود" في مجموعة من التظاهرات الدولية.
عبد الإله صابر وبدر القادوري
ظل اسم عبد الإله صابر موشوما في ذاكرة كل عشاق الوداد الرياضي بشكل خاص ومتابعي الكرة المغربية والعربية بشكل عام، بأدائه الثابت وتميزه الكبير كمدافع عصري توفرت فيه ميزة الظهير القادر على الموازاة بين أدوار الظهير الأيمن الدفاعية والهجومية، ما جعله ضمن التشكيلة الرسمية لـ"الأسود" لسنوات طويلة.
دافع صابر عن قميص الوداد لسنوات، قبل أن تطلب وده مجموعة من الأندية الأوروبية، ليتمكن سبورتينغ لشبونة من الظفر بخدماته، قبل أن ينتقل إلى "الكالتشيو" ويُدافع عن ألوان نابولي وتورينو الإيطاليين.
نفس تفاصيل صابر مشابهة لقصة القادوري الذي تدرج في الفئات السنية للوداد وصولا إلى الفريق الأول، الذي صقل موهبته، قبل الاحتراف بنادي دينامو كييف الأوكراني لأزيد من 10 مواسم قبل الانتقال بعدها إلى الدوري الإسكتلندي من بوابة الفريق العريق "سلتيك غلاسكو".
قد يهمك ايضا
كاسونجو يكشف تجربته مع الوداد البيضاوي والعمل على تطوير إمكانياته
تعرف على إيرادات الوداد البيضاوي من بيع قمصان فيروس "كورونا"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر