للعام الرابع على التوالي يقف الدور ربع النهائي لدوري الأبطال لكرة القدم حائلا أمام الطموحات الكبيرة لمشروع باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي يرأسه القطري ناصر الخليفي، وهو الأمر الذي بات يصعب تقبله من قبل مالكي وجماهير نادي العاصمة.
وتفاءل رجال الفرنسي لوران بلان بالتأهل لنصف نهائي البطولة الأعرق في القارة العجوز للمرة الأولى في تاريخ النادي، لاسيما بعدما وضعتهم القرعة في مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي يعاني هذا الموسم.
ولم يأت هذا التفاؤل من فراغ، بل أن الجميع استشعر أن الحلم سيتحول لواقع هذا الموسم عندما اعتقد الجميع أن السيتي سيكون لقمة صائغة لفريق العاصمة، وبمقارنته بالأسماء التي واجهها الفريق في الثلاث مواسم الماضية مثل برشلونة الإسباني، في نسختي (2014-15 و2012-13)، وتشيلسي الإنجليزي موسم (2013-14).
ولكن الجميع استفاق على كابوس الخروج من ذات الدور من جديد، ليضع الكثير من علامات الاستفهام حول قدرة الفريق المدجج بالأسماء ذات الثقل للمنافسة على المستوى القاري.
ولم يتوقف المالكون القطريون عن تأكيد أن هدفهم هو أن ينافس النادي على البطولات القارية التي ينافس فيها، ولهذا السبب استثمروا ما يزيد عن 500 مليون يورو في غضون ست أعوام منذ أن تحول النادي لملكيتهم.
وبالنظر لكتيبة النجوم التي يتمتع بها الفريق، لم يعد لقب الدوري الفرنسي "الليج آ"، الذي حسمه الفريق لصالحه هذا الموسم للعام الرابع على التوالي، هو الهدف الأسمى للجماهير الباريسية المتعطشة للفوز بلقب دوري الأبطال.
والحال ذاته ينطبق على بطولة الكأس، التي بلغ الفريق فيها المربع الذهبي، وأيضا كأس الرابطة التي وصل فيها للمحطة النهائية.
وتعتبر المشكلة الأولى بالنسبة للـ"بي إس جي" هي انعدام المنافسة في البطولة المحلية مع باقي الفرق لغياب التكافؤ سواء على صعيد الأفراد أو الصعيد المادي، وهو الأمر الذي يؤدي لغياب الحافز لدى لاعبي الفريق عندما يدخلوا في المحطات الحاسمة من البطولة القارية.
وجاء خروج الفريق بالأمس من الدور ربع النهائي أمام السيتيزنس، ليضع مدربه الفرنسي، بلان، أمام النيران، والذي بدأت أصابع الاتهام تشير إليه في عدم قدرته على خلق الدوافع لدى لاعبيه قبل المواجهات الحاسمة.
وارتكب بلان العديد من الأخطاء الفنية التي ساهمت في هذه النتيجة، بداية من إشراك الإيفواري سيرجي أورييه أساسيا في مباراة الذهاب، وهو الذي لم يخض أي لقاء منذ شهرين بداعي الإيقاف، ليتسبب في تسجيل الفريق الإنجليزي للهدف الثاني بعد خطأه في إبعاد الكرة من داخل المنطقة.
وفي مباراة الإياب، قام بلان بتغيير الرسم التكتيكي للفريق واللعب بطريقة 3-5-2 وهي التي لم يعتد عليها لاعبو الفريق من قبل وتسببت في غياب فاعلية الفريق طوال المباراة.
وعلى الرغم من تمديد تعاقده منذ نحو شهرين، أصبح مصير بلان على المحك أمام إدارة النادي، والتي باتت تفكر في مدى قدرته على قيادة الفريق نحو منصات التتويج على المستوى القاري.
وباتت الشكوك تحوم أيضا في أروقة النادي حول قائمة الفريق والتي تدور في فلك النجم الأوحد وهو السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي قدم الكثير للنادي على المستوى المحلي، ولكنه في المقابل يختفي تماما في المواجهات الكبرى.
وبدأت حالات من الجدل داخل أروقة النادي الباريسي حول تمديد تعاقد اللاعب (34 عاما) الذي ينتهي مع الموسم الجاري أو البحث عن نجم آخر يستطيع قيادة الفريق على مستوى البطولات الأوروبية ويتمحور حوله المشروع الجديد.
ولكن لا يمكن إلقاء اللوم بأكمله على كاهل إبرا، فالفريق بأكمله سقط في الاختبار، فلاعب بحجم الأرجنتيني أنخل دي ماريا، الذي دفع النادي 80 مليون يورو من أجل الحصول على خدماته، لم يكن على قدر تطلعات الإدارة التي باتت في موقف لا تحسد عليه أمام الجماهير.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر