استعراضات المقاتل أبو زعيتر أرني ساعاتك المليونية أقول لك من أنت
آخر تحديث GMT 07:56:09
المغرب اليوم -

استعراضات "المقاتل أبو زعيتر" أرني "ساعاتك المليونية" أقول لك من أنت!

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - استعراضات

الرباط - المغرب اليوم

قد يكون أبو زعيتر قرأ كتاب “الأمير” لنيكولا مكيافيلي، فهو ليس أطروحة بشأن استخدام السلطة وفق “فضائل الأخلاق”، وإنما كتاب يبرز كيفية الحصول على السلطة، وقبل كل شيء، الحفاظ عليها.

المبتذل يهتم دائما بالمظاهر
ويبدو أن أبو زعيتر قد فهم أنه من أجل الوصول إلى “مكانة أعلى”، يتعين عليه معرفة كيفية “اللعب” بمرفقيه واستغلال الخوف الذي يستلهمه من “الأمير” من خلال نشر قوته المالية، والتأثير على الخيالات الجامحة.

وهنا يحق طرح السؤال: ما الذي يمكن أن يكون “أكثر معنى” من المجموعة الاستثنائية من الساعات التي يمتلكها أبو زعيتر للتفاخر بنجاحه وترسيخ صورة قدرته المطلقة؟

هي مجموعة من الساعات يمكن تقدير ثمنها بما لا يقل عن 25 مليون درهم، استنادا فقط إلى تدوينات “المقاتل” المقيم في المغرب منذ أبريل 2018.

وهناك عبارة سجلها مكيافيلي في كتابه “الأمير” تستحق التأمل: “يحكم الرجال عموما بأعينهم أكثر من أي حاسة أخرى”، قبل أن يضيف أن “المبتذل يهتم دائما بالمظاهر”.

لكن أبو زعيتر لا يبدو أنه يعير اهتماما لهذا الاعتبار، فهو “يشحن” الرسائل التي يتعمد بعثها من أجل إثارة الخوف لدى “الكبار” من جهة، والبحث عن حب الشعب من جهة ثانية، لا سيما عبر التظاهر بالقيام بالأعمال الخيرية مزدريا كل القيم الأخلاقية.

هنا يحق لكل ملاحظ ومتابع طرح سؤال ثان هو: ما هي المصداقية التي يمكن للمرء أن يدعيها عند توزيع أكياس الطعام على المعوزين وفي معصمه ساعة بقيمة نصف مليون يورو؟

أكثر من ذلك، يختم أبو زعيتر كل منشوراته في مواقع التواصل الاجتماعي بعبارة “الحمد لله”، وكأنه يقنع نفسه بصواب ما يقوم به وبسماحة ما ينشده من مكرمات مزعومة.

حين يعرض أبو زعيتر ساعاته باهظة الثمن
لا يحتاج الأمر إلى أخصائي نفسي متمكن ليدرك أن الطريقة التي يظهر بها أبو بكر زعيتر في صوره وهو يحمل ساعات في معصمه، تكشف الكثير عن ذلكم الشعور الذي يريد أن يثيره في نفسية أولئك الذين ينظرون إليه.

والكلام هنا ليس عن السواد الأعظم من الشعب المشغول بكسب قوته اليومي، خاصة في ظل هذه الأوقات الصعبة الناتجة عن تداعيات الأزمة الصحية، لأنه بالنسبة للبسطاء من الناس، الساعة تظل ساعة لقياس الزمن، سواء كانت لامعة أو لا.

فالكثيرون يعرفون ماركة “رولكس” التي يحب مصارع فنون القتال ارتداءها، والتي يتوفر أصلا على الكثير منها، لكن العارفين الحقيقيين بالساعات الفاخرة بدؤوا التخلي عن هذه العلامة التجارية السويسرية التي بات ينظر إلى عشاقها اليوم كـ”تابعين” أكثر من كونهم “سباقين”، وذلك بدافع واحد فقط هو الوصول إلى الرمز أو الطابع الذي توفره “رولكس” مثلها مثل علامة “بورش” بالنسبة لعشاق السيارات الذين يستعرضونها كخطوة جديدة في سلم الارتقاء الاجتماعي.

وعموما، تبقى الساعة الفاخرة عبارة عن بطاقة زيارة “كارط فيزيت” مرئية مع كل مصافحة، ويمكن أن تقول الكثير عنك أكثر مما تقوله صفحتك على “لينكدين” أو حتى نوعية سيارتك. وفي “سوسيولوجيا” مشتري الساعات الفاخرة، فإن أبو بكر زعيتر يقوم بأكثر من مجرد وضع صورة، فهو في الواقع يمارس الاستعراض والتباهي.

نحن هنا لسنا بصدد البحث عن “إكسسوارات الموضة” أو تحديد المنتج المفيد الذي من شأنه أن يخبرك عن الوقت، فهاتفك الخلوي يمكن أن يفي بهذا الغرض، كما أننا لسنا بصدد مناقشة “الميراث النفيس” لصناعات الساعات الفاخرة الذي ينتقل من جيل إلى جيل. فمع أبو زعيتر لا يتعلق الأمر بالحاجة الحصرية لمعرفة الوقت أو بالحرص على التكتم عن ساعاته الباهظة، بل نحن أمام رغبة جامحة في تملك ساعات باهظة الثمن ونزوع غير مقيد لإظهارها وكأنها السبيل المفترض الوحيد لولوج “فئة الكبار” في هذا العالم! وبالنسبة لجميع أولئك الذين يتعاملون معه، فإن هذه الساعات السويسرية الكبيرة ستقدمه، بدون أي عائق، كشخص مرموق اجتماعيا وذي أهمية كبيرة.

ساعات.. برسائل متعدية القصد
إن الرسالة التي تنقلها هذه القطع المتألقة والمتأنقة للغاية تتلخص في هذه العبارة: “انظر إليّ وحدّق مليا، هل تعرف سعر ما أرتديه في معصمي؟”. أكثر من ذلك، فإن صاحب هذه الساعات لا تعوزه السخرية وهو يقول إن “لديه الوسائل المادية لاقتناء تلك الساعات، وإنه يتحمل المسؤولية عن ذلك، بل إن كل ما يرتديه موجود فقط لتذكيرك بما يتوفر عليه من وسائل وموارد”.

وإمعانا في هذا الطرح، تتراوح أسعار ماركات مثل “Audemars Piguet” التي يمتلك منها “الكلادياتور” أبو زعيتر ثلاثة طرازات، ما بين 45.584 و54 ألف يورو. هذه الماركات تنقل رسالة خاصة ومشفرة إلى الأثرياء الذين يكون دافعهم هو الحصول على ساعة فاخرة واحدة منها تتناسب مع دخلهم السنوي، في حين إن لا أحد ساذج كفاية ليصدق أن نزالات المغربي-الألماني أو عقوده الاستشهارية يمكنها وحدها أن تذر عليه كل هذا القدر من المال لاقتناء هذه الساعات الباهظة.

والرسالة نفسها تختزلها الطرازات الأربعة من علامة “Patek Philippe” التي يحق “للكلادياتور” أن يرتديها بفخر ويتباهى بكونه المحظوظ الذي يملك ساعة “Nautilus 5719/10G” بقيمة تناهز 411.227 يورو، أو ساعة “Nautilus 5980G/1R-001” التي لا تقل تكلفتها عن 205.319 يورو. ومصدر التباهي هنا قد ينصرف أيضا إلى ما تتمتع به ساعات “Patek Philippe” من ميزة إضافية تتمثل في كونها تحظى بسمعة قوية في العالم بفضل دقة تصنيعها الداخلي.

أنا مُدَرّع.. أنا ريعي

ونصل الآن إلى العلامة التجارية “Richard Mille”، فالرسالة التي يروم أبو زعيتر تمريرها تتمثل في أنه مدرع (blindé)، وريعي، بصورة أو بأخرى، بحيث لا يمكن التعرف عليه إلا ممن هم مثله أو ربما أكثر.

وتعتبر ساعات “Richard Mille” بمثابة “فورميلا 1” بالنسبة للسيارات الفاخرة، وذلك بالنظر لاعتمادها على تقنيات حديثة وتصميم يدوي. ويمتلك أبو بكر زعيتر من هذه الساعات ما لا يقل عن 3 من سلسلة”RM 011″، وسعرها على التوالي يجلب الدوار: 303.000 و391.000 و399.070 يورو لكل واحدة.

وعندما يرتدي مصارع فنون القتال هذا الطراز من الساعات كأنه يصدح من أعماقه: “أنا شخص عظيم في هذا العالم وليس لدي ما أحسد عليه الآخرين”.

ويبدو أو أبو بكر زعيتر يريد أن يعطي إحساسا بالسعادة والفخر بارتداء العديد من العلامات الظاهرة للثروة، ناسيا أن الفرد وشخصيته هما اللذان يصنعان الساعة وليست الساعة من تصنع الشخص.

ربما سيكون على شخص ما أن يخبر أبو زعيتر أو يهمس له بذلك، ويحثه على أن يقرأ قليلا لجوليان غرين الذي قال: “أرني رجلا سعيدا سأريك مكامن الرضا عن النفس وتجليات الأنانية والخبث (…)”

قد يهمك ايضاً :

أبو زعيتر يخرج بأول تعليق بعد هزيمته القاسية

"أبو زعيتر" يشكر الملك بعد مواجهة الكندي باريو

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعراضات المقاتل أبو زعيتر أرني ساعاتك المليونية أقول لك من أنت استعراضات المقاتل أبو زعيتر أرني ساعاتك المليونية أقول لك من أنت



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 07:56 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

مجلس النواب المغربي يُصادق على مشروع قانون الإضراب
المغرب اليوم - مجلس النواب المغربي يُصادق على مشروع قانون الإضراب

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib