لندن - المغرب اليوم
يستعيد برشلونة الإسباني وضيفه مانشستر يونايتد الإنجليزي ذكريات الليالي الساحرة التي جمعتهما في دوري الأبطال، لكن هذه المرة في مكان لا يليق بتاريخهما، إذ يتواجهان اليوم في ذهاب الملحق الفاصل المؤهل إلى ثمن نهائي مسابقة «يوروبا ليغ» الذي يشهد 7 مباريات أخرى يبرز منها لقاء يوفنتوس الإيطالي مع نانت الفرنسي، وأياكس الهولندي مع أونيون برلين الألماني وسالزبورغ النمساوي ضد روما الإيطالي.
وبعدما اعتاد جمهور الفريقين على الاصطدام ببعضهما في مباريات دوري الأبطال، بينها مواجهتان في المباراة النهائية عامي 2009 و2011 حين خرج فريق برشلونة بقيادة جوسيب غوارديولا والأرجنتيني ليونيل ميسي منتصراً في المناسبتين، وسيتواجه الفريقان اليوم في «كامب نو» من أجل الفصل الأول من الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي المسابقة القارية الثانية من حيث الأهمية.
ووجد برشلونة نفسه في هذا الموقع بعدما فشل في تجاوز دور المجموعات لمسابقات دوري الأبطال بحلوله ثالثاً، فيما حل يونايتد ثانياً في مجموعته في «يوروبا ليغ» واضطر لخوض الملحق الذي يوجد فيه عملاقان آخران اعتادا على أضواء دوري الأبطال هما يوفنتوس الإيطالي وأياكس أمستردام الهولندي.وخلافاً لما كان عليه الوضع حين فشل برشلونة في التأهل عن المجموعة الثالثة بحلوله خلف بايرن ميونيخ الألماني وإنتر الإيطالي، ويونايتد بحلوله وصيفاً في مجموعته الخامسة خلف ريال سوسيداد الإسباني، يقدّم الفريقان مستويات رائعة في الدوري المحلي حاليا، إذ يتصدر الأول بفارق 11 نقطة عن غريمه ريال مدريد، فيما يحتل ضيفه المركز الثالث بقيادة مدربه الجديد الهولندي إريك تن هاغ بفارق 5 نقاط عن آرسنال المتصدر.
وتعود المواجهة الأخيرة بينهما إلى عام 2019 حين كان يونايتد غارقاً في السبات الذي دخل فيه منذ اعتزال المدرب الأسطوري الاسكوتلندي أليكس فيرغسون عام 201، وبرشلونة في مستهل مرحلة التراجع، وفي حينها خرج برشلونة منتصراً في ذهاب ربع النهائي 1 - صفر خارج أرضه، قبل أن يجدد الفوز إياباً 3 - صفر بفضل ثنائية لنجمه السابق ميسي.لكن النادي الكاتالوني دخل منذ حينها في نفق مظلم أدى إلى وصول لاعبه السابق تشافي هيرنانديز للإشراف على الفريق والبناء من جديد بعد رحيل نجومه لا سيما ميسي، ما يجعل الحارس الألماني مارك - أندري تير شتيغن اللاعب الوحيد المرشح لمواجهة يونايتد اليوم من تشكيلة 2019، في ظل إصابة قائد الوسط سيرجيو بوسكيتس.
وفي محاولة لتعويض ميسي، تعاقد برشلونة مع الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وضم لاعبين مؤثرين جداً مثل الفرنسي جول كوندي والدنماركي أندرياس كريستنسن اللذين فرضا نفسيهما من أعمدة تشكيلة تشافي.ولم تهتز شباك برشلونة سوى 7 مرات في الدوري هذا الموسم، محافظاً على نظافتها في 16 مباراة من أصل 21 خاضها حتى الآن، ما ساهم في أن تمتد سلسلة المباريات المتتالية التي خاضها في جميع المسابقات من دون هزيمة إلى 16، في سلسلة تخللها الفوز بلقب كأس السوبر على حساب ريال الذي يلتقيه أيضاً في نصف نهائي مسابقة الكأس.
ورد تشافي على جميع المشكّكين بقدرته على إخراج برشلونة من كبوته رغم خيبة الخروج من الدور الأول لدوري الأبطال، إذ كان الفريق في منتصف ترتيب الدوري حين تسلم الإشراف عليه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، لكنه وصل به في نهاية الموسم إلى الوصافة.ويبدو النادي الكاتالوني الآن في أفضل وضع ممكن للفوز بلقب الدوري لأول مرة منذ 2019.وتطرق تير شتيغن هذا الأسبوع إلى ما حققه برشلونة مع نجم وسطه السابق، قائلاً: «مرَّ أكثر من عام منذ أن وصل تشافي وتغيّرت الكثير من الأمور، بينها الذهنية والطريقة التي ندافع بها. لديه خطة وربما استغرقت وقتاً أكثر مما كان متوقعاً، لكنكم ترون النتائج تتحقق خطوة بعد خطوة. لدينا فكرة أفضل لما يجب القيام به في أرضية الملعب، وهذا هو مفتاح النجاح».
وعلى غرار برشلونة، بدأ يونايتد في قطف ثمار التعاقد مع تن هاغ وضمه لاعبين مؤثرين، مثل البرازيليين كاسيميرو وأنتوني، والأرجنتيني ليساندرو مارتينيز.وصل المدرب الهولندي إلى «أولد ترافورد» الصيف الماضي، وبعد بداية متعثرة شهدت هزيمة مذلة أمام برنتفورد صفر - 4، وعلاقة متوترة مع النجم البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو ما أدى إلى رحيل الأخير إلى النصر السعودي، نجح في الوصول إلى الثبات في الأداء والنتائج ومنح مشجعي النادي الأمل بلقب أول في الدوري منذ اعتزال فيرغسون عام 2013.
ولم يذق «الشياطين الحمر» طعم الهزيمة سوى مرة واحدة في آخر 17 مباراة، وكانت ضد آرسنال المتصدر 2 - 3، وذلك تزامناً مع استعادة المهاجم ماركوس راشفورد لمستواه السابق بتسجيله 13 هدفاً في آخر 15 مباراة.ونجح تن هاغ أيضاً في قيادة يونايتد إلى نهائي كأس الرابطة وإلى الدور الخامس من مسابقة الكأس، ما يعزّز حظوظه بإحراز لقب على الأقل هذا الموسم والصعود إلى منصة التتويج للمرة الأولى منذ 2017 حين أحرز لقب «يوروبا ليغ».وحذر كريستنسن مدافعي برشلونة من خطورة راشفورد قائلا: «إنه يقدم أداء رائعا في الفترة الحالية. يعجبني كثيرا، أحب الطريقة التي يلعب بها. إنه مباشر وخطير ولاعب قوي».
كما أبدى اللاعب الدنماركي إعجابه بالمدرب تن هاغ، وتوقع أن يقوم بعمل كبير مع يونايتد، وأوضح «لديهم جودة في الطريقة التي يلعبون بها، أعتقد أن تن هاغ سينقلهم لمستوى مختلف. ستكون مباراة صعبة، ولكن أعتقد أننا في وقت رائع... ستكون مباراة كبيرة».وفي ظل عقوبة خصم 15 نقطة من رصيده في الدوري بسبب التلاعب المالي، وبالتالي فقدانه الأمل بالمشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل، يشكل الفوز بلقب «يوروبا ليغ» الأمل الوحيد ليوفنتوس من أجل المشاركة في المسابقة القارية الأولى، لكن على رجال المدرب ماسيميليانو أليغري السير خطوة خطوة، والأولى ستكون اليوم على ملعبه في تورينو ضد نانت الفرنسي.
وسيكون أياكس أمام مهمة شاقة ضد المتألق أونيون برلين الذي يزاحم بايرن على صدارة «بوندسليغا»، فيما يصطدم طموح إشبيلية الإسباني، المتخصص بـ«يوروبا ليغ» وحامل رقمها القياسي (6 ألقاب)، بأيندهوفن الهولندي.وفي أبرز المواجهات الأخرى، يلتقي باير ليفركوزن الألماني مع موناكو الفرنسي، وروما الإيطالي مع مضيفه رد بول سالزبورغ النمساوي، على أن يحل رين الفرنسي على شاختار دونيتسك الأوكراني في بولندا بسبب الغزو الروسي للبلاد، فيما يلعب سبورتينغ البرتغالي مع ميدتيلاند الدنماركي.وتقام مباريات الإياب الخميس المقبل.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر