قال عبد العزيز كركاش، مدرب وطني، إنه من الصعب استئناف النشاط الكروي، في ظل انتشار فيروس كورونا، وتوقف اللاعبين عن التداريب الجماعية حوالي أربعة أشهر، وأضاف كركاش في حوار مع «الصباح»، أن استئناف البطولة يحتاج دراسة علمية، وعدم الاستعجال، طالما أن الأمر يتعلق بفقدان المخزون البدني لدى اللاعبين بنسبة 80 في المائة، مشيرا إلى أن التداريب المنزلية ليست كافية. وأكد كركاش أن الأندية في حاجة إلى سبعة أسابيع من التداريب الجماعية، قبل استئناف النشاط الكروي، في حال قررت السلطات المختصة والجامعة ذلك، كما تحدث عن صعوبة إجراء مباراتين كل أسبوع. وفي ما يلي نص الحوار:
كيف تقضي الحجر الصحي وحالة الطوارئ في بلجيكا؟
جائحة كورونا ضربت العالم بأسره، وأثرت على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، بسبب الحجر الصحي وحالة الطوارئ، لهذا كان ضروريا الالتزام بالإجراءات الاحترازية، طبقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، ولا يسمح للخروج إلا عند الضرورة، وهي تدابير اتخذت في جميع الدول الأوربية، بما في ذلك منع التداريب، عدا في بلجيكا، حيث سمحت سلطاتها بإجراء التداريب الفردية، أو الثنائية، في الهواء الطلق، بخلاف عدة دول. لقد تهافت الرياضيون على شراء الدراجات الهوائية لمواصلة التداريب، من أجل تجاوز الضغوطات النفسية، الناجمة عن الحجر الصحي. في بلجيكا قضينا الحجر الصحي بشكل مريح نسبيا، مقارنة مع ما كان عليه الحال في فرنسا وإيطاليا وفرنسا.
> يجري الحديث عن إمكانية استئناف البطولة، ماهو رأيك؟
> في تقديري الشخصي، سيكون ذلك في غاية الصعوبة، خصوصا إذا استعجلنا العودة، ودون دراسة علمية للوضعية الراهنة، التي توقف فيها اللاعبون عن التداريب الجماعية والتباري حوالي أربعة أشهر. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن اللاعب المحترف يفقد جاهزيته البدنية بنسبة 80 في المائة، إذا توقف عن التداريب لثلاثة أسابيع فقط، فكيف سيكون حاله بعد أربعة أشهر من التوقف؟، علما أن التداريب المنزلية ليست كافية، ناهيك عن الجانب النفسي، الذي يؤثر بشكل كبير، والجانبين التكتيكي والتقني، بسبب عدم لمس الكرة لمدة طويلة. أعتقد أن هناك مختصين يدرسون هذه الأمور من جميع الجوانب، لتفادي الأضرار الممكنة، لكن في نظري الأمر سيكون صعبا جدا.
تقصد أن هناك مشاكل وإكراهات إذا تقرر استئناف النشاط الكروي؟
بكل تأكيد، هناك إكراهات عديدة، فلا يمكن الاكتفاء بالتداريب المنزلية، كما لا يمكن تحضير الفرق في أربعة أسابيع، بل نحتاج إلى ستة، أو سبعة أسابيع على الأقل، طالما أن اللاعبين كانوا في راحة تامة على المستوى الجماعي، فكيف سيسترجع اللاعب مقوماته البدنية والفنية، وهو الذي لم يلمس الكرة، ولم يخض تداريب تكتيكية رفقة المجموعة. وإذا استؤنفت البطولة، فسيكون في غاية الصعوبة إجراء مباراتين في أسبوع واحد، كما يصعب التأقلم ومسايرة المباريات بالإيقاع نفسه. وربما سيحتاج أي فريق إلى 30 لاعبا جاهزا، حتى يتسنى له لعب المباراة الأولى بتشكيلة، والثانية بأخرى، كما يمكن تعرض اللاعبين لإصابات، قد تؤثر على مردودية فرقهم، خصوصا تلك التي تشارك في المسابقات الإفريقية، وأعني بذلك الوداد والرجاء وحسنية أكادير ونهضة بركان.
ما هو التصور الأقرب علميا للعودة إلى التداريب الجماعية بعد رفع الحجر؟
كان ممكنا منح بعض الاستثنائيات لرياضيي المستوى العالي من أجل التمرن في الهواء الطلق، مع ضرورة الحفاظ على التباعد، كما حدث مثلا في بعض الدول الأوربية، مثل النمسا وألمانيا، حيث تدرب اللاعبون في احترام تام للإجراءات الاحترازية، من أبرزها تعقيم الكرات والفضاءات المخصصة للتداريب، والنتيجة أنهم حافظوا على لياقتهم البدنية واستعدادهم الذهني، ما سمح بعودتهم إلى الملاعب، دون أدنى مشاكل. أما عندنا في المغرب، فالمسألة تتعلق بتوقف تام عن التداريب الجماعية، مع الاكتفاء بالتمارين الفردية، والتي لن تفي بالغرض. وأعتقد أن استئناف النشاط الكروي يحتاج إلى سبعة أسابيع من التداريب، وبشكل تدريجي، وليس أربعة كما تحدث عن ذلك البعض، حتى نتجنب إصابات في صفوف اللاعبين.
> هذا يعني أن الفرق لن تكون جاهزة؟
> طبعا، خصوصا إذا استعجلنا استئناف النشاط الكروي، دون مراعاة الظروف الحالية من جميع جوانبها. جرت العادة أن يتوقف اللاعبون أربعة أسابيع فقط بعد نهاية الموسم الكروي، ليستأنفوا التداريب مجددا، تأهبا للموسم الموالي. أما حاليا فالمسألة تتعلق بتوقف عن التداريب الجماعية أربعة أشهر، فبأي حال سيعود هذا اللاعب لاستئناف البطولة. أعتقد أن المخزون البدني لن يسمح بالتأقلم سريعا مع إيقاع المباريات.
ابني سفيان مطالب بالاجتهاد لانتزاع رسميته
ما الذي منعك من الالتحاق بتدريب أحد المنتخبات الوطنية، بعدما كنت الأقرب إلى ذلك؟
> كما لا يخفى على الجميع، أنني حاصل على دبلوم “ويفا برو”، بعدما درست سنوات في المعهد البلجيكي، ولدي تجربة ميدانية لمدة 20 سنة، وأعرف جيدا أن عالم كرة القدم يتغير ويحتاج إلى إعادة تأهيل، وهو ما أقوم به بين حين وآخر، وبالتالي من الصعب الاشتغال في مدرسة أخرى وتصور آخر، لا أعرف خصوصياته، إضافة إلى أنه تبين لي أن المدير التقني الوطني لديه توجه يختلف عن توجهي.
وما رأيك في المدير التقني روبيرت أوشن؟
حتى أكون صادقا، لم يقنعني. لم ألمس لديه منهجية علمية، وتراكما معرفيا ومهنيا، ورغم أنني متشائم نوعا ما، فإن نجاحه أو فشله كفيلان بالحكم على مستواه بشكل نهائي. إنها مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقه، لكن أعتقد أن الجامعة فطنت إلى الأمر واستعانت بكفاءات وطنية مثل بادو الزاكي ورشيد الطاوسي وفتحي جمال وجمال لحرش.
لماذا رفضت تدريب أولمبيك خريبكة؟
> لم أرفض تدريب أولمبيك خريبكة، كنت مسافرا لحظة الاتصال بي، ولا أظن أن أي مدرب سيرفض تدريب هذا الفريق، باعتباره أكثر الفرق المغربية تميزا وهيكلة، فضلا عن مستواه الجيد وحكامة تسييره.
> ألا تغضبك وضعية ابنك سفيان مع الوداد؟
> لا، ابني سفيان يلعب لناد كبير، يعد من أعرق الأندية الإفريقية، وعليه أن يشتغل ويكد من أجل انتزاع رسميته عن جدارة واستحقاق. ووضعيته الحالية لم تكن أفضل مما عاناه أشرف بنشرقي ويحيى جبران، اللذان كافحا مدة طويلة، حتى يصيرا أساسيين ويبصما على حضور جيد. وأعتقد أن سفيان مازال لاعبا شابا، وأنا مؤمن بقدراته، وأدرك جيدا صعوبة انتزاع مكان لاعب آخر متمرس في فريق من حجم الوداد، كما أن الوداد دربه ثلاثة مدربين في وقت وجيز، ناهيك أن جائحة كورونا أضرت بجميع اللاعبين، إنه ملزم بفرض مكانته، ولا أظن ذلك عسيرا عليه، كما أنه اختار الوداد عن قناعة تامة، وعن حب كبير لهذا النادي، ولجمهوره الواسع، وبالتالي عليه أن يصبر ويضحي، لكي يكون في مستوى هذا الاختيار، كما لا ننسى أنه عانى بعض المشاكل في الاستعدادات، بسبب العروض وتأخر تسوية وضعيته الإدارية.
> هل صحيح أن مستحقاتك مازالت عالقة بالمولودية؟
> فعلا، لم أتوصل بمستحقاتي المالية، رغم أنني حققت أهدافي مع هذا النادي، لكن هذا حال بعض الفرق الوطنية للأسف، و”الله يحسن عون الجميع”. ولا أخفيك سرا أن مولودية وجدة احتل المركز الثالث في حدود الدورة 22 الموسم الماضي، وكان بإمكاننا الحفاظ على هذا المركز، لو لم يطرح المشكل المالي لدى اللاعبين، ما أدى إلى حدوث تراخ مع توالي المباريات.
في سطور
الاسم الكامل: عبد العزيز كركاش
تاريخ ومكان الميلاد: 17 مارس 1965 بوجدة
الحالة العائلية: متزوج وأب لأيمن وسفيان وخالد وآدم
لعب لمولودية وجدة ونهضة بركان واتحاد وجدة وشباب خنيفرة
لعب للمنتخب الوطني للشباب
درب شباب المسيرة ومولودية وجدة ونهضة سطات بالقسم الأول والسويق العماني والنادي القنيطري واتحاد الخميسات والنادي المكناسي.
حقق الصعود إلى القسم الأول مع اتحاد الخميسات ومولودية وجدة
حاصل على دبلوم “يويفا ألف” و”كاف ألف” و”يويفا برو”، كما نال الإجازة من الجامعة الكاثوليكية بلوفان ببلجيكا في التربية البدنية والتهييء السيكولوجي.
حاصل على دبلوم مدرب محترف
قد يهمك ايضا
توقيف عبد العزيز كركاش مدرب مولودية وجدة 8 مباريات
كركاش يكشف تشكيلة مولودية وجدة استعدادًا لمواجهة نهضة بركان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر