قصة ثورة حسام غالي ضد بُخل الإنجليز
آخر تحديث GMT 13:38:58
المغرب اليوم -
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

قصة ثورة حسام غالي ضد بُخل الإنجليز

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قصة ثورة حسام غالي ضد بُخل الإنجليز

حسام غالي
القاهره - المغرب اليوم

الزمان: يناير/كانون ثان 2006

المكان: مقر نادي توتنهام – لندن
 
عقود التوقيع للانضمام لتوتنهام هوتسبير جاهزة على الطاولة، لكن المناقشات مازالت مستمرة بين مسؤولي النادي اللندني والمصري حسام غالي ووكيله بسبب ضعف الراتب الأسبوعي.
 "لكن هذا الراتب منخفض للغاية ولا يليق بقدراتي التي أتت بي إلى هنا".. كلمات غالي رسمت البسمة على وجه أحد مسؤولي توتنهام أثناء الجلسة، ليعلق "نعلم ذلك، لكنك جئت إلينا مصابًا وسنتكفل بعلاجك، لذا لتقبل بالراتب الحالي، وسنجلس لاحقًا بعد أن تثبت أقدامك من أجل تحسين بعض بنود العقد".
 
صمت غالي لبضعة ثوانٍ.. نظرة غير المقتنع لوكيله، الذي اقترح وضع بند يضمن لموكله زيادة راتبه تلقائيًا حال وصوله لعدد مشاركات محدد، وهو ما وجد قبولًا لدى كافة الأطراف.المفاوضات انتهت بمنح غالي ذلك الراتب المنخفض، بشرط زيادته تلقائيًا حال نجاحه في تجاوز 30 مباراة أو أكثر  كأساسي خلال موسم واحد.قبِل مسؤولو توتنهام بهذا الشرط، اعتقادًا بصعوبة وصول الوافد الجديد إلى ذلك الحد، نظرًا لحاجته لبعض الوقت من أجل التأقلم واستحالة اعتماد مدربه مارتن يول عليه في التشكيلة الأساسية في 30 مباراة. 

موسم 2006-2007
 
6 أشهر صعبة أمضاها غالي خارج قائمة السبيرز، لكن الوقت كان في صالحه للتأقلم على الأجواء الإنجليزية، حتى جاء الظهور الأول ضد مانشستر يونايتد بملعب أولد ترافورد، ومن هنا بدأ تثبيت أقدامه في تشكيلة فريقه.مباراة تلو أخرى أثبت فيها غالي أنه أحد ركائز توتنهام الأساسية، رغم شغله مركز لاعب الوسط الأيمن، بعدما اعتاد دومًا على اللعب كوسط دفاعي، لكنه أحسن صُنعًا في مركزه الجديد وخطف الأنظار. الأيام تمضي وغالي أصبح ملكًا داخل وايت هارت لين.. الجميع يتغنى بمهاراته وقدراته على إيصال المهاجمين بتمريراته الطولية إلى منطقة جزاء الخصوم، لكن كل شيء تحول فجأة في لمح البصر. 

أبريل/نيسان 2007 – مقر تدريبات توتنهام
 
مارتن يول –مدرب السبيرز- ينادي غالي للتحدث معه.. اللاعب المصري يأتي راكضًا نحو المدرب الهولندي، الذي سأله على الفور "هل هناك بند يتضمن حصولك على راتب أعلى حال مشاركتك كأساسي في 30 مباراة؟".السؤال فاجأ غالي، خاصة أن المدرب تبين علمه بقيمة راتبه، وهو ما ليس من اختصاصاته، ليرد عليه "ومن قال لك ذلك؟"، فأجابه "دانييل ليفي رئيس النادي".علامات التعجب بدأت ترتسم داخل عقل غالي، لكنه أجاب "نعم، يوجد هذا البند بالفعل"، ليباغته يول "حاول ألا تصل إلى الـ30 مباراة قبل نهاية الموسم!".لم يُصدق غالي ما سمعه من مدربه، فأدرك على الفور أن ليفي وإدارته لا يرغبون في الوفاء بالوعد وتحقيق الشرط الذي تضمنه العقد، خصوصا أنه قارب بالفعل على المشاركة في 30 مباراة كأساسي.

10 مايو/آيار 2007 – ملعب وايت هارت لين
 
توتنهام يستعد لمواجهة بلاكبيرن في الجولة الـ33 من البريميرليج، وغالي يستعد لظهوره الـ34 بقميص السبيرز، والـ27 كأساسي، لتتبقى له 3 مباريات أخرى ويظفر براتب جديد، حسبما ينص العقد.آخر 3 مشاركات للاعب المصري في البريميرليج جاءت ضمن التشكيلة الأساسية، من بينها خوضه لقاء كاملًا ضد تشيلسي، لكنه تفاجأ باستبعاده ووضعه على مقاعد البدلاء.لم يُدرك غالي أن القدر كان يُخبئ له سيناريو غير متوقع، لا له ولا لمدربه يول، الذي بدا وأنه أراد تجنب سخط ليفي ورجاله، بإجلاس لاعبه المميز على دكة البدلاء، تفاديًا لمنحه راتبًا أعلى بسبب بضعة مباريات في نهاية الموسم.
 
لم تكد تمر نصف ساعة على بداية المباراة، حتى اضطر المدرب الهولندي للاستعانة بغالي وبالتحديد في الدقيقة 29، عقب تعرض ستيد مالبرانك للإصابة، ليشارك اللاعب المصري وينتهي الشوط الأول بتأخر توتنهام بهدف دون رد.لم يكن غالي يتصور أن يقرر مدربه استبداله بعد 31 دقيقة فقط على نزوله، لكنه ما حدث بالفعل، ليتفاجأ الفرعون المصري بالحكم الرابع يحمل لوحته، مشيرًا إلى الرقم 14.
 
نظر غالي إلى شاشة الملعب، التي كانت تشير حينها إلى الدقيقة 60، واستشاط غضبًا من قرار مدربه المهين، بإقحامه كبديل ومن ثم استبداله بعد نصف ساعة فقط!.. كانت تلك اللحظة فارقة في عقل الفرعون."إما الانكسار أو الثورة في وجه هؤلاء.. ما اقترفت ذنبًا أستحق عليه كل ذلك سوى بذل كل ما لدي من أجلهم، والإهانة تنتظرني في النهاية لكي لا يمنحونني ما أستحق!".. كلمات أطبقت على عقل غالي أثناء سيره نحو خط التماس للخروج من الملعب.
 
لم يفكر غالي لحظة واحدة، ليجد نفسه يخلع قميصه.. زميله ليدلي كينج يقترب، مواسيًا له قبل خروجه، لكن الفرعون الثائر كان في عالم آخر.غضب عارم كسا وجه غالي، ونظر إلى زميله روبي كين، الذي يستعد للنزول، وملامحه كشفت عن لحظة قاتمة في الانتظار، قبل أن يمد يده بالمصافحة ومن ثم جاءت اللحظة الفارقة.عيناه كانت تلمع شررًا وهي تتجه صوب مارتن يول، فور أن وصل إلى خط التماس، قبل أن يفاجئ الجميع بإلقاء قميصه المخلوع في وجه مدربه، ليتجه بعدها إلى النفق المؤدي لغرف خلع الملابس.صيحات الجماهير الغاضبة أتبعت ثورة غالي، لكن اللاعب ظل يمضي في طريقه دون النظر إلى أحدهم وأشار إليهم بيديه معلنًا النهاية "لقد انتهى كل شيء". 

مشهد النهاية – 2 يناير/كانون ثان 2009 – وايت هارت لين
 
مر أكثر من عام ونصف على الواقعة، لكن غالي لم يظهر قط مع الفريق مجددًا، وباتت لديه عداوة واضحة مع الجماهير قبل أي شخص آخر داخل النادي.رحل يول بعد الواقعة ببضعة أشهر، وكان غالي على مشارف الرحيل إلى برمنجهام سيتي بعد شهرين فقط، لكنه تراجع عن تلك الخطوة، ليبقى خارج الصورة في توتنهام.وصل عرض من ديربي كاونتي وانتشل غالي من التجميد، ليستعيره لمدة 6 أشهر، قبل أن يعود من جديد في صيف 2008 إلى النادي اللندني، الذي قرر التعاقد مع المدرب الإنجليزي هاري ريدناب.
 
أعاد ريدناب بعض اللاعبين المهمشين إلى الصورة من جديد، من بيهم المغضوب عليه "غالي"، حتى جاءت اللحظة التي أسدلت الستار على تلك القصة.ريدناب قرر ضم غالي لقائمة توتنهام قبل مواجهة ويجان أتلتيك في كأس الاتحاد الإنجليزي، وفي الدقائق الأخيرة، قرر المدرب الإنجليزي الدفع بلاعبه المصري، الغائب منذ فترة طويلة.صافرات الاستهجان أحاطت بغالي أثناء قيامه بعمليات الإحماء حتى وصوله إلى خط التماس، ليجد نفسه وسط عاصفة غاضبة.. الجميع يهتف "أنت لا تستحق هذا القميص"، وريدناب يجد نفسه أمام فوهة بركان مُستعر. اقترب ريدناب من غالي وهمس إليه "ماذا يحدث؟".. اللاعب أجابه على الفور "لم ينسوا واقعة إلقاء القميص!"، ليشير إليه مدربه بالجلوس، تفاديًا لانفجار الغاضبين، ليعود إلى دكة البدلاء.وكان هذا المشهد هو الأخير لغالي داخل الملعب الذي شهد ثورته، وأخرى مضادة لها بعد عدة أشهر، ليرحل بعدها الفرعون الثائر عن بلاد الإنجليز إلى الأبد.

وقد يهمك ايضا:

غادة عادل وحسام غالي في حفل ختام مهرجان الجونة السينمائي

حسام غالي مديرًا لفريق الكرة في نادي "الجونة"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة ثورة حسام غالي ضد بُخل الإنجليز قصة ثورة حسام غالي ضد بُخل الإنجليز



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib