قصة ثورة حسام غالي ضد بُخل الإنجليز
آخر تحديث GMT 23:55:54
المغرب اليوم -

قصة ثورة حسام غالي ضد بُخل الإنجليز

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قصة ثورة حسام غالي ضد بُخل الإنجليز

حسام غالي
القاهره - المغرب اليوم

الزمان: يناير/كانون ثان 2006

المكان: مقر نادي توتنهام – لندن
 
عقود التوقيع للانضمام لتوتنهام هوتسبير جاهزة على الطاولة، لكن المناقشات مازالت مستمرة بين مسؤولي النادي اللندني والمصري حسام غالي ووكيله بسبب ضعف الراتب الأسبوعي.
 "لكن هذا الراتب منخفض للغاية ولا يليق بقدراتي التي أتت بي إلى هنا".. كلمات غالي رسمت البسمة على وجه أحد مسؤولي توتنهام أثناء الجلسة، ليعلق "نعلم ذلك، لكنك جئت إلينا مصابًا وسنتكفل بعلاجك، لذا لتقبل بالراتب الحالي، وسنجلس لاحقًا بعد أن تثبت أقدامك من أجل تحسين بعض بنود العقد".
 
صمت غالي لبضعة ثوانٍ.. نظرة غير المقتنع لوكيله، الذي اقترح وضع بند يضمن لموكله زيادة راتبه تلقائيًا حال وصوله لعدد مشاركات محدد، وهو ما وجد قبولًا لدى كافة الأطراف.المفاوضات انتهت بمنح غالي ذلك الراتب المنخفض، بشرط زيادته تلقائيًا حال نجاحه في تجاوز 30 مباراة أو أكثر  كأساسي خلال موسم واحد.قبِل مسؤولو توتنهام بهذا الشرط، اعتقادًا بصعوبة وصول الوافد الجديد إلى ذلك الحد، نظرًا لحاجته لبعض الوقت من أجل التأقلم واستحالة اعتماد مدربه مارتن يول عليه في التشكيلة الأساسية في 30 مباراة. 

موسم 2006-2007
 
6 أشهر صعبة أمضاها غالي خارج قائمة السبيرز، لكن الوقت كان في صالحه للتأقلم على الأجواء الإنجليزية، حتى جاء الظهور الأول ضد مانشستر يونايتد بملعب أولد ترافورد، ومن هنا بدأ تثبيت أقدامه في تشكيلة فريقه.مباراة تلو أخرى أثبت فيها غالي أنه أحد ركائز توتنهام الأساسية، رغم شغله مركز لاعب الوسط الأيمن، بعدما اعتاد دومًا على اللعب كوسط دفاعي، لكنه أحسن صُنعًا في مركزه الجديد وخطف الأنظار. الأيام تمضي وغالي أصبح ملكًا داخل وايت هارت لين.. الجميع يتغنى بمهاراته وقدراته على إيصال المهاجمين بتمريراته الطولية إلى منطقة جزاء الخصوم، لكن كل شيء تحول فجأة في لمح البصر. 

أبريل/نيسان 2007 – مقر تدريبات توتنهام
 
مارتن يول –مدرب السبيرز- ينادي غالي للتحدث معه.. اللاعب المصري يأتي راكضًا نحو المدرب الهولندي، الذي سأله على الفور "هل هناك بند يتضمن حصولك على راتب أعلى حال مشاركتك كأساسي في 30 مباراة؟".السؤال فاجأ غالي، خاصة أن المدرب تبين علمه بقيمة راتبه، وهو ما ليس من اختصاصاته، ليرد عليه "ومن قال لك ذلك؟"، فأجابه "دانييل ليفي رئيس النادي".علامات التعجب بدأت ترتسم داخل عقل غالي، لكنه أجاب "نعم، يوجد هذا البند بالفعل"، ليباغته يول "حاول ألا تصل إلى الـ30 مباراة قبل نهاية الموسم!".لم يُصدق غالي ما سمعه من مدربه، فأدرك على الفور أن ليفي وإدارته لا يرغبون في الوفاء بالوعد وتحقيق الشرط الذي تضمنه العقد، خصوصا أنه قارب بالفعل على المشاركة في 30 مباراة كأساسي.

10 مايو/آيار 2007 – ملعب وايت هارت لين
 
توتنهام يستعد لمواجهة بلاكبيرن في الجولة الـ33 من البريميرليج، وغالي يستعد لظهوره الـ34 بقميص السبيرز، والـ27 كأساسي، لتتبقى له 3 مباريات أخرى ويظفر براتب جديد، حسبما ينص العقد.آخر 3 مشاركات للاعب المصري في البريميرليج جاءت ضمن التشكيلة الأساسية، من بينها خوضه لقاء كاملًا ضد تشيلسي، لكنه تفاجأ باستبعاده ووضعه على مقاعد البدلاء.لم يُدرك غالي أن القدر كان يُخبئ له سيناريو غير متوقع، لا له ولا لمدربه يول، الذي بدا وأنه أراد تجنب سخط ليفي ورجاله، بإجلاس لاعبه المميز على دكة البدلاء، تفاديًا لمنحه راتبًا أعلى بسبب بضعة مباريات في نهاية الموسم.
 
لم تكد تمر نصف ساعة على بداية المباراة، حتى اضطر المدرب الهولندي للاستعانة بغالي وبالتحديد في الدقيقة 29، عقب تعرض ستيد مالبرانك للإصابة، ليشارك اللاعب المصري وينتهي الشوط الأول بتأخر توتنهام بهدف دون رد.لم يكن غالي يتصور أن يقرر مدربه استبداله بعد 31 دقيقة فقط على نزوله، لكنه ما حدث بالفعل، ليتفاجأ الفرعون المصري بالحكم الرابع يحمل لوحته، مشيرًا إلى الرقم 14.
 
نظر غالي إلى شاشة الملعب، التي كانت تشير حينها إلى الدقيقة 60، واستشاط غضبًا من قرار مدربه المهين، بإقحامه كبديل ومن ثم استبداله بعد نصف ساعة فقط!.. كانت تلك اللحظة فارقة في عقل الفرعون."إما الانكسار أو الثورة في وجه هؤلاء.. ما اقترفت ذنبًا أستحق عليه كل ذلك سوى بذل كل ما لدي من أجلهم، والإهانة تنتظرني في النهاية لكي لا يمنحونني ما أستحق!".. كلمات أطبقت على عقل غالي أثناء سيره نحو خط التماس للخروج من الملعب.
 
لم يفكر غالي لحظة واحدة، ليجد نفسه يخلع قميصه.. زميله ليدلي كينج يقترب، مواسيًا له قبل خروجه، لكن الفرعون الثائر كان في عالم آخر.غضب عارم كسا وجه غالي، ونظر إلى زميله روبي كين، الذي يستعد للنزول، وملامحه كشفت عن لحظة قاتمة في الانتظار، قبل أن يمد يده بالمصافحة ومن ثم جاءت اللحظة الفارقة.عيناه كانت تلمع شررًا وهي تتجه صوب مارتن يول، فور أن وصل إلى خط التماس، قبل أن يفاجئ الجميع بإلقاء قميصه المخلوع في وجه مدربه، ليتجه بعدها إلى النفق المؤدي لغرف خلع الملابس.صيحات الجماهير الغاضبة أتبعت ثورة غالي، لكن اللاعب ظل يمضي في طريقه دون النظر إلى أحدهم وأشار إليهم بيديه معلنًا النهاية "لقد انتهى كل شيء". 

مشهد النهاية – 2 يناير/كانون ثان 2009 – وايت هارت لين
 
مر أكثر من عام ونصف على الواقعة، لكن غالي لم يظهر قط مع الفريق مجددًا، وباتت لديه عداوة واضحة مع الجماهير قبل أي شخص آخر داخل النادي.رحل يول بعد الواقعة ببضعة أشهر، وكان غالي على مشارف الرحيل إلى برمنجهام سيتي بعد شهرين فقط، لكنه تراجع عن تلك الخطوة، ليبقى خارج الصورة في توتنهام.وصل عرض من ديربي كاونتي وانتشل غالي من التجميد، ليستعيره لمدة 6 أشهر، قبل أن يعود من جديد في صيف 2008 إلى النادي اللندني، الذي قرر التعاقد مع المدرب الإنجليزي هاري ريدناب.
 
أعاد ريدناب بعض اللاعبين المهمشين إلى الصورة من جديد، من بيهم المغضوب عليه "غالي"، حتى جاءت اللحظة التي أسدلت الستار على تلك القصة.ريدناب قرر ضم غالي لقائمة توتنهام قبل مواجهة ويجان أتلتيك في كأس الاتحاد الإنجليزي، وفي الدقائق الأخيرة، قرر المدرب الإنجليزي الدفع بلاعبه المصري، الغائب منذ فترة طويلة.صافرات الاستهجان أحاطت بغالي أثناء قيامه بعمليات الإحماء حتى وصوله إلى خط التماس، ليجد نفسه وسط عاصفة غاضبة.. الجميع يهتف "أنت لا تستحق هذا القميص"، وريدناب يجد نفسه أمام فوهة بركان مُستعر. اقترب ريدناب من غالي وهمس إليه "ماذا يحدث؟".. اللاعب أجابه على الفور "لم ينسوا واقعة إلقاء القميص!"، ليشير إليه مدربه بالجلوس، تفاديًا لانفجار الغاضبين، ليعود إلى دكة البدلاء.وكان هذا المشهد هو الأخير لغالي داخل الملعب الذي شهد ثورته، وأخرى مضادة لها بعد عدة أشهر، ليرحل بعدها الفرعون الثائر عن بلاد الإنجليز إلى الأبد.

وقد يهمك ايضا:

غادة عادل وحسام غالي في حفل ختام مهرجان الجونة السينمائي

حسام غالي مديرًا لفريق الكرة في نادي "الجونة"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة ثورة حسام غالي ضد بُخل الإنجليز قصة ثورة حسام غالي ضد بُخل الإنجليز



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:12 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يفشل فى إقناع محمد صلاح وأرنولد وفان دايك بالتجديد

GMT 23:32 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تقاريرتكشف بشكتاش يدرس تجديد استعارة النني

GMT 06:21 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد خميس يكشف المستور ويتحدث عن أسباب زواجه الثاني

GMT 01:32 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اكتشف صفات مواليد الدلو قبل الارتباط بهم

GMT 01:46 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

هناء الرملي تشرح مخاطر التحرش الجنسي عبر "الانترنت"

GMT 16:43 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال يضرب جزر جنوب المحيط الهادئ

GMT 06:08 2022 الإثنين ,26 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأفكار للحصول على ماكياج مثالي لحفل الكريسماس

GMT 14:11 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

أداء أسبوعي على وقع الأخضر ببورصة البيضاء

GMT 14:03 2022 الأربعاء ,19 كانون الثاني / يناير

بنك المغرب يلاحق معطيات زبناء البنوك في الخارج

GMT 04:16 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

الريال يهزم أتلتيكو في "ديربي" مدريد

GMT 16:37 2021 الإثنين ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا بطمة تنشر فيديوهات رقص في أحدث ظهور لها عبر انستغرام

GMT 18:59 2021 الخميس ,25 شباط / فبراير

دورتموند يمدد تعاقده مع الحارس مارفين هيتز

GMT 19:36 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

المحكمة تقرر مصير دنيا بطمة في قضية "حمزة مون بيبي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib