الدوحة ـ جاسم المناعي
من أم كلثوم إلى فيروز، مروراً بعبد الحليم حافظ، وكثيرين. على بعد نحو ساعة من قلب العاصمة القطرية الدوحة، تصميم بيت "شَعر" يتّسع لستّين ألف شخص، يسمّى استاد البيت، اختاره القطريون لحفل افتتاح بطولة كأس العرب الثلاثاء، للتأكيد على الأصالة.
بالدلّة العربية ونقوش السدو التي كانت تزيّن خيم العرب قديماً، يستقبلك استاد البيت، ثاني أكبر الملاعب الثمانية التي ستستضيف كأس العالم في قطر العام المقبل.
على المداخل، تجمّع الجماهير من القطريين والمقيمين في البلاد في انتظار الدخول إلى الملعب، قبل نحو ساعتين من بدء الحفل.
يقول أحمد المير (20 عاماً) : "جئت لأشجع قطر، منتخب بلادي. كرة القدم هي أكثر الرياضات الشعبية في قطر والتي نحقق فيها إنجازات".
وأمام استاد البيت أكد أن ذلك "دليل على أن كل الملاعب جاهزة. انتهت قبل كأس العالم بعام، وهي قريبة من بعضها البعض، وكل طرق المواصلات جاهزة".
انتشر المشجعون الذين يحملون بطاقات "هيّا" الإلزامية لدخول الملعب، في المقاعد المخصصة لهم بحسب التذاكر، يحملون في أيديهم مصابيح وزّعت عليهم عند الباب.
وفي لحظة، علا صوت في الملعب يطلب من الجماهير إضاءة المصابيح، لتطفأ بعدها الأضواء في الملعب، إيداناً بانطلاق حفل الافتتاح.
بدأ الاحتفال بدخول جحا، إحدى الشخصيات الخيالية في التراث الشعبي العربي وجسده الممثل السوري فايز قزق، وحماره، إلى أرض الملعب، سائلاً عن حال العرب، في ما بدا رسائل ضمنية تدعو إلى نبذ التفرقة بين أبناء اللغة الواحدة والمنطقة الواحدة.
واستخدم المنظمون الهولوغرام لتجسيد الفنانين الراحلين الكويتي عبدالحسين عبد الرضا والمصري سعيد صالح، لخوض حوار عن أحوال العرب.
اتفق الجميع على أن الموسيقى توحد ولا تفرق، فانطلق الاحتفال بعرض ضوئي لأغاني عربية من أقصى الخليج إلى أقصى المغرب العربي، بحضور فنانين عدة بينهم مغني الراي الجزائري الشاب خالد، والمغنية العراقية رحمة رياض.
بعدها، وتزامناً مع إطلاق الألعاب النارية، افتتح أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الدورة العاشرة من كأس العرب بعد تسع سنوات من التوقف بسبب ازدحام الروزنامة الرياضية بالأحداث واعتذارات كثيرة.
وانطلق حفل الافتتاح الرسمي للبطولة قبيل مباراة قطر، بحضور رؤساء ومسؤولين عرب وأجانب، منهم الرئيسان اللبناني ميشال عون والفلسطيني محمود عباس، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني إنفانتينو.
وللمرة الأولى تقام كأس العرب تحت مظلة الاتحاد الدولي (فيفا)، بمشاركة 16 منتخباً يتواجهون على ستة من الملاعب المونديالية الثمانية، في نهائيات ستكون بمثابة بروفة مصغّرة لكأس العالم التي تستضيفها الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالغاز في نهاية 2022 للمرة الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي.
ذلك أن الحضور كان متنوعاً، فيزداد صياح اللبنانيين مع أغنية لفيروز، والمصريين مع أم كلثوم أو عبد الحليم، فيما تعلو التصفيقات الخليجية على إيقاعات موسيقى بلادهم.
ووسط التلويح بالأعلام من جهة، والهتاف لـ"العنابي" من جهة أخرى، بدا الحضور أوسع من المتوقع، وصولاً إلى موريتانيا، على غرار محمد عبد الحي دوم الآتي من هناك لدعم منتخب بلاده.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر