أبدى الحكم الدولي المغربي، رضوان جيد، قدرة فائقة في التعامل مع المباريات الحساسة بجرأة وهدوء، لافتًا كثير من الأنظار حول أداءه التحكيمي الذي اتسم بالكفاءة، حتى أصبح من الوجوه العربية والأفريقية البارزة في ساحة التحكيم بالآونة الأخيرة، بالرغم من صعوبة كثير من اللقاءت التي اختير لإدارتها، كما أنه مرشح حاليًا لمونديال قطر 2022.
أما فيما يتعلق بأزمة فيروس كورونا المستجد، فأكد "جيد" أنه لا يختلف عن أي مواطن قائلًا: "نحن نعيش واقعًا مشتركًا ليس في المغرب فقط، بل في العالم كله، والجميع يلزم بيته تنفيذًا للحجر الصحي الطوعي، وتعليمات الأجهزة المسؤولة"، مؤكدًا أنه وبناته وأفراد أسرته كافة يتبعون التعليمات بكل دقة آملًا أن تعود الحياة لطبيعتها سريعًا.
وأوضح "جيد" في تصريحات صحفية أنه يُطبق برنامجًا تدريبيًا خاصًا في منزله، في ظل فترة توقف النشاط الرياضي، بسبب فيروس كورونا، مؤكدًا أن هذا البرنامج يكون بالتنسيق مع جهاز الكرة وقطاع التحكيم، كما أن هناك عدة توصيات يتقيد بها، قائلًا: "صحيح أنّي لا أتمرن بنفس الراحة التي عهدتها في الهواء الطلق على البحر أو الغابة، لكن ذلك أهون الأضرار، ولا بد من التدريب لأحافظ على لياقتي".
وكشف "جيد" عن طبيعة البرنامج التدريبي الذي يتبعه قائلًا: "مدته 40 دقيقة يشمل حركات خاصة وأخرى بالحبل. الغاية هو الحفاظ على مرونة الحركة، حتى لا أتأثر بفترة التوقف هذه، لأن من يتجاهل هذه التدريبات، سيواجه صعوبة لاحقا في العودة لمستواه السابق، خاصة أن لكل شخص منا خواص تدريبية مختلفة".
كما تحدث "جيد" عن كيفية قضاءه للوقت داخل المنزل، نظرًا لإجراءات الحجر الصحي التطوعي وتوقف النشاط الرياضي بسبب كورونا قائلًا: "حصلت لأول مرة على فرصة إعادة متابعة مباريات مهمة أدرتها، وتخللتها العديد من القرارات القوية، الآن أتمعن فيها، وأعيد تقييم بعضها، حتى أستفيد منها قدر الإمكان، كما أتابع مباريات أوروبية وعالمية قوية أيضا، حتى أواكب مستجدات تقنية الفيديو التي باتت مهمة للغاية".
ولفت "جيد" إلى أنه لا مجال للندم في مهنة التحكيم، فإما يكون الحكم مقتنعًا بقراراته وما يمليه عليه ضميره أو العكس، مؤكدًا أنه يقوم في الوقت الراهن بإعادة المباريات واستخلاص الدروس المفيدة منها.
وعلق "جيد" على إداراته لمباريات غاية في الصعوبة سواء محليًا أو عربيًا أوى حتى أفريقيًا في فترة قصيرة قائلًا: "منتهى الفخر بالنسبة لي، لأن ذلك يعكس شيئا واحدا لا غير، هو ثقة المسؤولين والاتحادات في شخصي، وهذا ما يعزز ثقتي بنفسي. لم يكن سهلا إدارة مباريات في كل تلك البؤر الساخنة بالهدوء والحكمة. الحمد لله ضميري مرتاح لأني تعاملت وفق ما يمليه عليّ القانون والضمير ولم أسلب حق أحد، بشهادة المختصين".
وأجاب الحكم المغربي على سؤال عما إذا كان أصابه الحزن بسبب بلوغ ناديي الوداد والرجاء نصف نهائي دوري الأبطال، خاصة أن ذلك يُقلل فرصه في إدارة النهائي، قائلًا: "بلوغ ناديين من المغرب نهائي دوري الأبطال، أهم عندي من إدارة تلك المباراة بطبيعة الحال، مع تقديري الكبير للأهلي والزمالك، وأتمنى بالمناسبة حظًا موفقا للجميع".
وأوضح "جيد" أن الضغط جزء من هذه المهنة، ومن لا يقوى على مجاراة الضغط فعليه ترك الصافرة لمن هو أجدر بها، مشيرًا إلى أنه بعد الهدوء وزوال العاصفة أيقن الجميع أنه كان على صواب في كل القرارات، وكل ذلك بتوفيق من الله.
وكشف "جيد" مصير الدورة التي كانت من المقرر أن يرعاها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لحكام المونديال، قائلًا: "كانت مقرر هذا الشهر في دولة قطر، ولكنها تأجلت بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا.
وعن توقعه عن أداء الحكام بعد استئناف المباريات وزوال أزمة "كورونا" قال "جيد":لا يمكن أن أكون وصيا على أحد، ما أتمناه صادقا هو أن يلتزم كل حكامنا ببرنامج التدريبات، وفق ما هو متاح لديهم وأمامهم. اللياقة البدنية أهم شرط لكل عناصر اللعبة، ومن يفرط فيها سيعاني كثيرا بعد العودة".
ووجه الحكم المغربي رسالة إلى الجميع في ظل هذه الظروف العصيبة التي يعيشها المغرب، والعالم أجمع بسبب فيروس كورونا قائلًا: "وباء كورونا جائحة أصابت العالم، وشلت الحركة هذا صحيح، لكنها أظهرت الوجه الآخر للممارسين والرياضيين وأسرة كرة القدم، وكم كان مؤثرا تتبع بعض مظاهر التعاون والتكافل بين الجميع. وعلى الجميع أن يلزم بيته، حتى نسهل الأمور وتعود الحياة لطبيعتها".
قد يهمك ايضا:
جامعة الكرة تتوصل برسالة عاجلة من "الفيفا" بخصوص "فيروس كورونا"
الجامعة الملكية لكرة القدم في المغرب تُعلن إيقاف النشاط حتى إشعار آخر
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر