شرع فريق الفتح الرياضي منذ فترة في جني ثمار الاستراتيجية التي وضعها قبل قرابة الخمس سنوات، والتي تعتمد على جذب المواهب الشابة إلى الفريق والاستثمار في مجال التكوين عقب إنهاء استراتيجية تحضير البنية التحتية، التي دامت أيضا قرابة الخمس سنوات بين 2010 و2015.
واستطاع الفريق الرباطي على غير العادة خلال السنوات الأخيرة تصدير عدد مهم من اللاعبين إلى أندية في أوروبا والخليج العربي بمبالغ مالية جد محترمة، وهو الأمر الذي كانت تنجح فيه فقط أندية الدار البيضاء بدرجة كبيرة، نظرا لتسويقها الجيد للاعبيها عبر الفوز بالألقاب أو المشاركات الخارجية المتكررة.
ويشير توسيع شبكة الممارسين على مستوى القاعدة داخل النادي عبر فتح أكاديمية ومدرسة تكوين النادي لعدد كبير من الناشئين من أبناء العاصمة الإدارية للمملكة والنواحي، وكذا استثمار نسبة كبيرة من عائدات بيع اللاعبين في تكوين وتطوير مستوى الجيل القادم من اللاعبين، إلى تطور مشروع الفتح الرباطي بشكل أكبر في المستقبل القريب.
صفقات ضخمة
جنى الفتح الرياضي مبلغا جيدا، قارب المليار سنتيم، من صفقة انتقال مراد باتنا، الذي كان من بين أسباب تتويج الفريق بأول لقب للبطولة الوطنية في تاريخه سنة 2016، حيث قرر شق طريق الاحتراف من بوابة الإمارات بعد أن نجح رياضيا مع الفريق الرباطي.
الفريق نجح كذلك في تسويق اللاعب محمد فوزير بشكل جيد في مسابقة دوري أبطال العرب، لينتقل بعدها إلى فريق النصر السعودي المدجج بالنجوم، بصفقة ممتازة من الناحية المادية، بالنسبة للنادي وكذلك للاعب الذي صار يربح سنويا أضعاف ما كان يتقاضاه داخل الفتح الرباطي.
وركزت إدارة الفتح خلال السنوات الأخيرة عبر الشراكات التي تبرمها مع عدد من الأندية الأوروبية عبر الرئيس حمزة الحجوي، على تسويق لاعبيها الشباب في أوروبا، وهو ما حدث خلال السنوات القليلة الماضية عبر انتقال بدر بولهرود إلى ملقا الإسباني، ونايف أكرد إلى ديجون الفرنسي، ثم يوسوفا أنجي إلى بوافيستا البرتغالي، مما جعل الفريق يتربع على رأس الأندية الوطنية التي تصدر اللاعبين إلى أوروبا.
انتقال أكرد.. النموذج
تعتبر صفقة انتقال نايف أكرد إحدى النماذج الناجحة للانتقالات التي يود الفريق تكرارها كثيرا في المستقبل القريب، لعدة اعتبارات يلخصها حمزة الحجوي، رئيس الفريق، في تطور الاعب على المستويين الرياضي والعلمي ونضوجه السريع وطرقه أبواب أوروبا في سن صغيرة.
وأضاف الحجوي أن انتقال أكرد إلى أوروبا هو نجاح للاعب ولاستراتيجية الفريق، "حيث تم جلب نايف إلى الفريق من أكاديمية محمد السادس في سن صغيرة، قبل أن يلتحق بالفريق الأول وينجح في التألق محليا ومع المنتخبات الوطنية، لينتقل إلى ديجون وبعده إلى رين الذي يشارك الموسم المقبل في دوري أبطال أوروبا" يضيف رئيس الـ FUS.
وكسب الفتح الرياضي مليارا و200 مليون سنتيم تقريبا في صفقة انتقال أكرد إلى ديجون، تضاف إليها 400 مليون سنتيم تقريبا، وهي نسبة من انتقال اللاعب من ديجون إلى رين (بند في عقد انتقال أكرد من الفتح إلى ديجون)، حيث ارتفعت القيمة السوقية للاعب بشكل جيد، في ظرف موسمين فقط علما أن سنه لا يتجاوز الـ 24 سنة.
رئيس النادي: نستثمر لخدمة الرياضة
اعتبر حمزة الحجوي أن استراتيجية الفريق مترابطة ومنسجمة، حيث مرت إدارة النادي من التركيز على توفير البنية التحتية الملائمة إلى التكوين في ظرف 10 سنوات، مشيرا في الآن ذاته إلى أنه وفي هذه الفترة نفسها "نجح الفريق في التتويج بكأس العرش مرتين وكأس الكونفدرالية الإفريقية والبطولة الوطنية، ليحتل الرتبة الثالثة في الأندية الأكثر تتويجا في المغرب خلال العقد الأخير، وهذه نقطة جد مهمة تؤكد نجاحنا في حصد الألقاب بالموازاة مع سياسة التكوين".
رئيس الفريق شدد على أن أهداف النادي بمختلف فروعه رياضية وليست ربحية بالدرجة الأولى، حيث يطمح الفتح إلى نشر ثقافة الممارسة الرياضية لدى الشباب وتخريج كفاءات تمثل المدينة والمغرب بشكل جيد، عند الاحتراف في الخارج أو من خلال المسابقات الخارجية التي يشارك فيها النادي.
وأكد الحجوي أن الفريق يستثمر كثيرا في التكوين، "إذ أن المداخيل التي يتحصل عليها من بيع اللاعبين المميزين تذهب لتمويل سياسة الفريق السالفة الذكر، علما أن كتلة الأجور داخل الفتح الرباطي معقولة ومعرفة لدى الجميع، الأمر الذي يساعد النادي على جذب اللاعبين الذي يبحثون عن التألق في محيط مناسب ومشجع على الانضباط والإبداع".
قد يهمك ايضا:
الفتح الرباطي يحسم صفقة مهاجمين بارزين قبل الميركاتو الصيفي
الفتح الرباطي "هنيئا لزملائنا بأولمبيك ليون على التأهل"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر