الممارسة المنتظمة والمعتدلة للرياضة مفيدة جدا لكل أجهزة الجسد البشري وبما في ذلك العقل. فجسم الإنسان عندما يكون على أحسن ما يرام، مقدوراته العقلية تكون جيدة وتصل إلى مستويات عالية. ولهذا ينصح بممارسة الألعاب الرياضية. فهي تحسن من عمل النظم العصبية والعضلية والقلبية وكذا الأوعية الدموية. هي تحمي الإنسان من مشاكل الضعف في الدورة الدموية والنقص في التروية، وكذا ضعف القلب واضطرابات التنفس والتعب العضلي بأقل جهد وهشاشة العظام والتهاب المفاصل، إلى آخره.
كل هذا يعود بالإيجاب على المؤهلات البدنية والقدرات العقلية للشخص الرياضي ويجعل منه شخصا متوازن وهادئ، قوي بدنيا ونشيط ذهنيا ذو قدرات جد عالية على التركيز والفهم والضبط والحفظ والإنتاج والإبداع، بالإضافة إلى التحكم في الأعصاب وما قد تعيشه من اهتزازات أو انفعالات داخلية كالقلق أو الغضب، إلى آخره، وكذا التحمل ومقاومة التجارب الصادمة أو المؤلمة للحياة التي تسبب الاكتئاب والاختلال العقلي… الشيء الذي يعود بالنفع على حياة الإنسان سواء أكانت دراسية، مهنية، علمية، سياسية، جمعوية، إلى آخره.
● فوائد الممارسة الرياضية
العقل السليم في الجسم السليم، مقولة أجمعت البشرية - تقريبا جمعاء - على صحتها. المثل هذا يلخص القيم الرئيسية للرياضة : عقل للتحكم الجيد، وجسد للأداء الحسن، والاثنين يشتغلان معا في تناسق تام لبناء حياة صحية وديناميكية. الجسم السليم هو مسكن جيد للروح، والجسد الموبوء هو كالسجن بالنسبة لها. التمرين البدني يشكل للجسم ما تشكله القراءة والتأمل بالنسبة للعقل. جسم الإنسان عندما يكون على ما يرام، فإن ذهنه يعمل بشكل جيد. ممارسة الرياضة بشكل منتظم ومعتدل هي مفيدة للجسم ومفيدة كذلك للذهن. لهذا السبب، من الضروري الحفاظ على حيوية الجسد للحفاظ على قدرات ذهنية عالية.
الشعوب التي لا تمارس الرياضة هي شعوب تعيسة، شعوب ميتة وهي حية. الرياضة ليست ممارسة عديمة الفائدة كما قد يعتقد البعض من الجاهلين أو المتطرفين الظلاميين. هذا النشاط يلعب دورا رئيسيا في تحسين ثقافتنا، حياتنا الاجتماعية، وصحتنا الجسدية والنفسية والذهنية. هو يسمح لنا بنسيان ضغوط ومتاعب الحياة اليومية. وكذا يساعدنا على التغلب على معاناتنا، همومنا وأحزاننا، بتقوية ذهننا ومستوى تحملنا وتجديده لما نفقده من طاقات.
هذا النشاط هو لحظة حقيقية من السعادة التي تناسق بين الروح والعقل والجسد، تثري دائرة العلاقات الإنسانية وتساعد على تحقيق التقدم والنمو. فللرياضة تأثير مهدئ بفضل الإندورفين الذي ينتجه الدماغ عند ممارسة الجسد للنشاط البدني : هذا الهرمون يعمل على تحسين القدرة على التحمل ومقاومة صعوبات الحياة التي تسبب الاكتئاب وعدم التوازن الذهني. ممارس بشكل فردي أو جماعي، هذا النشاط هو مصدر للتوازن ومبعث للانشراح النفسي والنمو الذهني.
الروح الرياضية، الإثارة أثناء التداريب والمسابقات، الرغبة في تحقيق أهداف معينة، الرضا عن تحسن مستوى النتائج والأداء، فرحة تقاسم هواية رياضية مع أناس آخرين، الإحساس بالانتعاش بعد النشاط الرياضي، كل هذه عوامل محفزة تطور الوعي بالجسد، تريح الجسم والعقل، تجعل النوم نوما عميقا وطبيعيا مما يعطي الجسم راحة جيدة، تقي من المرض، تنشط ماكينة الإنسان، تحسن من القوة والفاعلية الجنسية، تسمح باستعادة وتنمية الثقة بالنفس، توفر الشعور بالمتعة، تمكن من التعامل بحكمة مع المشاكل المهنية والعائلية، تقضي على التوتر والقلق والعدوانية، تزيد من القدرات الذهنية بفضل تحسين الأكسجة الدماغية، تدرب على حسن التعامل مع الفشل المؤقت وتشجع على المثابرة بغية تخطيه، تجعل الإنسان مؤهل للتغلب على العراقيل مهما كان نوعها، تيسر الاندماج الاجتماعي وتنمي روح الجماعة واحترام الآخرين وروح التضامن...
ممارسة الرياضة - كما يتضح -، فوائدها لا تحصى ولا تعد. وهذا ما يفسر شعار "الرياضة للجميع" الذي تبنته العديد من الدول. فبالقارة السمراء مثلا، الرياضة عموما، وألعاب القوى على وجه الخصوص، تعد إحدى السبل الكفيلة بتنمية الشباب وإدماجه في محيطه الاجتماعي والاقتصادي وتعزيز مناعته ضد كل أشكال الانحراف والتطرف، كما أنها ليست فقط وسيلة للحصول على الألقاب والإنجازات الرياضية المحضة، وإنما هي منظومة قيم ومبادئ، تساهم في نشر ثقافة التفاهم والتعايش واحترام الآخر، والتقارب والتواصل بين الشعوب، كما جاء في رسالة وجهها الملك محمد السادس في 9 أكتوبر 2017 للمشاركين في مؤتمر الكونفدرالية الإفريقية لألعاب القوى.
ولهذا أصبحت التربية البدنية وممارسة الأنشطة الرياضية تدخل في إطار الصالح العام وتنميتهما تشكل مهمة من مهام المرفق العام التي ينبغي على الدولة مع الأشخاص الآخرين الخاضعين للقانون العام أو للقانون الخاص القيام بها، كما جاء في ديباجة القانون رقم 09-30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة. فكهواية، تساهم الرياضة وتلعب دورا محوريا، لا ينبغي أبدا الاستهانة به، في بناء سعادة الإنسان وتحقيق نهضة ونمو الشعوب والأمم. لكن عندما تتحول ممارستها من هواية إلى حرفة أو مهنة، فقد ينتج عنها انحرافات وأوضاع مزرية لا يحمد عقباها.
● مخاطر امتهان الرياضة
رياضة الهواة بيئة فقيرة يعيش فيها البعض من أغنياء العالم. فالسواد الأعظم من ممارسيها يعيشون في أوضاع مادية مزرية، وخصوصا ممارسي ألعاب القوى. قد يفوزون بالعديد من الميداليات، ويساهمون في تحصل نواديهم وكذا منتخبات بلدانهم على الكثير من الألقاب، ولا يجنون من جراء كل هذا سوى القليل من المال. ففي وقت لا تمنح فيه الجامعات والاتحادات الوطنية أجرا ولا منحا لجل رياضييها، يجد هؤلاء صعوبة ليس فقط في كسب قوتهم اليومي بل حتى في تغطية نفقاتهم الرياضية.
صورة الرياضي المليونير هي في الواقع صورة خادعة. دعاية كاذبة لجذب واستقطاب المزيد من الأطفال والشباب. فبعيدا عن منصات التتويج والمشاركات في منافسات النخبة وملتقيات الخمس نجوم، الواقع بشع ومأساوي للغاية. فبفرنسا مثلا، كشف تقرير أعدته إذاعة فرونس أنفو سنة 2016 أن الرياضيين الفرنسيين الذين سيشاركون في أولمبياد ريو (450 رياضية ورياضي)، نصفهم لا يتجاوز مدخولهم الشهري 500 يورو. بمعنى أن ما يفوق المئتي رياضي ممن يمثلون فرنسا في الألعاب الأولمبية يجدون أنفسهم تحت خط الفقر، المحدد لحظتها في 987 يورو شهريا.
عضو منتخب العشاري الفرنسي، كايل كويران، أكد أنه لم يكن بمستطاعه شراء حتى حذاء رياضي جديد على الرغم من أن حذائه مثقوب ! السبب، مع وثيرة تداريب بمعدل حصتين في اليوم، لم يكن لدى بطل فرنسا 2015 الوقت الكافي للاشتغال بوظيفة أخرى إلى جانب ممارسته لألعاب القوى. زميلته في المنتخب، فارا أناشارس، بطلة فرنسا في سباق 400 متر حواجز آنذاك، أكدت هي الأخرى أنها قد تمضي شهورا بدون أكل في الثلاجة. بعيدا عن الحلبة، تضطر هذه الشابة إلى ارتداء زي بائعة أحذية رياضية في إحدى المتاجر والعمل 20 ساعة في الأسبوع مقابل حوالي 700 يورو في الشهر تشكل الجزء الرئيسي من دخلها.
فبفرنسا، كبار الرياضيين الفرنسيين أوضاعهم من أشد الأوضاع المزرية بهذا البلد، كما نبه إلى ذلك كاتب الدولة للرياضة آنذاك تييري برايلارد بعد نشر تقرير كراكييو حول هذا الموضوع في يونيو 2016. وإذا كان هذا هو الوضع بدولة جد متقدمة كفرنسا، سابع أغنى دولة في العالم، فما بالنا بوضع الرياضي وخصوصا ممارسي ألعاب القوى ببلدان دول إفريقيا وبما في ذلك بلدنا المغرب.
وفقا لمحتوى روبورتاج أعدته وبثته في يوليوز 2019 إذاعة صوت أمريكا، الإذاعة الرسمية للولايات المتحدة، أربعة عدائين كينيين - تم التستر على أسمائهم الحقيقية - كانوا يحلمون بالفوز وهم نظاف، لكن المثال السيء للنجوم الذين وقعوا بسبب المنشطات، والقناعة بأن الجميع يتعاطى لهذه الممارسة وكذا الحاجة إلى إطعام عائلاتهم، كل هذا جعلهم يرتمون في أحضان هذا العالم.
"لأن عائلتي فقيرة، كان علي أن أتعاطى للمنشطات لكسب لقمة العيش"، يقول أليكس (أحد العدائين الكينيين الأربعة الذين تم تغيير أساميهم)، مضيفا أنه لا يمكن التنافس بشكل شريف مع الأشخاص الذين يتعاطون للمنشطات بالفعل وكسب مداخيل تسمح بمستوى عيش محترم من خلال الجري النظيف.
أليكس بدأ في التعاطي للمنشطات بواسطة حقن هرمون الإريثروبويتين (الإيبو) في عام 2017. طيلة هذه المدة، لم يتم إخضاعه لكشوفات اختبار المنشطات، كما جاء على لسانه. يقوم بحقن هذا الهرمون شهرين قبل المسابقة ولا يسعى خلالها للظفر بإحدى المراكز الثلاثة الأولى بل فقط احتلال إحدى ما تبقى من المراكز المؤدى عنها، الشيء الذي يسمح له بجني بعض المال بدون الخضوع لكشوفات اختبار المنشطات.
فعالم ألعاب القوى الاحترافية هو عالم موبوء. الأرقام التي أصبحت تحقق في مختلف تظاهراته وملتقياته بلغت مستويات فاقت بكثير الحدود الممكنة للطاقة الطبيعية للإنسان. العدائين، أعداد غفيرة منهم تخلت عن دراستها لكي تركز على مشروعها وحلمها الرياضي. وأمام استعصاء، بل استحالة تحقيق هذا الحلم في ظل الظروف القائمة، فئة كبيرة من هؤلاء العدائين تضطر إلى استعمال المنشطات لكي لا تخرج من هذا العالم خالية الوفاض.
فالتضحية بالدراسة والجري وراء حلم رياضي لا يتحقق بطرق شريفة، إن لم يقودا صاحبهما إلى الجري الغير نظيف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فهما في أغلب الأحوال يقودانه إلى الهاوية. فجميعنا تقريبا سمعنا عن قصص لعدائين مثلوا بالأمس المنتخب الوطني المغربي وحققوا معه بعض الألقاب أو الكثير من الألقاب، وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها في أوضاع اجتماعية اقتصادية مأساوية. بعضهم اضطرتهم الحاجة إلى بيع كؤوسهم وميدالياتهم في بداية الأمر ثم في نهاية الأمر قادتهم إلى التسول.
هذا حال فئة عريضة ممن كانوا بالأمس أبطالا مثلوا بلادنا في محافل دولية. فما بالنا بأولئك الذين ضحوا بمسارهم الدراسي ولم يفوزوا طيلة مشوارهم الرياضي ولو بميدالية واحدة. شخصيا عايشت عدائين اثنين قادهما الفشل وتحطم حلمهما الرياضي إلى الجنون. وسمعت عن عدائين سابقين آخرين ارتموا في أحضان عوالم الإجرام والمخدرات. ولن استغرب إن سمعت يوما عن آخرين قادهم الإحباط والصدمة إلى الانتحار... أو التطرف والإرهاب.
فمثلا بفرنسا، وفق معطيات تعود لسنة 2017 عبر عنها آنذاك باتريك كامار "نائب رئيس منطقة إيل دو فرانس"، 829 رياضي ينتمون لرياضات مختلفة وأندية منتشرة في جميع أنحاء هذا البلد تم رصدهم من قبل المصالح الأمنية المختصة بملفات التطرف الديني. من بينهم، 27% يظهرون بشكل لا لبس فيه دعمهم للقضايا الجهادية، وهذا بالدعاية للفكر الإرهابي أو التحريض على المخططات الإرهابية أو الدعم الإيديولوجي واللوجستي للإرهابيين.
فواقع الامتهان الرياضي اليوم يجعل مع كامل الأسف من الرياضة أرضية خصبة للتطرف الديني وما قد ينتج عنه من فكر إرهابي. فالملاعب والنوادي الرياضية أصبحت للأسف الشديد، وفق تقارير حكومية فرنسية، الفضاءات والأماكن التي يبدأ وينشط فيها التطرف الإسلامي بشكل أكبر، متقدمة بهذا على الجمعيات ودور العبادة.
وهذا ليس بالمعطى الجديد. فبوعلام بن سعيد، أحد الجناة الرئيسيين في الموجة الأولى من الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا في عام 1995، مارس الكراطي كلاعب في المنتخب الوطني الجزائري وبعد هذا كمدرب ومعلم رياضي. خالد كلكال، شريكه في تفجيرات عام 1995، كان يمارس هو الآخر رياضة كمال الأجسام. كما كشفت بعض الدراسات الجامعية أن عدد من الإرهابيين الذين شاركوا في هجمات مدريد عام 2004 ولندن في عام 2005 تم استقطابهم وتجنيدهم من داخل الأندية الرياضية. وشخصيا لن أستغرب دراسات أو تقارير مستقبلية تؤكد على المعطى ذاته بالنسبة لهجمات 16 ماي وبقية العمليات الإرهابية التي شهدها بلدنا المغرب. ناهيك عمن يلتحقون من المغاربة بالقاعدة أو داعش أو غيرهما من جماعات السلفية الجهادية بليبيا والعراق وسوريا...
فالمتخلي بشكل مبكر عن دراسته بغية امتهان الرياضة والذي تحطم حلمه في أن يصبح بطلا وخاب ظنه في الخروج من الفقر عبر ممارسته الرياضية، وخصوصا العداء الذي لا يتلقى السنت الواحد من ناديه أو جامعته، يكون أكثر عرضة من غيره للإصابة بحمى التطرف والفكر الإرهابي. كما أن فقره، جهله، مستواه الفكري المتدني - إن لم أقل غباءه -، معاناته وما يتولد عنها من اضطراب نفسي، حقده على الأوضاع التي يعيش فيها، تشاؤمه بخصوص المستقبل، وكذا قوته ومؤهلاته البدنية العالية، كل هذه عوامل تجعل منه لقمة سهلة والفريسة المفضلة للجماعات والمنظمات الإرهابية.
● دعم الرياضة المدرسية والجامعية
ولتفادي كل هذا يجب على الدولة التفكير بجدية في إعادة هيكلة قطاع الرياضة ونهج سياسات تحمي الرياضي من حماقاته وقراراته المدمرة. والحل، من وجهة نظري، يكمن في نقطتين اثنين :- سن قوانين تحارب الهدر المدرسي في الحقل الرياضي ؛
- نهج سياسات تعيد للرياضة المدرسية والجامعية مكانتها وريادتها المفقودة.
فالدولة يجب عليها فرض قوانين تشدد الخناق على الهدر المدرسي، تطهر الحقل الرياضي من الرؤساء والمسيرين والمدربين الذين ينصحون الأطفال والشباب الرياضيين بوضع حد لمسارهم الدراسي والتركيز فقط على مسيرتهم الرياضية، وتمنع الجمعيات والأندية والمنتخبات الرياضية من أن يكون بين أعضائها أفرادا تخلوا عن مسارهم الدراسي أو أوقفوه بغية التفرغ للرياضة.
نفس الشيء بالنسبة لمراكز التكوين الرياضي التابعة للجامعات وكبريات الأندية الرياضية. هذه المراكز، يجب ضبط أعداد الرياضيين المنتمين لها والحرص على جعلها أعدادا منطقية لا تتخطى لا بالقليل ولا بالكثير طاقاتها الاستيعابية أو الإيوائية. يجب إخضاعها لنظام التفتيش المدرسي أو الجامعي لمعرفة مدى الاهتمام الفعلي لرياضييها بمسارهم الدراسي وإن كانت توفر لهم عن حق الأجواء الملائمة للنجاح والذهاب بعيدا في حياتهم الدراسية أم لا. وبالمقابل، يجب على الدولة مأسسة نظام الدراسة عن بعد لتمكين رياضيي هذه المؤسسات من متابعة دراساتهم بشكل يتماشى مع خصوصيات عالمهم الرياضي.
أما فيما يخصا الرياضة المدرسية والجامعية، فيجب على الدولة نهج سياسات تعيد لها إشعاعها وبريقها المفقود. وهذا أولا عبر تسليط الضوء الإعلامي على مختلف أنشطتها ومؤسساتها وكذا أبطالها وبقية الممارسين لها. فالإعلام من شأنه بعث الحياة من جديد في هذا الميدان، إخراجه من ذاكرة النسيان، شد انتباه الشارع المغربي إليه وتنمية اهتمامه به.
كما من شأن هذا الاهتمام الإعلامي أن يجر إلى الحقل هذا كبار المستثمرين والمستشهرين كما هو الحال عليه اليوم بالولايات المتحدة. فهذه الدولة، بفضل سياساتها الرياضية المدرسية والجامعية، أصبحت المدارس والجامعات الأمريكية قوى اقتصادية كبرى، رائدة في مجال الصناعة الرياضية وتحقق أرباح ضخمة، الشيء الذي يعود بالنفع على استثماراتها في مجال البحث العلمي.
ناهيك عما تمتلكه هذه المؤسسات المدرسية والجامعية من منشآت وبنى تحتية رياضية هائلة وكذا ما توفره لرياضييها من منح يسيل لها اللعاب. فالفرق الجامعية الأمريكية، على سبال المثال، تمتلك طاقما مكونا من مدربين محترفين وأطباء وأخصائيين في الترويض من ذوي الخبرة والاختصاص في الرياضة. كما تتوفر على صالات رياضية مجهزة بآلات ومعدات من الطراز الرفيع. وغالبا ما يكون لها ملعبها الخاص والذي يستوعب في بعض الجامعات ما يصل إلى 100000 متفرج... وهو رقم يفوق بكثير طاقة استيعاب أكبر وأضخم ملاعبنا الرياضية.
وثانيا وأخيرا عبر فرض إجبارية المشاركة في البطولات المدرسية والجامعية للحصول على حظوظ الانضمام للمنتخبات الوطنية وجعل هذه البطولات قنطرة من بين القناطر المؤهلة للمشاركة في التظاهرات الدولية إلى جانب البطولات المحلية والجهوية والوطنية للجمعيات والأندية وكذا الملتقيات والمسابقات الدولية المنظمة بداخل المغرب أو خارجه، الشيء الذي من شأنه أن يعطي قيمة قصوى للبطولة المدرسية والجامعية ويشكل ضامنا لإقبال هائل للأبطال الرياضيين على المشاركة فيها وعاملا محفزا لتحقيقهم فيها أهم الإنجازات مما ينعكس بالإيجاب على مستوى المنافسة فيها وجعلها منافسة شرسة... وكذا يضمن لنا سفراء للرياضة في المستوى يشرفون وطننا إذا ما مروا عبر أثير أو شاشات كبريات الإذاعات والقنوات الإعلامية.
قد يهمك ايضا
ضغط ثماني لإعادة كأس موريتانيا
حميه الطنجي مهاجم واعد يهدد مركز بسام في منتخب موريتانيا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر