الرباط ـ يوسف عصام
برزت أزمة تسيير القاعة الرياضية المغطاة لمدينة أبي الجعد التي كلفت أكثر من 17 مليون درهما بعد إقدام بعض الأشخاص، نهاية الشهر الماضي، على عقد جمع عام لتأسيس جمعية تتكلف بتسيير القاعة. وانعقد هذا الاجتماع بدار الشباب "سيدي الحفيان" برئاسة رئيس إحدى الجمعيات الرياضية في المدينة، وبحضور مجموعة من الوجوه الجمعوية والرياضية، وحضر بعد ذلك فاعلون آخرون بعد علمهم بانعقاد هذا الاجتماع الذي لم يكن معلنا عنه من قبل، اعترض عدد منهم على الطريقة التي تم بها عقد هذا الاجتماع سرا دون إشراك جميع المتدخلين في الحقل الرياضي، وكان من بينهم رئيس اللجنة الثقافية والرياضية بالمجلس الجماعي، الذي استنكر تغييب المجلس وعدم إخباره باعتباره شريكا في هذه المنشأة، ليتم رفع الاجتماع بعد أخذ ورد بين الأطراف الحاضرة وتدخل عدد منهم.
في اتصال برئيس المجلس الجماعي السيد خليفة المجيدي، قال إلى "المغرب اليوم"، إنهم كمجلس فور علمهم بهذا الاجتماع سارعوا إلى الاتصال بالجهات المسؤولة وإخبارها بالأمر، وطالبوا بعدم قبول أي مبادرة ذاتية لأي جهة إلا بحضور كل الأطراف الشريكة في إنجاز هذه القاعة وبإشراك مكونات المجتمع المدني، وأشار المجيدي إلى أن المجلس ساهم بقوة في بناء هذه القاعة وكانت آخر مساهماته في كهربتها وإنجاز أرضيتها.
وفي تصريح للسيد عبد الغني فهمي رئيس ناد لـ كرة السلة بالمدينة، قال إنه مع فكرة تأسيس جمعية لتسيير هذه القاعة شريطة توفر الشروط الموضوعية والقانونية لذلك، وأشار أن الاجتماع الذي انعقد بدار الشباب غير قانوني لعدم حضور ممثل الشبيبة والرياضة التي تعتبر فاعلا أساسيا، ولغياب دفتر تحملات يضبط شروط تسيير هذه القاعة. واستنكر السيد فهمي عدم استدعاء جميع فعاليات المجتمع المدني والمجلس البلدي، ودعا إلى تغييب الحسابات الضيقة وتغليب مصلحة المدينة وشبابها على المصلحة الشخصية.
هذا الحدث تفاعلت معه مكونات المجتمع المدني بأبي الجعد، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين رفضوا أفرادا وجمعيات طريقة عقد هذا الاجتماع، ومن بين المعلقين على الموضوع، السيد سعيد المسكيني الكاتب المحلي لحزب الاتحاد الاشتراكي، حيث نشر تدوينة على الفيسبوك قال فيها "آن الأوان لقطع الطريق على المتربصين بالفعل التربوي والرياضي بأبي الجعد.. القاعة المغطاة نموذجا...".
وفي اتصال لـ"المغرب اليوم" بالسيد سعيد المسكيني، قال إنه تفاجأ بالطريقة التي حاول البعض وبسرعة قياسية خلق جمعية على المقاس في أفق تنصيب نفسها جمعية مسيرة للقاعة المغطاة، بإقصاء تام لكل الفاعلين وبغياب المجلس الجماعي ولجنته الثقافية التي من المفترض أن تكون هي المشرفة على التدبير التربوي والرياضي على كل المرافق التي تخضع للتدبير المستقل. وأضاف كاتب حزب الوردة أنهم كحزب أو منتخبين بالمجلس الجماعي بفريق المعارضة "ندعو إلى بلورة مشروع تدبيري تشاركي ودفتر تحملات واضح وربط المسؤولية بالمحاسبة.. وإن كل من فشل في تدبير منشآت مماثلة لا يحق لهم أن يكونوا جزءا من مقاربة تدبيرية ناجعة وفي مستوى هذه القاعة التي تشرف ساكنة المدينة وبالتالي يجب أن يكون المسير في مستوى الرهان وفي حجم مستوى الانتظارات".
اتصلنا برئيس اللجنة التحضيرية التي عقدت الاجتماع السالف الذكر، لمعرفة وجهة نظره، لكنه طلب منا قطع الاتصال ليتصل بنا هو، وانتظرنا اتصاله ليومين دون أن نتوصل به. كثيرون متخوفون بأبي الجعد، فبعد سنوات كثيرة من انتظار انتهاء أشغال بناء القاعة المغطاة، التي توقفت أكثر من مرة لأسباب متعددة، يمكن أن يحدث لها ما حدث لعدة مرافق اكتملت أشغالها وبقيت مغلقة بسبب مشاكل مماثلة، ودار الصانعة أقرب نموذج لذلك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر