رغم مرور نصف قرن على ظهورها بتونس، ما زالت رياضة المصارعة تعيش على وقع الكثير من المشاكل والعراقيل التي تكبل مسارها نحو التطور وتوسيع قاعدة الناشطين على درب كسب مزيد من الشعبية، في بلد تكاد الرياضات الجماعية تشكل الوجهة الأولى فيه ودون منازع للشباب.
ولم تمنع الصعوبات المادية وحالة التهميش التي تعيشها المصارعة -كغيرها من الألعاب الفردية بتونس- هذه الرياضة من أن ترسم لنفسها منهاجا واضح المعالم نحو الإشعاع قاريا وعربيا وعالميا.
وشهدت رياضة المصارعة في تونس منذ نشأتها عام 1966 تطورا منتظما في عدد الناشطين من سنة إلى أخرى، قبل أن يتزايد الإقبال عليها خلال السنوات الماضية ليصل عدد الناشطين إلى ما يناهز 1200 مصارع ومصارعة.
وتطور عدد الأندية التي تمارس رياضة المصارعة في تونس منذ سنة 2012 ليبلغ ثلاثين ناديا في الموسم الرياضي الجاري، بعد أن كان في حدود 16 ناديا فقط في 2011، بحسب ما أكده للجزيرة نت رئيس الاتحاد التونسي للعبة فرجاني رحومة.
وقال رحومة 'منذ انتخابه في 2012 وضع مجلس إدارة الاتحاد مخطط عمل يهدف إلى نشر رياضة المصارعة في مختلف الجهات، وفي الآن نفسه الإشعاع بها في التظاهرات القارية والعالمية المقبلة'.
وتحمل المصارعة التونسية آمال تونس للتأهل إلى أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو، عندما يخوض منتخبا الرجال والسيدات بطولة أفريقيا المزمع تنظيمها في مصر من 2 إلى 6 مارس/آذار المقبل، ثم الدورة الترشيحية للألعاب الأولمبية المقررة في الجزائر مفتتح أبريل/نيسان القادم.
وكشف رحومة أن الصعوبات المادية والعراقيل المنتصبة على طريق الأنشطة الرياضية في تونس بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، لم تمنع الاتحاد من وضع كل إمكانياته لتوفير ممهدات النجاح لكل المنتخبات بجميع أصنافها، بهدف التتويج ببطولة أفريقيا 2016 وضمان تأهل ست مصارعين تونسيين على الأقل لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة.
وردا على ما راج من معلومات حول المشاكل التي يتخبط فيها منتخب المصارعة والتي كان آخرها احتجاج المصارعين على سوء ظروف إقامتهم في أحد المعسكرات الخارجية، قال رئيس الاتحاد 'تعرضت بعثة المنتخب لبعض المفاجآت غير السارة خلال معسكر إعدادي أقيم في إيران لن يبعثر مسار تحضيراتنا لبطولة أفريقيا ولدورة التأهل للأولمبياد'.
وفي وقت سابق راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أخبار عن توتر الأجواء داخل منتخب تونس قبل أسابيع من بطولة أفريقيا، وعن بوادر خلافات بين الاتحاد والأندية حول المنحة المالية السنوية المخصصة للأخيرة.
صعوبات التمويل
وتعاني معظم أندية المصارعة في تونس من مصاعب مادية تحد من تطور الرياضة واستقطاب المزيد من المصارعين، بحسب مدرب الجمعية العسكرية في باجة (شمال غرب) حسونة الصحراوي.
ويقول الصحراوي للجزيرة نت 'كل الأندية تقريبا ترزح تحت وطأة انعدام الموارد المالية لتطوير نشاطها وتوفير ظروف جيدة للتمارين والمعسكرات لمصارعيها، مما يدفع أغلبهم إلى الانقطاع عن النشاط رغم التمويلات الذاتية من اتحاد اللعبة وبعض رؤساء النوادي لتحفيز الشبان على الإقبال على ممارستها'.
وتابع 'الجمعية العسكرية في باجة هي أحد الأندية التي تمول منتخبات المصارعة في كل الأصناف بعدة لاعبين، وتحاول النهوض بهذه اللعبة رغم العوائق المادية التي تحول دون ذلك'.
وتضم الجمعية العسكرية نحو 140 مجازا ومجازة في أصناف المدراس الأصاغر والأواسط والأكابر.
من جهته كشف رئيس لجنة المنتخبات في اتحاد المصارعة رياض الجمني، عن خطة شاملة بدأت اللجنة في تطبيقها، تهدف إلى بسط تونس سيطرتها على رياضة المصارعة في أفريقيا والعالم العربي والإشعاع باللعبة في اختصاصي المصارعة الحرة والمصارعة الرومانية.
وقال الجمني للجزيرة نت 'التتويج باللقب الأفريقي هو الهدف العاجل والأساسي للمصارعة التونسية'.
وتملك تونس سجلا حافلا في مسابقة بطولة أفريقيا للمصارعة، بتتويجها بأربعة ألقاب قارية في الدورات الخمس الماضية.
وسبق لعديد من المصارعين التونسيين أن نحتوا أسماءهم في سجلات بطولة أفريقيا، على غرار عمر باش حامبة المتوج بأربعة ألقاب قارية والحاصل على ميدالية فضية وأخرى برونزية في دورتي ألعاب البحر المتوسط 2001 و2005.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر