دريسدن الألمانية مدينة المآسي والمتاحف الفنيّة
آخر تحديث GMT 13:55:46
المغرب اليوم -
وفاة الموسيقار المغربي محمد بن عبد السلام عن عمر يناهز 94 عاماً الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تُحذر من مخاطر كبيرة تواجهها الطائرات عند التحليق في الأجواء الروسية المحكمة العليا الأميركية ترفض تأجيل نطق الحكم الجنائي ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي
أخر الأخبار

"دريسدن" الألمانية مدينة المآسي والمتاحف الفنيّة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

مدينة دريسدن
محمود شاهين - المغرب اليوم

من يزور مدينة دريسدن (عاصمة مقاطعة سكسونيا الألمانيّة)، التي دُمرت خلال الحرب العالميّة الثانيّة، حالياً، لا بد أن تُدهشه التغيّرات الكثيرة، التي طرأت على مرافقها، لا سيما القضم المؤسف الذي طال الآثار الفنيّة المجسمة والمسطحة، التي كانت تملأ شوارعها وحدائقها، لصالح المزيد من المحال التجاريّة الضخمة (المولات) التي نشطت عملية إشادتها في المدينة، بعد سقوط سور برلين وتوحد ألمانيا وتدفق رؤوس أموال المستثمرين، من غرب ألمانيا إلى شرقها، ولكن ثمة ظاهرة مدهشة شهدتها هذه المدينة الجميلة هي إعادة بناء كنيسة (النساء) التي كانت القنابل الأنجلو- أميركيّة قد سوّتها بالأرض، وفي داخلها آلاف النساء والأطفال الذين لجأوا إليها معتقدين أن قدسية المكان، ستحميهم من الموت.

طوال الفترة الاشتراكيّة، ظلت الكنيسة على حالها التي خرجت بها من الحرب، للتذكير بويلاتها ومآسيها، وهذه الكنيسة أحد المعالم الأثرية الهامة، التي تركها نبلاء السكسونيين، الذين كانوا يحكمون مدينة الخزف الشهيرة (مايسن) في القرن الخامس عشر، والواقعة إلى جوار دريسدن التي كانت آنذاك مدينة صغيرة وفقيرة بعض الشيء، تحوي معالم فنيّة قليلة جداً، مثل: كنيسة القديسة صوفيا، والقديس نيقولاي.

لوحة تمثل القيصر أوغست

انتعاش سكسونيا

في نهاية القرن السادس عشر، بدأ مهندسو العصور الوسطى الذين كانوا يتوافدون من منطقة جبال (الهارتس) في أواسط ألمانيا، ومن (بروسيه) إلى منطقة سكسونيا التي بدأت تنتعش اقتصادياً، لاسيما عاصمتها دريسدن، وبالتحديد في عصر قيصرها (أوغست القوي) الذي أدخل فن البناء الباروكي إلى أبنيتها، وحاول أن يجعلها مماثلة لمدينة البندقيّة الإيطاليّة، بفتحها على مياه نهرها «الإلبه» ودمجها بفكرة البناء بشكل كامل، وإلى هذا القيصر يعود الفضل في اكتشاف بورسلان مايسن الشهير الذي أطلق عليه اسم «الذهب الأحمر» نسبة إلى الطينة الحمراء التي يُصنع منها، وإلى الدخولات الهائلة التي يدرها على الخزينة الألمانيّة.

طراز الباروك

تجسد طراز «الباروك» في مبانٍ عدة في دريسدن أشهرها وأهمها قصر (سفنكر) الذي بُدأ بإنشائه عام 1709، وأُكمل على مراحل متتالية حتى أنجز في 1728. بجوار هذا القصر، وما بين عامي 1847و1857، وعلى ضفاف نهر الإلبه، أُقيم بناء «صالة اللوحات» التي تُعد ثالث أهم متحف مقتنيات فنيّة عائدة للقرون الوسطى بعد «الإرميتاج» في مدينة سان بطرسبورغ بروسيا، ومتحف «اللوفر» بباريس.

تضم الصالة الدريسدنيّة أعمالاً فنيّة عائدة لعمالقة الفن التشكيلي، في القرون الوسطى، من أشهرها لوحة (العذراء السكسونيّة) للفنان الإيطالي الشهير رافائيلو ولوحة (فينوس دريسدن) للفنان جورجوني ومجموعة لوحات للفنان الألماني الشهير ألبريشت دورر، إضافة إلى أعمال فنيّة أخرى، ومجموعة نادرة من الكتب/‏‏ ومنتجات مشاغل بورسلان مايسن.

من ضواحي مدينة دريسدن الألمانية

دار أوبرا سمبر

قام بتصميم قصر سفنكر المهندس ج. سمبر، الذي كان من أشهر المعماريين وبنائي المتاحف حينذاك، إضافة إلى دار الأوبرا الشهير التي تحمل اسمه، وقد أنجزت بين عامي 1871و1878 وتحوي 1712 مقعداً للجلوس، و3000 مكان للوقوف موزعة على شكل حدوة حصان، مؤلفة من 4 مستويات، ومسرح دائري مسطح يبلغ ارتفاعه 40 متراً، يمكن للمشاهدين رؤيته من أماكن تواجدهم أينما كانوا. تُشبه دار أوبرا سمبر دار الأوبرا الإيطاليّة التي شُيّدت في زمنها، وعزف في هذه الدار مشاهير الموسيقيين أمثال: كارل ماريا فون ميبر.

متحف ألبرتينوم

ينهض بالقرب من قصر سفنكر ودار أوبرا سمبر، متحف "ألبرتينوم" الذي شُيّد بين عامي 1559و1563 من قبل المعماريين: تروس، بوشنر، وفوكت، ويحوي اليوم مكتبة هامة، وأعمال المعلمين الجدد في مجالات الرسم والتصوير والنحت والحفر المطبوع أمثال: وليم رودولف، كارل فولكر، فيل لامبرت، أوكن هوفمان، أوتو ناكل، هاينريش دراكه، تيو بالدن، فرتس كريمر، أرنو مور، فالتر أرنولد، وكثيرون غيرهم.

جماعة الجسر

ولدت في هذه المدينة عام 1905 (جماعة الجسر) التي ضمت عدداً من الفنانين منهم: كريشنر، بكشتان، هيكل، نولدة، بليل. وكلمة (الجسر) تحمل دلالة مباشرة لأحد الجسور الواصلة بين ضفتي نهر الإلبه في المدينة، حيث كان يجتمع عليه فنانو هذه الجماعة، وغير مباشرة تُشير إلى التطلع إلى فن جديد، يُبيح التعبير عن الإنسان والعالم، بشيء من الحريّة.

غير أن هذا التجمع الفني انفرط عقده في 1913، ثم جاءت جماعة «الفارس الأزرق» التي ولدت في مدينة ميونيخ عام 1911 ومن أبرز ممثليها: كاندينسكي، فرانز مارك، إضافة إلى عدد من فناني تجمع الجسر.

جاء اسم «الفارس الأزرق» من حب الفنان مارك للخيول، وعشق الفنان كاندينسكي للون الأزرق الذي كان يراه لون القدسيّة والروحانيّة، ويعتقد أنه كلما زاد هذا اللون قتامة، ازدادت قدرته على إيقاظ الرغبة لدى الإنسان بالخلود والسرمديّة.

وقد اتفقت هذه الجماعة مع جماعة الجسر، في الميل نحو العالم الداخلي، والتفسير الذاتي للعالم المرئي، وقامت الحركتان بالتأسيس لولادة الاتجاه الفني الهام الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم وهو «التعبيريّة الألمانيّة» التي لم يقتصر تأثيرها على الفن الألماني فحسب، بل طال الأوروبي والعالمي.

قصور تاريخيّة

تعرف دريسدن باسم «مدينة المتاحف»، حيث تضم مجموعة كبيرة من المتاحف الاختصاصيّة كمتحف الطب، والمواصلات، وغيرهما، كما تُحيطها قصور تاريخيّة تعود إلى عصر قيصرها أوغست القوي، كما أنها تزخر بالتماثيل والأعمال الفنيّة المنوّعة منها: قصر موريتس بورغ، قصر فانزن شتاين، وقصر بلنيتس. كما تضم شوارع المدينة وحدائقها وجدرانها وعمائرها مئات التماثيل واللوحات الجداريّة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دريسدن الألمانية مدينة المآسي والمتاحف الفنيّة دريسدن الألمانية مدينة المآسي والمتاحف الفنيّة



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib