وجدت دراسة حديثة أن النساء اللواتي يطمحن لإنجاب الكثير من الأطفال عليهن البدء بعمر 23 عامًا، وهذا يعني أن فرصة إنجاب ثلاث أطفال ستكون 90%، لكن في حالة انتظارها لعمر 31 فالفرصة ستقل إلى 75%، واذا انتظرت لعمر 35 فستقل الفرصة حتى 50%، ولمن تريد طفلين عليها أن تبدأ في عمر 27، فيما ينصح النساء اللواتي يبدأن في عمر 32 بتوقع الحصول على طفل واحد.
وجمع علماء الخصوبة البريطانيين بيانات الخصوبة لأكثر من 59000 امرأة، لدراسة الفترة المثالية لممارسة الجنس لحصول الحمل.
ونصحت خبيرة في الخصوبة، الأزواج الذين يسعون لإنجاب طفل، "عليهم ببساطة ممارسة الجنس أكثر، فعدم الجماع المنتظم هو أحد أكثر الأسباب شيوعًا لمشاكل عدم إنجاب الأزواج للأطفال".
وأوضحت الاستشارية النسائية ومديرة عيادة هارلي ستريت للخصوبة غيثا فينكات أن الأزواج المشغولين يميلون الى ممارسة الجنس عندما تكون المرأة في فترة التبويض، ولكنهم لا يدركون أن توقعاتهم يمكن أن تكون غير صحيحة وبالتالي يفقدون الفرصة في حصول الحمل.
وأضافت "ينبغي على الأزواج ممارسة الجنس بيوم قبل وبعد مدة التبويض لأن الحيوان المنوي يحتاج الى يوم للوصول إلى البويضة، وهذا يضمن توريد المزيد من الحيوانات المنوية الجيدة في الرحم المستعد لبويضة مخصبة للحمل".
وأشارت الدكتور فينكات إلى أن الأشخاص الذين يعملون لساعات أطول في مهنة مرهقة ومثيرة للقلق أقلهم ممارسة الجنس بانتظام، وأن المرضى الأكثر ترددًا على العيادة هم من ذوي الوظائف التي تشغل الكثير من الوقت في حياتهم، فلا يستطيعون بعدها ممارسة الجنس حتى في وقت التبويض، إلى جانب الأزواج التي يكثر سفر أحدهم، لذلك يصبح من الصعب حصول الجماع في أكثر الأحيان.
وأوضح أن نمط الحياة المشغول يمنع الناس من أن يكون الجنس على رأس أولوياتهم، فالناس مشغولون جدًا ومتعبون جدًا ولا يريدون سوى النوم أو الاستلقاء أمام التلفزيون، ولديهم الكثير من الضغوط النفسية، ويقضون الكثير من الوقت في العمل، لذلك فهم يفقدون الشعور الجنسي.
وتتابع أن الحياة الحديثة تؤدي إلى مشاكل العقم لهذا السبب، فحوالي 84% من الأزواج سيتوقعون حدوث حمل في السنة الأولى لزواجهم إذا مارسوا الجنس باستمرار، فيما نحو 92% سيحصلون على حمل في غضون عامين، و93% في غضون ثلاثة أعوام.
ويبلغ متوسط الوقت الذي يستغرقه الأزواج للحمل حوالي 6 أشهر، وتشير الدكتورة فينكات إلى أن العديد من الأزواج غير واعين أن زيادة فرص الحمل ينبغي أن تكون بممارسة الجنس أكثر، وليس فقط في فترة التبويض، إضافة إلى أن الطرق المستخدمة للتنبؤ بالتبويض يمكن أن تقدم معلومات مغلوطة.
وأضافت "تتوقع الكثير من النساء فترة التبويض عن طريق درجة حرارتها أو لزوجة المخاط على عنق الرحم، ولكن بعض النساء لا تحدث لهن مثل هذه التغيرات، وبالتالي لا يتمكن من التنبؤ بفترة التبويض، ويستخدمن عدة أدوات والتي لا تعمل بشكل جيد 100%."
واسترسلت أن العديد من الناس لا يأخذون في عين الاعتبار أن بعض النساء لديهن دورات شهرية غير منتظمة، لذلك فمن المستحيل في هذه الحالة معرفة وقت التبويض بشكل صحيح، فالنساء يحسبن بعد 12 يومًا من الحيض ويعتقدن أن تلك هي فترة التبويض والأفضل لممارسة الجنس، ولكنها قد تكون في اليوم 25 اذا كانت دورتها الشهرية أطول، وبالتالي فهن يفقدن فرصة لتخصيب البويضة.
وبينت أن ممارسة الجنس ثلاث مرات في الأسبوع يرفع من فرصة حصول الحمل، وعلاوة على ذلك فإنه يتوجب على الأزواج ممارسة الجنس أكثر لتوريد المزيد من الحيوانات المنوية إلى الرحم كي تتمكن الحيوانات الأكثر قوة والأسرع في الحركة الدخول إلى تجويف الرحم ثم إلى قناة فالوب، وتستغرق هذه الرحلة حوالي يومًا كاملًا.
وتسافر البويضة عند إطلاقها على طول قناة فالوب لتلتقي بالحيوانات المنوية وهناك يحصل التخصيب، ويضمن ممارسة الجنس بانتظام توريد الحيوانات المنوية الأقوى لزيادة فرصة الانجاب، ومن الناحية المثالية ينبغي على الأزواج ممارسة الجنس إلى ما يصل إلى أربع مرات في الأسبوع، إلى جانب التخطيط للجماع في الأيام حول فترة التبويض.
وتبقى الحيوانات المنوية على قيد الحياة بين 48 و 72 ساعة في الرحم، لذلك يتوجب على الأزواج ممارسة الجنس يوم التبويض وقبله بيوم وبعده بيوم، ويساهم المزيد من الجنس في تقوية الحيوانات المنوية، وستتمكن الحيوانات المنوية الأقوى من التحرك خلال عنق الرحم الذي يعمل كمصفاة لها، فتبعد القديمة والضعيفة وتبقى القوية والسليمة. وعندما ينتظم ممارسة الجنس، تتحسن فرص إطلاق حيوانات منوية أسرع وأقوى وبالتالي إنجاب طفل أكثر صحة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر