انتشرت أخيرًا صور لرئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس البالغ من العمر 26 عامًا وقتها، يظهر فيها مرتديا تي شيرت عليه تشي غيفارا وكاب كوبي، في اشتباك عنيف مع الشرطة الإيطالية قبيل قمة مجموعة الثماني في 2001، وكان تسيبراس بين مجموعة من الألاف من المتشددين اليونانيين الذين تغلبوا على نية إيطاليا التي تهدف إلى عرقلة اجتماع مجموعة الثماني في جنوى عام 2001.
وتظهر الصور التي لم يسبق لتسيبراس مشاهدتها، وهو مصطحب من قبل شرطة مكافحة الشغب في مشهد تلاحمي كبير، وبعد لحظات، تم إبعاده بالقوة من قبل الشرطة حتى يمكن فض التلاحم، وزعم الأمين العام الحالي لسيريزا تاسوس كوروناكس أن جذور الحزب زرعت في ذلك اليوم، وذكر أنه يتذكر تسيبراس وهو في قلب الحدث، مضيفا "تلقى ألكسيس بعض ضربات العصي".
وتحول تسيبراس إلى السياسة من خلال حبيبته في المدرسة الثانوية بريستيرا باتزيانا "بيتي"، التي أقنعته بالانضمام إلى الحزب الشيوعي، وكان تسيبراس بين 135 من الزعماء المزعوم رفضهم الدخول في ميناء أنكونا الإيطالية.
وصمم المسلحون من تحالف اليسار الراديكالي "سينابيسموس"، على الوصول إلى الاحتجاجات في جنوى، وبدلا من العودة إلى اليونان على الفور، نظموا مظاهرة كل يوم، ومنعوا من مغادرة العبارة، وخلال الاشتباكات العنيفة أصيب ثلاثة من رجال الشرطة.
واتسمت المظاهرات في وقت لاحق بالعنف، وسط المئات من الاعتقالات والإصابات، بعد نهب الفوضويين وقيامهم بأعمال شغب في طريقهم من خلال المدينة، وألقت أعمال الشغب بظلالها على القمة بعد تواجد ما يقدر ب 100 ألف متظاهر.
واشتبك الغوغاء الفوضويون مرارا مع الشرطة في الشوارع القريبة من المنطقة الحمراء، والمنطقة المسيجة حيث تعقد القمة، وألقي القبض على أكثر من 300 متظاهر منهم، بتهم التآمر الجنائي لإحداث الدمار، وأصيب نحو 100 من أفراد قوات الأمن و400 من المتظاهرين خلال الاشتباكات.
وأظهر تسيبراس اليوم بعد مرور 14 عامًا وبعد أن أصبح عمره 40 عامًا، رغبته في عدم "التنازل عن نفس هذه الأيديولوجيات المناهضة للرأسمالية مما دفع أمته إلى حافة المأساة اليونانية".
واجتمع وزراء مالية منطقة اليورو والقادة في بروكسل الاثنين لمناقشة الإصلاح من أجل إنقاذ المقترحات المقدمة من الحكومة اليونانية، وقدموا لتسيبراس فرصة واحدة أخيرة لحكومته للموافقة على خطة إنقاذ جديدة بحلول 30 حزيران/يونيو، وقت سداد القرض الذي يبلغ 1.1 مليار جنيه إسترليني لصندوق النقد الدولي المناسب.
وفي حال فشلوا في الاتفاق على إجراءات التقشف التي من شأنها الإفراج عن أموال إنقاذ جديدة، ستترك اليونان منطقة اليورو، الحدث الذي قد يؤدي إلى انهيار العملة في نهاية المطاف.
وذكر رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس الأسبوع الماضي، أن الأزمة الأوكرانية "فتحت جرحا في قلب أوروبا لجهة عدم الاستقرار"، واصفا ذلك بالمؤشر السيئ في العلاقات الدولية.
وأوضح تسيبراس في كلمة ألقاها أمام الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أنه "عوضا عن الازدهار والتعاون الاقتصادي، بدأت عمليات في المنطقة تؤدي إلى الحرب والعسكرة وفرض العقوبات"، مشددا على ضرورة كسر هذه الحلقة المفرغة في أقرب وقت ممكن.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى "العودة إلى مبادئه الأصلية" المتمثلة في التضامن والعدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن سياسة شد الحزام لا جدوى منها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر