تحفظ بقايا افراد من عائلة اخر قيصر روسي وهي كناية عن عظام مرقمة وموضبة في اكياس بلاستيكية، منذ سنوات في خزائن ارشيف الدولة في موسكو الا ان الكنيسة الارثوذكسية لا تزال تشكك في صحتها.
هوية اصحاب هذه العظام مثبتة بالنسبة لاخصائيي علم الوراثة والاطباء الشرعيين والمحققين، فهي عائدة بالنسبة لهم الى الامير الكيسي وشقيقته ماريا طفلي اخر قياصرة روسيا نيكولا الثاني اللذين قتلا مع كل عائلة القيصر على يد البلاشفة.
وقد عثر على هذه البقايا العام 2007 في ايكاتيرينبورغ بالقرب من المكان الذي اعدم فيه القيصر وعائلته وخدامهم ليلة 16 الى 17 تموز/يوليو 1918.
لكن رغم تحاليل الحمض الريبي النووي (دي ان ايه)، يحول اعتراض الكنيسة الارثوذكسية النافذة دون دفن رفات اليسكي الذي كان في الثالثة عشرة لدى قتله وماريا (19 عاما) الى جانب افراد عائلتهما في سان بطرسبرغ عاصمة الامبراطورية الروسية سابقا.
ويقول فلاديمير ليغويدا الناطق باسم الكنيسة الارثوذكسية "الرهان هنا يكمن بالاعتراف بهذه الرفات المفترضة لافراد من عائلة القيصر على انها ذخائر مقدسة".
وتريد الكنيسة التي اعتبرت افراد عائلة القيصر شهداء او قديسين، ازالة اي شك حول صحة هذه البقايا.
وتؤيد الدولة الروسية انهاء هذا النزاع قبل دفن الابن الوحيد للقيصر وشقيقته.
ولم تهتم الدولة الروسيةابدا لرأي الكنيسة عندما دفنت رفات نيكولا الثاني وجزء من افراد عائلته العام 1998 بحضور الرئيس بوريس يلتسين.
وقد عثر على رفات نيكولا الثاني وزوجته الكسندرا فيودوروفنا وثلاث من بناته واربعة خدام العام 1991 في مقبرة جماعية في حرج قريب من ايكاتيرينبورغ.
- نبش قبور القياصرة -
واعرب رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف مجددا هذا الصيف عن تأييده لمواراة رفات الامير وشقيقته الى جانب عائلتهما في كاتدرائية القديسين بطرس وبولس في سان بطرسبرغ.
واتفقت الكنيسة في نهاية المطاف مع الحكومة لاعادة فتح التحقيق حول مقتل عائلة القيصر بقبولها اجراء فحوصات "دي ان ايه" على افراد عائلة رومانوف الاخرين شرط تواجد كهنة عند اخذ العينات.
وستنبش رفات الكسندر الثالث والد القيصر نيكولا الثاني الثلاثاء من قبره في العاصمة السابقة للامبراطورية الروسية.
وسبق للمحققين الروس ان نبشوا في ايلول/سبتمبر رفات كل من نيكولا الثاني وزوجته. واكدت العناصر الاولى هوية البقايا المحفوظة في ارشيف الدولة الا ان الكنيسة لا تزال تتردد في الاعتراف بصحتها.
وتعلن الكنيسة استعدادها للاعتراف بان هذه العظام عائدة الى اليكسي وشقيقته ماريا الا ان الاكليروس يؤكد انه يريد "استبعاد اي امكانية للخطأ" ويجري ابحاثه الخاصة.
ويرى العلماء الذين يعملون على بقايا عائلة اخر قياصرة روسيا ان هذا الاعتراف لن يأتي في المستقبل القريب.
ويؤكد سيرغي ميرونينكو الذي يدير ارشيف الدولة لوكالة فرانس برس "اقول واتحمل مسؤولية قولي ان ادلة كافية جمعت لاثبات ان الرفات التي عثر عليها في قبر العام 2007 عائدة الى الدوقة ماريا نيكولاييفينا والامير اليكسي نيكولاييفيتش".
ويضيف "انا بكل صراحة لا افهم موقف الكنيسة الارثوذكسية".
وبعد هذه السنوات الطويلة يأمل المطالبون بدفن رفات اليكسي وماريا ولا سيما افراد من العائلة، ان تغادر هذه البقايا خزائن ارشيف الدولة وتدفن في مثواها الاخير.
ويوضح بول كوليكوفسكي احد احفاد شقيقة القيصر نيكولا الثاني لوكالة فرانس برس "الحكومة الروسية اقرت بانها لم تقم بما كان يتوجب عليها". وهو على ثقة بان العملية المؤدية الى تثبيت صحة البقايا محتومة وان "مراسم الدفن ستحصل".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر