اقتحم مسلحون يشتبه انهم اسلاميون فندقا فخما في عاصمة مالي الجمعة واطلقوا نيران رشاشاتهم واحتجزوا اكثر من مئة شخص رهائن في عملية ادت الى مقتل 27 شخصا على الاقل وتبنتها جماعة المرابطون بزعامة الجهادي الجزائري مختار بلمختار.
وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "بالهجوم الارهابي الرهيب" في مالي معتبرا ان هدفه نسف جهود السلام في هذا البلد.
والهجوم الذي تبنته جماعة بلمختار يزيد من المخاوف التي يشكلها التهديد الجهادي في العالم بعد اسبوع على اعتداءات باريس التي خلفت 130 قتيلا.
وشنت وحدات خاصة عملية الانقاذ طابقا طابقا في فندق راديسون بلو في باماكو، طبقا للتلفزيون المحلي ومصادر امنية، ما ادى الى انهاء عملية الاحتجاز بعد نحو تسع ساعات من بدئها.
وعرض التلفزيون المالي صورا للفوضى داخل الفندق فيما قامت الشرطة وعناصر الامن باقتياد الرهائن الخائفين في ممرات الفندق وعبر البهو الرئيسي.
وصرح وزير الامن سالف تراوري في مؤتمر صحافي ان المسلحين "ليس لديهم اي رهائن في الوقت الحالي، والقوات تقوم بتعقب المسلحين".
وارتفعت حصيلة العملية الى "ثلاثة قتلى على الاقل من الارهابيين او الذين فجروا انفسهم" و27 قتيلا على الاقل من النزلاء والموظفين كما اعلن مصدر عسكري مالي لوكالة فرانس برس دون تحديد جنسياتهم.
وقال مصدر عسكري رافضا الكشف عن اسمه ان "عملية احتجاز الرهائن انتهت. ونقوم حاليا بتأمين فندق" راديسون بلو في باماكو.
وقام موظفو الحماية المدنية بازالة الجثث في اكياس برتقالية مخصصة للجثث. وساعد اثنان من عناصر القوات الاميركية الخاصة تصادف وجودهم في السفارة الاميركية المجاورة لحضور اجتماع، في عملية انقاذ ستة اميركيين.
وقال نزلاء اجانب انهم شاهدوا جثة رجل ببشرة بيضاء ملقاة على الارض اثناء هربهم في وقت سابق.
وتحدث شهود عيان عن نحو عشرة مسلحين، بينما ذكرت مصادر امنية عن مهاجمين او ثلاثة "جهاديين".
وذكر موظف طبي ان ثلاثة حراس امنيين جرحوا، بينما شاهد مراسل فرانس برس ضابطا في الشرطة مصابا يتم اخراجه.
وشاهد مصور فرانس برس رجلا ابيض البيض يظهر عدة مرات من نافذة في الطابق الثاني ويطلب المساعدة.
وفي نيويورك قال ستيفان دوجاريتش المتحدث باسم بان كي مون ان "الامين العام للامم المتحدة ياسف لاي محاولة لنسف تطبيق الاتفاق" الموقع في حزيران/يونيو بين فصائل متنافسة.
وعبر بان كي مون عن "دعمه الكامل للسلطات المالية في معركتها ضد الارهاب والجمعات المتطرفة" وندد "بالهجوم الارهابي الرهيب" على فندق راديسون.
-- تبني جماعة المرابطون --
واعلنت جماعة المرابطون الاسلامية المتطرفة التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار تبنيها الاعتداء على الفندق في باماكو وذلك في تسجيل صوتي بثت قناة الجزيرة مقطعا منه.
واوضح متحدث باسم الجماعة في المقطع "نحن في جماعة المرابطون نعلن تبنينا بالتنسيق مع امارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عملية احتجاز الرهائن في فندق راديسون" بباماكو.
وطالبت المجموعة في تبنيها الذي يبدو انه سبق انتهاء العملية، باطلاق سراح "مجاهدين في سجون مالي" ووقف ما اسمته "العدوان على اهالينا في شمال مالي"، كشرط للافراج عن الرهائن.
وكان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان رجح في وقت سابق الجمعة مسؤولية بلمختار عن الاعتداء على الفندق.
وقال الوزير لشبكة التلفزيون "تي اف 1" "انه ملاحق من قبل عدة دول منذ فترة طويلة، هو بدون شك وراء هذا الاعتداء، لكننا غير اكيدين بالكامل".
ويعتقد ان المسلحين دخلوا الفندق الذي يضم 190 غرفة في باماكو عند نحو الساعة 07,00 تغ في سيارة تحمل لوحات ارقام دبلوماسية، بينما كان العديد من النزلاء في غرفهم.
وقال البرلمان البلجيكي ان مسؤولا في البرلمان المحلي كان متواجدا في مالي لحضور مؤتمر، قتل في الهجوم.
وذكرت الهند ان 20 من مواطنيها كانوا من بين الرهائن، فيما ذكرت وكالة الصين الجديدة ان سبعة صينيين على الاقل كانوا من بين الرهائن.
وذكرت شركة "اير فرانس" للطيران ان 12 من موظفيها كانوا في "مكان امن"، بينما تم تحرير سبعة من موظفي شركة الخطوط التركية.
كما تم تحرير سبعة جزائريين والمانيين، بينما لا يزال مصير اربعة بلجيكيين مجهولا.
وانتشرت عناصر من الجيش والشرطة والقوات الخاصة المالية حول الفندق، اضافة الى عناصر من قوات حفظ السلام في مالي، والقوات الفرنسية التي تقاتل الجهاديين في غرب افريقيا في اطار عملية برخان.
-- اسئلة امنية --
وارسلت باريس نحو 40 ضابطا من وحدة الشرطة شبه العسكرية المتخصصة في معالجة احتجاز رهائن.
وينتشر اكثر من الف جندي فرنسي في مالي التي تعد مركزا لعملية برخان التي تشمل خمس دول في منطقة الساحل الافريقية المضطربة.
واثيرت اسئلة حول الامن في الفندق حيث قال مستشار فرنسي ينزل في هذا الفندق بشكل منتظم، لوكالة فرانس برس انه لا يتم استخدام جهاز فحص المعادن دائما لتفتيش السيارات التي تدخل مجمع الفندق.
وتشهد مالي عمليات للقوات الفرنسية ضد اسلاميين في شمال افريقيا. وسيطر متمردو الطوارئ وجماعات جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة على شمال مالي في منتصف 2012، قبل ان يهزموا في عملية قادتها فرنسا مطلع 2013.
واقوى الجماعات الجهادية الناشطة في مالي هي تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة وليس بتنظيم الدولة الاسلامية الذي ظهر مؤخرا كاقوى تنظيم اسلامي جهادي عنيف.
وتواصل جماعات اسلامية شن هجمات في مالي رغم اتفاق سلام تم التوصل اليه في حزيران/يونيو بين متمردي الطوارئ السابقين في شمال البلاد والجماعات المسلحة الموالية للحكومة.
وياتي الهجوم على الفندق عقب حصار استمر نحو 24 ساعة لفندق في بلدة سيفاري في اب/اغسطس الماضي قتل فيه خمسة من موظفي الامم المتحدة اضافة الى اربعة جنود واربعة مهاجمين. كما قتل خمسة اشخاص من بينهم مواطن فرنسي واخر بلجيكي في هجوم على مطعم في باماكو في اذار/مارس في اول حادث من نوعه في العاصمة.
وفي تسجيل تحققت السلطات المالية من صحته هذا الاسبوع، دان زعيم جهادي في مالي اتفاق السلام ودعا الى شن مزيد من الهجمات ضد فرنسا التي قال انها تساعد القوات المالية في قتال المتطرفين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر