تخللت مفارقات لافتة سيرة ومسيرة الرئيس السابق محمد مرسي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، إذ لم يكن من المقرر له أن يكون مرشح الجماعة للرئاسة، وبوفاته الإثنين يصبح ثاني رئيس مصري يتوفى وهو خارج منصبه، كما أنه أول
رئيس يواجه رئيس سابق عليه في ساحات المحاكمة.
بداية، مع المفارقة الأولى فالرئيس الذي رحل عن عالمنا اليوم، تولى منصبه بشكل غير تقليدي، ففي الماراثون الرئاسي العام 2012، لم يكن تفكير الجماعة منصبا عليه أو الرهان على اسمه بشكل واضح، وإنما على نائب المرشد العام ورجل
الجماعة القوي خيرت الشاطر، والذي واجه صعوبات متعلقة بحظر ترشحه للرئاسة إجرائيا، فما كان من الجماعة إلا الدفع بمحمد مرسي، حتى إنه كان يتم التندر على مرسي بأنه كان المرشح " البديل. أو الاستبن"، وحاول في كثير من الأحيان
البرهنة على أنه ليس ظلا لخيرت الشاطر المرشح المفترض الأساسي، وألمح إلى أن قراره مستقلا وحتى بعيدا عن مكتب إرشاد الجماعة في أكثر من مناسبة، وانطلق المقربون منه لنفي أنه "مرشح الصدفة".
ثانيا: احتفظ مرسي لنفسه بسابقة تاريخية بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين، التي حاولت اعتلاء الحكم في مصر لقرابة مائة عام كاملة، قرابة القرن من الزمان، من الاستعدادات والتجهيزات، والسجال مع الرئيس جمال عبدالناصر، والصدام مع
السادات، ولعبة القط والفأر مع مبارك، ليحقق الإخوان حلمهم التاريخي ووصية مؤسسهم حسن البنا، على يد، الإخواني ابن محافظة الشرقية، محمد مرسي العياط.
ثالثا: بتتبع مسار انتهاء حياة الرؤساء المصريين، فهم منذ مؤسس مصر الحديثة، محمد علي، وهم يتوفون على كرسي العرش، وفي التاريخ المصري الحديث، لم يكن هناك رئيس مصري أسبق توفى غير مرتديا بدلته الرئاسية سوى محمد
نجيب،ليكون بذلك مرسي ثاني رئيس مصري يتوفى خارج أسوار قصر الرئاسة في التاريخ.
كما أن مرسي سجل سابقة تاريخية أخرى منذ شهور قليلة، فقد وقف وجها لوجه أمام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لتكون سابقة قضائية وتاريخية بوقوف رئيسين أمام بعضهما في ساحات القضاء، وحينها واجه الرئيس الأسبق مبارك الرئيس
الراحل مرسي في قضية "اقتحام الحدود الشرقية" والمعروفة سابقًا بـ"اقتحام السجون".
وأعلنت اليوم القوات المسلحة المصرية ووزارة الداخلية المصرية حالة الاستنفار القصوى في البلاد بعد وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي العياط.
كان التلفزيون المصري أعلن، الاثنين، وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي العياط، أثناء حضوره جلسة محاكمة في"قضية التخابر مع قطر".
وطلب مرسي من القاضي إلقاء كلمة، وسمح له بذلك، وعقب رفع الجلسة أغمي على مرسي، وتوفي على إثر ذلك، ونقل جثمان مرسي إلى المستشفى، ويجري اتخاذ الإجراءات اللازمة لدفنه.
وتوجه فريق من النيابة العامة المصرية برفقة فريق طبي لمعاينة جثمان الرئيس المصري السابق محمد مرسي العياط، الذي توفي بعد إصابته بإغماء.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر