موسكو - حسن عمارة
أعدت وزارة الخارجية الروسية تقريرا دوريا مفصلا حول وضع حقوق الإنسان في أوكرانيا.وقد نشرت الوزارة تقريرها على موقع الوزارة على شبكة الإنترنت، فيما جاء في تقديم هذا التقرير أن الوضع فيما يتعلق بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في أوكرانيا قد تدهور خلال العام ونصف العام الماضيين بشكل ملحوظ، وتشير الاتجاهات الواضحة في هذا المجال قلقا أكثر خطورة، حيث أصبح القمع الممنهج لحقوق الإنسان والمعارضة الأوكرانية سياسة متعمدة للنظام الذي وصل إلى السلطة عام 2014، والذي حدد لنفسه هدفا يتمثل في محاربة كل ما يتعلق بروسيا. وهذا ما يؤكده عدد الحالات المسجلة لأخطر انتهاكات لحقوق الإنسان في جميع مجالات الحياة العامة، فضلا عن عدم الرغبة في القيام بأي شيء لتصحيح ذلك من جانب أولئك الذي يطلقون على أنفسهم قادة البلاد.
علاوة على ذلك، ووفقا لتقرير الخارجية الروسية، فقد بنى نظام كييف في الآونة الأخيرة بالفعل نظام حكم استبدادي في البلاد، تحت ستار فرض الأحكام العرفية، والذي يتميز بالاغتصاب المطلق للسلطة، والقتل خارج نطاق القضاء، والرقابة الشديدة، والتصفية الافتراضية لوسائل الإعلام المستقلة وتدمير المعارضة السياسية، وفرض الدعاية الكاملة للدولة، والبحث النشط عن "الخونة" و"الجواسيس" و"المخربين" الروس.
وبحسب التقرير، فقد وصلت حملة كييف ضد الكنيسة الأرثوذكسية إلى مستوى جديد تماما من حيث الاستهتار والنفاق، وتتخذ الآن شكل الحظر الشامل على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.
واعتبر التقرير أن حالة الحرب واستخدام أوسع نطاق من التدابير القمعية ضرورية لمن يحكمون كييف، باعتبارها الطريقة الوحيدة والأكثر تأكيدا لإطالة أمد وجودهم. في الوقت نفسه، شدد التقرير على أنه لم يتم اتخاذ أي خطوات للقضاء على الانتهاكات الجسيمة القائمة في مجال حقوق الإنسان.
وتابع التقرير: "إن المجال الوحيد تقريبا الذي تبدي فيه سلطات كييف زمام المبادرة هو تمجيد النازية وتشويه التاريخ، حيث تتواصل جهود كييف لنشر النازية الجديدة بقوة، وإعادة كتابة تاريخ الحرب الوطنية العظمى والحرب العالمية الثانية، وزراعة أيديولوجيات النازيين الجدد ووجهات النظر العنصرية الصريحة، حيث يتم في كل مكان بأوكرانيا تبييض النازيين وشركائهم من المتواطئين الأوكرانيين مع الغزاة النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، تحت ستار المشاركة في (حركة التحرر الوطني)".
وأكد التقرير على أن هذه التصرفات القبيحة من قبل سلطات كييف إنما تبرهن على عدم استقلالية نظام النازيين الجدد الذي تأسس في الخارج، ويتبع تعليمات القيمين الخارجيين لإنشاء مشروع "معاد لروسيا"، الغرض الوحيد منه هو تشكيل مصدر للتوتر في المنطقة المجاورة مباشرة للأراضي الروسية، ما يؤدي إلى تدمير الدولة الأوكرانية من أجل هذا الهدف. هذا على وجه التحديد إنما حدث، وفقا للخارجية، بسبب الاستعداد الإلزامي للقيادة الأوكرانية لإنكار كل ما يتعلق بروسيا، على حساب مصالح شعوبهم، لتدمير تاريخ وذاكرة الماضي الحقيقي، واستبداله بماض خيالي للبلاد، فيما يتغاضى القيمون عن جوهر النازية الجديدة ويدفعون بأوكرانيا للمضي قدما على طول المسار نحو التدمير الذاتي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر