القاهره - المغرب اليوم
قال شيخ الأزهر، الإمام الأكبر أحمد الطيب، إن التيار الإصلاحي الوسطي هو "الجدير وحده بمهمة التجديد"، مشيرا إلى أنه يعني "التجديد الذي لا يشوه الدين ولا يلغيه، وإنما يأخذ من كنوزه، ويترك ما لا يتناسب من أحكامه الفقهية إلى الفترة التاريخية التي قيلت فيها".وأوضح الشيخ أحمد الطيب ذلك بالقول أن تلك الاحكام "كانت تمثِّل تجديدا استدعاه تغير الظروف والأحوال يومذاك"، مضيفا: "هذا ما نأمل أن يعكسه مؤتمر الأزهر العالمي حول (تجديد الفكر والعلوم الإسلامية)".
وخلال كلمته في المؤتمر، كشف الإمام الأكبر أن الأسباب التي أدت إلى غلق باب الاجتهاد وتوقف حركة التجديد في العصر الحديث، "تظهر عدم الجدية في تحمل هذه المسؤولية تجاه شبابنا وأمتنا".واستطرد قائلا: "صمت الجميع عن ظاهرة تفشي التعصب الديني، سواء على مستوى التعليم أو على مستوى الدعوة والإرشاد"، مؤكدا أن دعوات التعصب هذه "لا تعبر عن الإسلام تعبيرا أمينا".
وأشار شيخ الأزهر إلى أنه بالرغم من ذلك، "فإنها تحظى بدعم ملحوظ مادي وغير مادي، يضاف إلى ذلك ظهور كتائب التغريب والحداثة، التي تفرغت لتشويه صورة رموز المسلمين وتلويث سمعتهم والسخرية من تراثهم".وفي هذا السياق، نوه الأمام الأكبر إلى أنه أصبح على كثير من الشباب المسلم أن "يختار في حلبة هذا الصراع: إما الانغلاق والتعصب والكراهية ورفض الآخر، وإما الفراغ والتيه والانتحار الحضاري".
وكان الأزهر قد أعلن عن تنظيم مؤتمر عالمي بعنوان "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي"، يومي الاثنين والثلاثاء 27-28 يناير 2020، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم.ويناقش مؤتمر الأزهر الشريف تحديات التجديد، على رأسها ما يشيعه البعض من تكفير الأمة واعتزالها في الخطاب الدعوي، وتقديس الجماعات الإرهابية للفرد، واستخدام الشعارات الدينية لتحقيق أغراضها، ومناقشة دموية الفكر الإرهابي، والمؤثرات السياسية والاقتصادية والأمنية والتكنولوجية على التجديد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر