واشنطن - المغرب اليوم
أثيرت مجدداً في العاصمة الأميركية، خلال الأيام القليلة الماضية، قضية العقوبات الأميركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما على موسكو، بعد تقارير أجهزة الاستخبارات الأميركية عن عمليات تجسس إلكتروني قام بها قراصنة روس يعملون لمصلحة الاستخبارات الروسية خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك بهدف التأثير في نتيجة تلك الانتخابات لمصلحة المرشح الجمهوري آنذاك دونالد ترامب.
لكن الجديد في المسألة تمثل في التقارير التي تحدثت عن وعود كان قدمها مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك فلين للسفير الروسي في واشنطن، قبل انتقال السلطة إلى الإدارة الأميركية الجديدة.
من جهته، نفى الرئيس الأميركي علمه بتلك التقارير التي أشارت إلى أن فلين بحث مسألة العقوبات الأميركية على روسيا خلال المحادثة الهاتفية التي أجراها مع السفير الروسي في ديسمبر الماضي. ووعد بالنظر في هذه القضية التي يحقق فيها مكتب التحقيقات الفدرالي.
وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية سجلت، في إطار مراقبتها الروتينية للدبلوماسيين الروس في الولايات المتحدة، مكالمة هاتفية بين السفير الروسي وفلين. وأكد مسؤول أميركي لمحطة «سي إن إن» أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض والسفير الروسي سيرجي كيسلاك تناولا، خلال المحادثة الهاتفية، مسألة العقوبات إلى جانب مسائل أخرى.
لكن مضمون كلام فلين لم يكن واضحاً حتى لضباط الـ«إف بي آي» وأجهزة الاستخبارات الأخرى الذين راجعوا تسجيل المحادثة الهاتفية، وليس هناك أي مؤشر إلى أن مستشار ترامب قدّم أي وعود للسفير الروسي بشأن العقوبات.
وقال أحد المقربين من مستشار الأمن القومي إن فلين لم يستبعد احتمال أن يكون حديثه مع السفير قد تتطرق إلى مسألة العقوبات.
كما نقلت «سي إن إن» عن مسؤول كبير في البيت الأبيض أن نائب الرئيس الأميركي مايك بينيس لم يكن على علم بأن فلين كان قد ناقش مسألة العقوبات مع السفير الروسي، عندما دافع عنه الشهر الماضي أمام وسائل الإعلام الشهر الماضي، معتبراً أن ذلك الأمر إذا صح فإنه يعتبر مشكلة يجب معالجتها.
وأثارت المحادثة الهاتفية مسألة التضارب في المواقف بين مسؤولي الإدارة الأميركية الجديدة بشأن العقوبات الأميركية على روسيا واحتمالات رفعها.
ويتناقض موقف فلين مع توجهات وزير الخارجية ريكس تيلرسون ومع مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن نيكي هيلي ومسؤولين آخرين في إدارة ترامب يرفضون رفع العقوبات عن موسكو، وخصوصاً تلك المرتبطة بالتدخل الروسي في أوكرانيا وضم جزيرة القرم.
ونفت الرئاسة الروسية، أمس، أن يكون فلين قد ناقش مع سفيرها في واشنطن سيرجي كيسلياك مسألة رفع العقوبات عن روسيا.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر على الهاتف مع الصحافيين إن فلين وكيسلياك لم يناقشا رفع العقوبات عن موسكو في اتصال هاتفي جرى قبيل تسلُّم ترامب للسلطة.
ويمنع قانون أميركي المواطنين من التفاوض في شؤون الدولة مع حكومات أجنبية، ولكن لم يسبق أن تمت محاكمة أي شخص في هذا السياق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر