كشف جون فلانيري، رئيس مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي لـ"جنرال إلكتريك"، أن شركته تملك المؤهلات التي يمكن أن تساعد بها الحكومات في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن "جنرال إلكتريك" تملك محفظة متكاملة من الحلول المبتكرة، يمكنها المساهمة في خطط "رؤية السعودية 2030"، خاصة فيما يتعلق بالطاقة، إضافة إلى قدرتها على المشاركة في خطط المملكة في مدينة "نيوم" الجديدة.
وأكد فلانيري الذي خلف جيف إيملت، الرئيس السابق للشركة، في منتصف العام الماضي، أن استمرار حكومات المنطقة في العمل على التنوع الاقتصادي، يبرز أهمية تعزيز الكفاءة وتحقيق وفورات كبيرة، مشيرًا إلى أن شركة "جنرال إلكتريك" تتطلع للمساهمة بدور حيوي على هذا المستوى.
وعن الشركة، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، إن "جنرال إلكتريك" المستقبلية ستكون مختلفة عمّا هي عليه اليوم، موضحًا أنهم لن يتخذوا أي خطوات، قبل أن يتضح مسار دقيق يضمن نتائج أفضل للشركة على المدى الطويل.
وتابع فلانيري "نوجد في السعودية والإمارات، منذ أكثر من ثمانين عامًا، ولدينا شراكات مع كثير من العملاء والدول. ويبقى تركيزنا موجهًا نحو دعم عملائنا وشركائنا حول العالم، بتحقيق نتائج إيجابية ملموسة. ولقد سعدت بلقاء كثير من الشركاء المحليين خلال هذه الزيارة، فنحن شركة عالمية، إلا أننا حريصون دائماً على أن تكون عملياتنا مواكبة لاستراتيجيات الأسواق المحلية واحتياجاتها، وبالإضافة إلى ذلك، تحفل أسواق المنطقة بفرص هائلة. وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققناها فعلياً حتى اليوم، فإنه ما زال أمامنا الكثير لنقوم به لضمان استمرار هذا النهج التنموي.
-وأضاف "تشهد المملكة على المستوى الاقتصادي تغييرات غير مسبوقة، تتجسد بشكل واضح في "رؤية السعودية 2030" و"برنامج التحول الوطني" اللذين يركزان بشكل رئيسي على تنويع الموارد الاقتصادية. كما تزداد أيضاً أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص. فعلى سبيل المثال، يتعاون "مركز (جنرال إلكتريك) للصناعة والتكنولوجيا" في الدمام، مع 150 شركة محلية كبيرة ومتوسطة، ويتم تصدير 60 في المائة من منتجاتها إلى 70 عميلاً في 40 دولة. وأعطيك مثالاً آخر: تتطلع السعودية إلى رفع حجم إنتاج الطاقة من 70 إلى 90 غيغاوات، وتستطيع تقنيات توربينات "H – Class" التي قمنا بتطويرها، أن ترفع كفاءة عمليات شبكة الكهرباء بنسبة 6 في المائة، ويعني ذلك توفير 4 مليارات دولار في تكاليف الوقود سنوياً في المملكة. لقد حددت "رؤية السعودية 2030" هدفاً لإنتاج 9.5 غيغاوات من الطاقة باستخدام الموارد المتجددة بحلول عام 2023. وهو ما يمثل تحولًا جذريًا من الاقتصاد النفطي نحو الاعتماد المتزايد على المصادر المتجددة. ولا شك في أن المصادر التقليدية لن تختفي؛ لكنها ستصبح جزءاً من مزيج جديد يزود الطاقة إلى ملايين المنازل في مختلف أرجاء المنطقة.
وتقدم مدينة "نيوم" مثالًا واضحًا على هذا التوجه، عبر مدينة جديدة تصل تكلفتها إلى 350 مليار دولار، وبحجم يفوق مساحة مدينة نيويورك بـ33 مرة، تعتمد كلياً على الطاقة المتجددة. وعندما ننظر إلى المحاور التي يركز عليها مشروع مدينة "نيوم"، بما في ذلك تعزيز الكفاءة عبر استخدام طاقة الرياح والتقنيات الرقمية والطباعة ثلاثية الأبعاد، فإن "جنرال إلكتريك" تمتلك الإمكانات اللازمة للمساعدة في تحقيق هذه الرؤية، عبر محفظة متكاملة من الحلول المبتكرة.
وواصل "- سجلت معظم وحدات أعمالنا أداءً قويًا، ولا سيما في قطاعي الطيران والرعاية الصحية، إلا أننا واجهنا بعض التحديات المتعلقة بالسيولة النقدية. وأريد أن أكون واضحًا حيال موضوع واحد: تعمل تقنياتنا على إيجاد حلول لأصعب المشكلات في العالم. نحن ندعم عملاءنا في أكثر من 180 دولة. نحن نبتكر نماذج صناعية جديدة في مجالات، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والبرمجيات وأدوات التحليل، ونطلق منتجات رائدة في مختلف القطاعات، ونعمل وفق أعلى معايير النزاهة والالتزام والامتثال. كما نستثمر في كوادرنا القيادية، وفي تطوير المواهب حول العالم، ولا يدخر فريقنا جهداً أو وقتاً لتحقيق رؤية "جنرال إلكتريك"، وخلاصة القول: ما زال أمامنا الكثير لنقوم به، إلا أن لدينا في الوقت ذاته كثيراً من المقومات التي تؤهلنا للوصول إلى أهدافنا.
واستطرد " تشمل عملياتنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا عدة قطاعات. وفي حين يكثر الحديث عن قطاعات الطاقة والنفط والغاز والرعاية الصحية، هنالك مؤهلات ضخمة في مجالات أخرى، بما في ذلك التمويل. وفي قطاع الطيران، تزود توربيناتنا الطاقة إلى ثلث عمليات المنطقة، وتقلع طائرة تستخدم تقنيات "جنرال إلكتريك" مرة كل ثانية من مطاراتها. وفي قطاع الرعاية الصحية، يستخدم الخبراء الطبيون 20 ألف تقنية طورتها "جنرال إلكتريك" وتساعد في تشخيص الأمراض وإداراتها بصورة أفضل. وإذا ما دققنا أكثر، فإن المنطقة تضم فرصًا وإمكانات استثنائية بالفعل. وتعتبر توربينات "H – Class" من "جنرال إلكتريك" عنصرًا محوريًا في جهود تعزيز الكفاءة، فإذا كانت لدينا محطات للطاقة تستخدم تقنيات "H – Class" بطاقة 10 غيغاوات في المنطقة، فيمكن للعملاء توفير 1.5 مليار دولار من تكاليف الوقود، وهو مبلغ يمكن إنفاقه على مشروعات البنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم.
وفي ضوء استمرار حكومات المنطقة في العمل على التنوع الاقتصادي، تبرز أهمية تعزيز الكفاءة وتحقيق وفورات كبيرة، ونحن فخورون بقدرتنا على المساهمة بدور حيوي على هذا المستوى، وفي الإمارات، نتعاون مع الهيئات الحكومية انطلاقاً من "رؤية 2021"، وبما ينسجم مع التزامها بتطوير واستخدام مزيج متكامل من التقنيات التقليدية والمستقبلية، ومثال ذلك التقنيات فائقة الدقة المستخدمة في تصميم مشروع محطة "حسيان" لتوليد الطاقة بالفحم النظيف في دبي، عبر استخدام مصدر تقليدي للطاقة، وهو الفحم، ومكاملته مع أحدث التقنيات المتوفرة حالياً في القطاع، وعلى صعيد الصناعات الحديثة، تجمعنا شراكة بـ"مبادلة" و"مؤسسة دبي للمستقبل"، لتعزيز التركيز على تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، كمكون رئيسي في العمليات الصناعية.
وأوضح أن أعمال التصنيع والطباعة ثلاثية الأبعاد تشهد نموًا متسارعًا، وهو ما يزيد من سهولة تصميم القطع الدقيقة، ويسرّع الابتكارات في مختلف القطاعات، مما يتيح لعملائنا العمل بشكل أسرع وأكثر ذكاءً وكفاءة. كما يعتبر التحول الرقمي جزءًا مهمًا من استراتيجيتنا. وفي المنطقة، تمكنّا من التعاون مع كثير من العملاء لتطبيق تحديثات رقمية.
ففي السعودية، تعاونت "سابك" مع "جنرال إلكتريك الرقمية إيه بي إم" (ميريديوم إنتربرايز إيه بي إم سابقاً) لتدريب 20 ألف موظف على المفاهيم الرقمية، مما أثمر عن تحقيق تحسن بنسبة 1000 في المائة على مستوى الزمن الفاصل بين أعطال الأنابيب. وفي باكستان، ساهمت شراكة مماثلة في تعزيز الكفاءة بنسبة 4 في المائة، من خلال استخدام حلول التوأم الرقمي (Digital Twin)، التي تقدم نسخة رقمية دقيقة عن الأصول المادية. وانطلاقاً من مكانة شركتنا كرائدة عالمية في القطاع الصناعي، فإننا قادرون على توظيف شبكتنا من المصارف الدولية ووكالات ائتمان التصدير، لتسهيل إطلاق المشروعات، إذ لا شك في أن التمويل هو من العناصر الأساسية لمشروعات البنية التحتية التي تعود بفوائد محققة على المجتمعات المحلية، ولا يجب أن يقف نقص التمويل عائقاً أمام تنفيذ مثل هذه المشروعات. وإذا ما نظرنا إلى الأعمال التي نقوم بها في المنطقة، كما هو الحال في العراق وباكستان، فإننا نعتمد نموذجاً شاملاً يغطي كافة عناصر العمل في كل القطاعات.
وأضاف "تساهم عملياتنا في العراق بترك آثار إيجابية على المجتمعات المحلية في مجالات حيوية، مثل الرعاية الصحية والطاقة. وعلى سبيل المثال، نعمل على دعم عمليات ترميم محطة توليد الطاقة في الموصل وتزويد 750 ميغاواط لصالح وزارة الكهرباء، بما يعود بفوائد ملموسة على المواطنين. كما نعمل على تزويد تقنياتنا الحديثة للاستخدام في أول مركز متخصص بعلوم الأورام في العراق. ومن جهة أخرى، يعد التمويل مرتكزاً أساسياً لنمو شراكاتنا في العراق، ومواصلة تنفيذ المشروعات ذات القيمة الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة، وسنواصل تعاوننا مع العملاء والشركاء لتحقيق هذه الأهداف".
وواصل فلانيري" لم يخلُ عام 2017 من التحديات بالنسبة لـ"جنرال إلكتريك"، إلا أن تركيزنا يبقى موجهاً نحو تعزيز العمليات التشغيلية، واعتماد أعلى معايير التميز في المنتجات والخدمات التي نقدمها، وتنفيذ جميع الاتفاقيات التي تجمعنا بالعملاء والشركاء، ولفريق عملنا في الوقت ذاته. وسنعمل على تقديم كل سبل الدعم المتاح لجميع وحدات الأعمال، وبأسلوب يضيف قيمة حقيقية، من خلال الأبحاث والخدمات المشتركة، وتوسعة النطاق الجغرافي للعمليات، ومواصلة العمل على تطوير المهارات القيادية، وترسيخ مكانة العلامة التجارية، و نحن نسير في الاتجاه الصحيح. وكما ذكرت سابقاً: ما زال أمامنا الكثير لنقوم به، ولدينا أيضاً كل المقومات التي تؤهلنا للوصول إلى أهدافنا. لدينا الأشخاص المناسبون، والتكنولوجيا المناسبة، والالتزام الجاد والمستمر، لضمان تعزيز كفاءة أداء الشركة ومواصلة نموها".
وتحدث عن كيفية مواجهة التحديات، قائلًا " لدي ثقة كبيرة بالمستقبل، بفضل شغف فريق عملنا، وعزمنا على تحقيق النجاح وتقديم أفضل ما يمكن لعملائنا، وترسيخ موقعنا الرائد في السوق وسمعتنا الاستثنائية. وكل من يراهن على عكس ذلك، سيخسر الرهان، وندرك أن هناك مجالاً لتحسين إدارة عملياتنا ضمن الهيكلية الحالية؛ لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو: إذا ما كانت لدينا طرق أخرى لتحقيق نتائج أفضل، فهل يمكن للتغيير الهيكلي أن يفسح المجال أمام خيارات جديدة وأفضل لوحدات أعمالنا؟ وهل يمكن إدارتها بالشكل المطلوب في ضوء القيود الأخرى التي تواجه الشركة؟ ستبقى هذه التساؤلات محط مراجعة وتقييم خلال العام الجاري، ولن نتخذ أي خطوات قبل أن يتضح أمامنا مسار دقيق يضمن نتائج أفضل على المدى الطويل. وأؤكد أن "جنرال إلكتريك" المستقبلية ستكون مختلفة عمّا هي عليه اليوم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر