قوبل الإعلان عن حفل المغني المغربي سعد لمجرد، في مصر، المقرر في 29 ديسمبر، بهجوم حاد على بعض الصفحات المعنية بحقوق المرأة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الاتهامات التي وُجهت له بالاغتصاب منذ نحو 6 سنوات، وهي القضية التي لم يفصل فيها القضاء الفرنسي بعد.
ورفض قطاع من الجمهور، دخول سعد لمجرد إلى مصر وإقامة حفله ضمن احتفالات رأس السنة الجديدة، من خلال هاشتاج “مش عايزين سعد لمجرد في مصر”، ووصفته بعض التعليقات بـ”المغتصب” و”المجرم”.
ويأتي حفل سعد لمجرد في مصر، ضمن جولته في الشرق الأوسط نهاية ديسمبر، والتي تشمل إسطنبول، وبيروت، ودبي، والدوحة.
والحفل المرتقب هو الثاني لسعد لمجرد في مصر في عام 2022، إذ سبق أن أحيا حفل زفاف في مايو، وسط حضور عدد كبير من الفنانين.
وقال مسؤول في الشركة المنظمة لحفل سعد لمجرد، طلب عدم ذكر اسمه لصحيفة “الشرق”، إنّ “الحفل المرتقب والمقرر تنظيمه في مدينة شرم الشيخ، أعد خصيصاً للوفود الأجنبية التي ستحتفل بأعياد الميلاد في مصر، ما يُسهم في تنشيط ودعم السياحة”.
وأوضح أن لمجرد، سيقدم في الحفل مجموعة من أغانيه التي حققت نجاحاً جماهيرياً ضخماً، منها “الحلق اللي عامل قلق”، و”من أول دقيقة” و”لمعلم” وغيرها.
وقال رئيس لجنة العمل في نقابة المهن الموسيقية، منصور هندي، لـ”الشرق”، إن “منظمي الحفل تقدموا قبل ساعات إلى النقابة للحصول على تصريح غنائي لسعد لمجرد، وبالفعل ستمنحه النقابة التصريح فلا توجد لدينا مشكلة في ذلك، خاصة أنه حصل على تصريح في مايو”.
وقالت الناشطة في مجال حقوق المرأة، مارجريت عازر، الأمينة العامة للمجلس القومي للمرأة سابقاً لـ”الشرق”، إنّ “سعد لمجرد متهم بقضايا تحرش واغتصاب لم يتم البت فيها حتى الآن، لذلك فالجمهور هو صاحب الرأي الوحيد تجاه الحفل، والمجلس لم يتحرك حتى اللحظة لعدم صدور حكم ضده في الاتهامات الموجهة إليه”.
وأضافت: “إذا قاطع الجمهور حفل سعد لمجرد، لكونه متهماً بارتكاب ممارسات خاطئة، أعتقد هذا سيكون أكبر رد فعل ضده ولأي فنان مثله”.
وعلق الناقد طارق الشناوي، على الأزمة بقوله لـ”الشرق”: “رغم الانفراجة في أزمة سعد لمجرد مؤخراً، بعد فترة من تصاعد الأزمات حوله على خلفية اتهامه بالاغتصاب، إلا أن قطاعاً كبيراً من الجمهور لا يزال يُهاجمه بمنطق العدالة، خاصة أنه لم تصدر ضده أحكام حتى الآن”.
الناقد الموسيقي أحمد السماحي، قال لـ”الشرق”، إنّ “القضايا المتهم فيها سعد لمجرد لا تزال متداولة في المحاكم، ولم تثبت صحتها حتى الآن، لذلك لا ينبغي أن نحاكمه إلا إذا ثبت جرمه رسمياً”.
وأشار إلى حفله المُلغى في مصر قبل عامين، بدعوى أن الشركة المنظمة استجابت لمطالبات الجمهور بإلغائه، مؤكداً أن “هذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة، والحقيقة هي أن الشركة المنظمة أخلّت ببنود التعاقد وأرادت تقليل أجره استغلالاً للهجوم الذي أثير ضده آنذاك، وهو ما رفضه بالطبع”.
ووصف الموسيقار حلمي بكر، ما يُثار بشأن سعد لمجرد من الجمهور المصري، بأنه حملات ممنهجة تُستخدم مواقع التواصل لإشعالها.
وأوضح أن “حفل سعد لمجرد، يُلغى في حالتين، إذا رأت الدولة ضرورة لإلغائه لدواعٍ أمنية، أو وجدت النقابة عدم جواز وقوفه على المسرح لأسباب فنية”.
وتابع بكر أن “المطرب طالما يحمل تصريحاً، ويتبع الأساليب الصحيحة، فمن حقه الغناء”.
وتعود قضية اتهام سعد لمجرد بالاغتصاب، لعام 2016 حين اتهمته فتاة فرنسية باغتصابها في غرفته بأحد فنادق باريس قبل حفل غنائي، وتم توصيف القضية بأنها عنف واعتداء جنسي.
وبعد فترة من التحقيقات، تم الإفراج عن لمجرد مع منعه من مغادرة فرنسا، وبعد حوالي عام تم الانتهاء من القضية، وغادر لمجرد فرنسا وعاد لنشاطه الفني.
وظهرت القضية من جديد مع بداية العام الماضي، بعد إعادة توصيف الاتهام من عنف واعتداء جنسي، إلى اغتصاب، ليصبح لمجرد مهدداً بالسجن لفترة قد تصل إلى 20 عاماً، وفقاً لما أشارت إليه العديد من وسائل الإعلام الفرنسية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر