كشفت تقارير صحافية أن شركة تقنية المعلومات التي اختارتها وزيرة الخارجية الأميركيّة السابقة، هيلاري كلينتون، لتشغيل وحماية بريدها الإلكتروني الخاص، تعمل من شقة في الدور العلوي، وتحتفظ بخوادمها الإلكترونية في خزانة الحمام.
جاء ذلك عقب تعقب الموظفين السابقين لشركة ""Platte River Networks في مدينة دنيفر في ولاية كولورادو الأميركيّة، الذين تحدثوا عن العلاقات القوية التي تربط الشركة بالحزب الديموقراطي، كما أعربوا عن صدمتهم من اختيار كلينتون لشركة خاصة صغيرة للقيام بمثل هذا العمل الخطير.
وأكدت الموظفة تيرا داديوتس، أنّ الشركة تعتبر مكانًا مميزًا للعمل ولكن من الصعب الاستعانة بها لتأمين أسرار الدولة، كما أشار أحد الموظفين السابقين، توم ويلش، الذي ساعد في تأسيس الشركة، إلى أن خوادم البريد الإلكتروني كانت في خزانة الحمام.
وأوضحت التقارير الصحافية أنه جرى إبلاغ الموظفين القلائل الذين كانوا على بينة بالعقد الذي أبرمته كلينتون مع الشركة، لإبقاء الموضوع طي الكتمان.
ولاتزال الطريقة التي تعاقدت بها كلينتون مع الشركة التي توصف بأنها "ذات أعمال تجارية صغيرة أسرية"، غير واضحة، إلا أن التقارير توضح أنّ سلسلة من الاتصالات جرت بين الشركة والحزب الديموقراطي.
وعملت الشركة لصالح حاكم ولاية كولورادو، جون هيكنلوبر، أثناء انتخابه ليكون رئيسا لبلدية المدينة، والذي يدعم بشدة ترشيح كلينتون للرئاسة لعام 2016.
وتفيد التقارير الإخبارية أن نائب رئيس مبيعات الشركة المثير للجدل، ديفيد ديكاميليس، يؤيد بشكل كبير الحزب الديمقراطي، والذي عرض منزله على السياسي البارز، جو بيدن، لعقد مؤتمرات الحزب في دنفر عام 2008.
ويثير حجم الشركة وترتيباتها المنزلية، الكثير من التساؤلات بشأن التأمين والإجراءات التي اتخذها مساعدو كلينتون، لاكتشاف مدى ملاءمة وكفاءة الشركة للتعامل مع رسائل البريد الإلكتروني التي تصنف بأنها سرية.
وأوضحت الموظفة التي كانت تعمل كمستشارة لعلاقات العملاء بين عامي 2007 و2010 في الشركة، تيرا داديوتيس، أنها توفر بيئة عظيمة للعمل إلا أنها مثل الشركات الصغرى التي تديرها الأسرة والتي تقل فيها الموارد والإمكانات، ولذلك أصيبت تيرا بالذهول بعد أن علمت أن شركتها السابقة تعاقدت مع كلينتون لإدارة بريدها الإلكتروني .
وأبرزت تيرا "أعتقد أنه أمر غريب بالفعل، ولا أعلم كيف تطورت تلك العلاقة، وفي ذلك الوقت كنت أعمل لديهم، فلم يكونوا على قدر كبير من الاستعداد بما يكفي للعمل لصالح هيلاري كلينتون، فهم لا يملكون الموارد، وكانت الشركة عبارة عن شقة في الدور العلوي، ولم تكن هناك أي إجراءات أمنية مشددة، ولم نكن نمتلك أي أجهزة إنذار".
وأضافت "لا أعلم كيف تدير الشركة عملياتها الآن، حيث نضع خادم البريد الإلكتروني في الحمام، أعني أنه بالنظر إلى حجم الشركة، فمن الصعب تخيل مدى توفر الإجراءات الأمنية اللازمة للتعامل مع كلينتون".
يُذكر أنّ الشركة تأسست بواسطة رجال الأعمال، تريف سوازو، وبرنت أولهاوس، وتوم ويلش، وتعمل من شقة علوية مساحتها 1858 قدم مربع في وسط مدينة دنفر، وذلك حتى وقت سابق من هذا العام، قبل أن ينتقل الموظفون إلى مساحة أكبر تبلغ 12 ألف قدم مربع.
واحتفلت الشركة بأعمال التطوير في 18 حزيران/يونيو، ونشرت الاحتفالية عبر موقعها على الإنترنت وصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر