الحركات النسوية الفرنسية تفشل في حماية السيدات المسلمات
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

ناشطة حقوقية تنتقد سياسة فرنسا بحق المرأة المسلمة

الحركات النسوية الفرنسية تفشل في حماية السيدات المسلمات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحركات النسوية الفرنسية تفشل في حماية السيدات المسلمات

الحركات النسوية الفرنسية
باريس - مادلين سعادة

أكدت الناشطة الحقوقية النسائية كريستين ديليفي، أن الحركات النسائية الفرنسية الحالية تعجز عن حماية المرأة المسلمة، من خلال دعم القوانين الفرنسية العنصرية.

وذكرت ديليفي عبر مقالها في صحيفة "الغارديان" البريطانية، أنه بالرغم من رؤية هذه الجماعات الحقوقية المسلمات اللائي ترتدين الحجاب كأقلية مضطهدة، إلا أنهم يتواطئون في توسيع هوة الخلاف التي تعتبر الأسوأ على الإطلاق، بدلاً من دمجهم في نسيج المجتمع وتفهم أسبابهم.

وتساءلت حول ما إذا كانت الحركة النسوية السائدة هي حركة عنصرية، وأضافت أنها شاركت في تأسيس العديد من الحركات النسوية، مثل حركة "القضايا النسوة الجديدة" مع سيمون دي بوفوار عام 1977، كما شاركت منذ فترة طويلة ضمن حركة تحرير النساء، وأردفت أنه "من الواضح أن المواقف الفرنسية تجاه الحجاب والمرأة المسلمة ليست غير مفهومة فحسب، بل إنها مثيرة للاستياء".

وأقرت فرنسا أول قانون ضد المسلمين بشكل علني عام 2004، والذي منع التلميذات من ارتداء الحجاب، استنادا إلى الاعتقاد بأن الرموز الدينية "تتعارض مع العلمانية السياسية"، لكن بعض النشطاء الفرنسيين بدأوا في شن حملة إيديولوجية ضد الإسلام منذ أكثر من 40 عامًا، أنشأها الصحافي توماس ديلتوم بين الثمانينيات من القرن الماضي ومنتصف الألفينات، ولا يمر أسبوع دون أن تطرح اثنتان من الصحف الفرنسية الرئيسية التي تصدر أسبوعيا، تساؤلات شائكة، مثل "هل علينا أن نخاف من الإسلام؟" أو "هل الإسلام متوافق مع الديمقراطية؟".

وأظهرت الصحف اليومية، والبرامج الإذاعية والتلفزيونية نفس الهوس، الذي ازداد سوءا مع مرور الوقت، وأصبح الجمهور مقتنعا بأن الحضارة الغربية كانت مهددة من قبل الإسلام بشكل عام، وأن المسلمين البالغ عددهم خمسة ملايين يشكلون خطرًا، وهم أبناء وبنات المهاجرين من شمال أفريقيا الذين يعيشون في فرنسا.

ويرى نشطاء وحقوقيون أن العلمانية تستخدم كحجة ضد المسلمين، كما يلاحظ أن قانون 2004 ضد التلميذات المسلمات، قد خضع لإعادة تفسير جذري من قبل السياسيين والصحفيين وجماعات اللوبي، بل وتم إخراجه من مضمونه الرئيسي، وكتب سعيد بوعمامة في عام 2004، أن الخوف الفرنسي من الإسلام،  يدفع إلى تمرير القوانين التي تعبر عن العلمانية السياسية، كوسيلة لجعل العنصرية محترمة.

وبيّنت ديليفي أن الجماعات النسوية لم تكن تقبل ارتداء المرأة للحجاب في اجتماعاتهم، حتى قبل صدور قانون 2004 الذي يحظر على المراهقات ارتداء الحجاب المدارس، وهو الأمر الذي يمثل انتهاكا لحقهم الأساسي في التعليم، وقررت هذه الجماعات النسوية في وقت مبكر، أن النساء المحجبات لا يمكن أن تصبحن جزءا من الحركة النسوية،  بل يتعارضن مع كل المبادئ التي تعبر عنها هذه الحركات، وذلك لأن الحجاب رمزا للاضطهاد.

وأوضحت أن ذلك دفع القليل من النشاطات الحقوقيات اللائي يعارضن القوانين التمييزية ضد المرأة المسلمة، لبدء مناقشة ما إذا كان الكعب العالي، وأحمر الشفاه والعلامات المتعددة على الأنوثة، دليلاً على قمع المرأة، ويفترض أن تلك النساء ترتدين الحجاب، لأنهن مضطرات للقيام بذلك بضغط من قبل رجالهن، وبالتالي فإن ردود أفعالهن تجاه القانون الفرنسي سيكون خروجهن من المدرسة وإعادتهن إلى نفس العائلات القمعية.

وأضافت أنه إذا قررت الحركات النسائية الفرنسية اعتبار المسلمات اللائي يرتدين الحجاب بوصفهن مظلومات، فينبغي أن يكون سببا لعدم طردهن من المدرسة أو الحد من تحركاتهن، بل يجب تبنيهن ودمجهن ضمن المجتمع في جميع أنحاء فرنسا، التي لا تنظر إلى المرأة المسلمة، بأنها امرأة فرنسية حقيقية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحركات النسوية الفرنسية تفشل في حماية السيدات المسلمات الحركات النسوية الفرنسية تفشل في حماية السيدات المسلمات



GMT 09:18 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يحتل المرتبة 107 عالمياً في "مؤشر حقوق المرأة "

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib