تعتبر إيطاليا الموطن الساحر للديانة الكاثوليكية، ويفضل العديد من السياح على سبيل التغيير أو بحثًا عن السلام والهدوء، النزول في بعض الأديرة الإيطالية التي تحولت إلى فنادق، والتي تتميز بتاريخها الغني وهندستها المعمارية البارزة، والتي يعود البعض منها إلى العصور الوسطى.
وتتميز الأديرة بحدائقها وإطلالتها المميزة على الجبال والبحر والجيوب القديمة، في أماكن يقدم فيها القساوسة والراهبات الخدمة بأنفسهم للنزلاء، مسترشدين بأحكام ضيافة عمرها أكثر من 1500 عام في أماكن تأخذ بين أربعة وخمسة نجوم في جميع المجلات.
وتكلف الغرفة المزدوجة في واحدة من هذه الأماكن 97 يورو في الليلة بالمتوسط، ولكن الفنادق التي تديرها الراهبات والرهبان، لديها قوانينها المميزة، والتي تكون أبرزها فرض حظر للتجوال بعد الساعة العاشرة مساء، ونقص الكحول فيها.
ويتيح موقع "موناستري ستيس" مجموعة من 500 دير ودور ضيافة أبرشية للاختيار، لكل منها طابع مميز خاص بها، ويحدد الموقع مجموعة من التفاصيل والتسهيلات التي يقدمها كل مكان، من ضمنها الوجبات، وخدمة الغرف.
ويحذر الموقع المستخدمين من أن لا يتوقعوا خدمة فاخرة فهذا ليس غرض الدير، ولكنهم بالتأكيد سيستفيدون روحيًا من طابع حياة الرهبان والراهبات التي تتميز بالفقر والعفة والطاعة وتكريس الحياة للآخرين، ويبقى الجاذب الأكبر هو الدير نفسه.
وتأتي على قائمة خيارات الموقع فيلا أغاب في توسكانا، وهي فيلا تعود إلى القرون الوسطى مع كنيسة خاصة بها، بين مجموعة من التلال على الجانب الجنوبي من فلورنسا، تملكها راهبات وتديرها إحدى شركات الفنادق، وتوفر الفيلا مناظر بانورامية رائعة ومصلى في الحدائق الخلفية حيث يستطيع الزوار تناول وجبة الإفطار.
وجدد المكان في عام 1602 على يد المالك السابق له جولي دي فيليبو الذي كان أحد أصدقاء العالم غاليليو وهناك لوحة في الفيلا تخليدًا لذكرى الأخير، وتبعد الفيلا عشر دقائق عن وسط مدينة فلورنسا، ولا تفرض الراهبات حظر للتجول، ولكن نظرًا لبعد المكان نسبيًا عن المدينة، فليس بمقدور النزلاء التأخير في الليل كثيرًا للعودة.
وتمتلك فلورنسا نفسها قصر كاس ادي سانتو نومي جيسو المبني في القرن الرابع عشر المتاخم لكنيسة برانشاسي، وهو مملوك لراهبات ورهبان فرنسيسكانيين، ويتميز القصر بغرفه المرممة ببساطة وأناقة، مع فناء جميل يضم بئر مياه، وحديقة ورد.
وتقع فيلا ميرلو بيانكو على إحدى التلال في فلورنسا، ويعود تاريخ الفيلا إلى حوالي 400 عام، استخدمت كمركز لقيادة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وتتميز غرفها بأنها واسعة تحتوي معظمها على مدفئة على الحطب.
ويتميز ساحل امالفي سورينتو بوجود العديد من الأديرة الواقعة على البحر للمصطافين الذين يبحثون عن بعض الشمس على الشواطئ الإيطالية، منها فيلا كراوفورد وفيلا لا شيلا واللتين تقدمان مناظر خلابة عبر البحر على جبل فيزوف، وتقع فيلا كروفورد فوق البحر مباشرة وتتميز بمجموعة من القناطر والحدائق الخلابة، ويتميز المكان بمزيج من الحديث الذي يحتوي على ملعب للتنس والجزء الأصلي القديم، وترتفع فيلا لا شيلا عن المدينة حيث تقع على مرتفع تحيط به أشجار البرتقال حيث تقام دروس للفن والرسم، وتحتوي الفيلا على غرفة خاصة بالقراءة.
وفي أمبريا الملقبة بقلب إيطاليا الأخضر، حيث كنيسة القديس فرنسيس المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث، يوجد ديران يعودان إلى القرن الثالث عشر مفتوحان على شكل فنادق للزبائن، وهما موناستيرو أمدريا، وموناستيرو سان جوزيبي يطلان على الكنيسة الكبرى، ونجا المبنيان من الزلازل الذي وقع عام 1007.
وتقع بعض الأديرة مثل كاس اديل بيليغرينو على الجبال التي تعتليها الثلوج، ويقع الدير في قرية أوربا ويعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي وهو مدرج على قائمة "اليونسكو" للتراث، ويطل الفندق على جبال الألب الساحرة، وتوفر الإقامة فيه جوًا من الرومانسية.
وتعرض واحدة من أحب المدن في العالم، البندقية مجموعتها الخاصة من الأديرة التي تحولت إلى فنادق وتشمل قائمتها فندق استاتو سان جوزيبي وهو قاعدة مثالية لاستكشاف البدنقية، وتكلف الليلة فيه 106 يورو، ويبدأ حظر التجوال فيه الساعة العاشرة والنصف، وهو وقت مبكر لأولئك الذين يفضلون التجول في أزقة المدينة في ضوء القمر.
ولكن بالنسبة لأي شخص يحرص على التعرف على التاريخ الكاثوليكي الإيطالي عليه التوجه إلى روما، والتوجه نحو كاس ادي سانتا بريغيدا في ساحة فارنيزي كأفضل الفنادق وأغلاها ثمنًا، ويحتوي الفندق على مصلى خاص بالفاتيكان ومكتبة مع سطح يشرف على المدينة وبقعة رومانسية لتناول العشاء، وسكنت سانت بريديغيب بنفسها في الطابق الأول للمبنى حتى عام 1373.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر