في نيكارغوا حيث تبقى البيسبول الرياضة المهيمنة، بدأت كرة القدم تفرض نفسها شيئا فشيئا في هذا البلد الذي لا يحظى باي لاعب مشهور في هذا المجال ولا ببطولة قوية او حتى ملاعب مناسبة لممارستها.
ويقول مايكل بينيا (20 عاما) الذي يمارس كرة الصالات في احد احياء العاصمة ماناغوا لوكالة فرانس برس "كرة القدم تجري في عروقنا (..) مع ان عملي لا يترك لي متسعا من الوقت في غالب الاحيان، لكن ما ان تسنح لي الفرصة امارس هذه الرياضة".
ويعود الفضل في اكتساب كرة القدم شعبية متزايدة في نيكاراغوا الى التأثير المتعاظم لمحطات التلفزة التي تبث اكثر من قبل مباريات بطولة اسبانيا العريقة والمناسبات الكروية الكبيرة مثل كأس العالم، على ما يحلل ايديلفونسو اغورسيا المسؤول في اتحاد كرة القدم في نيكاراغوا.
ويساهم في ذلك ايضا اداء المنتخب الوطني الذي حسن مركزه في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمنتخبات منتقلا من المركز الثالث والسبعين بعد المئة قبل سنة الى المرتبة الثالثة والتسعين على ما يشير خبراء، في وقت بلغ فيه الشغف بكرة القدم الذي يعم العالم، الشباب في نيكاراغوا.
الا ان اهتمام المشجعين يتجه خصوصا الى نجوم الاندية الاوروبية من امثال ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وليس الى اللاعبين المحليين.
ويقول بوسكو غارسيا وهو تلميذ من مشجعي نادي برشلونة الاسباني "احب كرة القدم لكن فقط عندما يلعب منتخب نيكاراغوا ضد دول اخرى".
- ملاعب مليئة بالمشجعين -
ويرى الدولي السابق خوسيه ماريا برموديس، العضو السابق في الاتحاد، ان ثمة حاجة الى اتخاذ اجراءات لتشجيع الجمهور على دعم الاندية المحلية اكثر. وهو يقترح "اقامة اندية للمشجعين لكي يتقرب الناس اكثر" من الاندية.
وكانت رياضة البيسبول هي المهيمنة حتى الان في نيكاراغوا وهي ارث ثقافي من التدخلات العسكرية الاميركية في القرن العشرين. فقد بنى العسكريون الاميركيون ملاعب في ارجاء البلاد وعلموا السكان كيفية اللعب حتى بات البيسبول رياضة وطنية.
لكن بعد اكثر من مئة سنة على ذلك يرى بيرموديس "اننا نشهد تحولا كبيرا للمشجعين من البيسبول الى كرة القدم" مع ان الرياضة الاميركية لا تزال بارزة اكثر.
وشدد اللاعب السابق "خلال المباريات الدولية الاخيرة كانت الملاعب مليئة لمتابعة المنتخب الوطني، مع نحو 18 الف متفرج. ولم يسبق لاي رياضة ان جمعت هذا العدد".
وفي حين يتجسد الشغف بكرة القدم في مدن مثل ايستيلي (شمال) وجيريامبا (جنوب شرق) خصوصا، فانه بات ينتشر ايضا في احياء ماناغوا حيث يمارس هذه الرياضة اطفال ومراهقون وسط الشارع وفي اراض بور.
وينضم مئات اللاعبين بين سن الخامسة عشرة والخامسة والعشرين الى اندية كرة الصالات في احيائهم التي تتواجه ضمن بطولتين في السنة. ويلعب بعض سكان هذه الاحياء في اندية الدرجتين الاولى والثانية والمنتخب الوطني حتى.
- كرة القدم مربحة -
ويسعى الاتحاد الى ابراز كرة القدم اكثر لكي يثبت للشركات الخاصة ان "كرة القدم مربحة" على ما يقول اغورسيا.
ويشكل استقطاب الاطراف الراعية رهانا حيويا للاندية المحلية التي تجهد لدفع رواتب اللاعبين وصيانة المنشآت المتداعية.
ولا تدر كرة القدم في نيكاراغوا ما يكفي من المال حتى الان حتى يعتاش منها اللاعبون فقط ولغالبيتهم نشاط مهني في قطاع اخر.
ورغم ذلك، يبلي المنتخب الوطني بلاء حسنا. فتحت ادارة المدرب الكوستاريكي هنري دوارتي الذي يتولى هذه المهمة منذ مطلع العام 2015، تمكن المنتخب من الوصول الى الدور الثالث من تصفيات كونكاكاف المؤهلة لمونديال 2018 في روسيا.
ويؤكد دوارتي "تقدم المنتخب كثيرا على الصعيد التكتيكي. ويمكنني القول انه من اكثر المنتخبات التي احرزت تقدما في العام 2015 ليس فقط في اميركا الوسطى بل في العالم ايضا".
ويرى اغورسيا ان تحسن اداء نيكاراغوا في مجال كرة القدم هو ثمرة جهود تبذل منذ عشر سنوات. وظهر جيل جديد من اللاعبين اتوا من 19 اكاديمية انشئت في السنوات الاخيرة من بينها 11 اكاديمية يمولها الفيفا.
ويختم بيرموديس قائلا "اظن ان كرة القدم انطلقت فعلا في نيكاراغوا. والاصعب الان هو الاستمرار في دعم هذه الانطلاقة وتوسيعها. ويمكننا تحقيق ذلك في حال استمر الدعم الذي نلقاه راهنا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر