رصد مكتب التحقيقات الفدرالي عمر متين منفذ مجزرة أورلاندو، لكن عجزه عن ردعه من ارتكاب جريمته يسلط الضوء على صعوبة مكافحة "الذئاب المنفردة" الذين يدفعهم تنظيم داعش لتنفيذ اعتداءات.
استجوبت الشرطة الفدرالية متين عدة مرات بين 2013 و2014 "حول صلات محتملة مع إرهابيين" لكنها لم تلاحقه لأنها لم تعثر على أدلة تتيح ذلك.
وبالمثل عجزت عن فعل أي شيء ضد تامرلأن تسارناييف الذي رصدته والذي نفذ بعد سنتين مع أخيه الاعتداء على ماراتون بوسطن.
وتواجه الولايات المتحدة مزيداً من الاعتداءات الداخلية مثلما حدث في بوسطن وسان برناردينو في كاليفورنيا بداية ديسمبر (كانون الأول)عندما قتل زوجان متطرفان 14 شخصاً.
وبعد تصريحات نارية أدلى بها عمر متين أمام زملاء في العمل "تدعو للاعتقاد بأنه على صلة بمنظمات إرهابية"، أجرت الشرطة الفدرالية "تحقيقاً مفصلاً" عنه وفق أحد مسؤولي شرطة أورلاندو رونالد هوبر.
وشرح "قابلنا شهوداً، وراقبناه، وتحققنا من ملفاته. ولكننا لم نتوصل إلى الحقيقة حول انتمائه فأغلق التحقيق".
التعرض للحريات الفردية
وقال المسؤول السابق عن مكافحة الإرهاب ستيف بوميرانتز، إن الشرطة الفدرالية ليس لديها أدوات قانونية تتيح لها التعامل مع مثل هذه الحالات.
وأضاف: "لو أن كل ما فعله متين هو زيارة بعض مواقع الانترنت التي تشجع الإرهاب والإدلاء بتصريحات مجنونة، فربما لم يكن هناك ما يمكن أن نفعله ضده".
وقال: "طالما أن المشتبه بهم لا يقومون بجمع المال لصالح تنظيم داعش أو بالتجنيد لحسابه فهذا ليس ضد القانون، ماذا بوسعك إذاً أن تفعل؟".
وأضاف: "هل نتنصت عليه؟ كم من الوقت؟ هل نتبعه؟ ولكن العناصر التي نحتاج إليها لكي نفعل هذا تفوق الممكن".
وعدا عن التعرض للحريات الفردية إذا قررت السلطات زيادة المراقبة الشرطية، كم من الأشخاص الأبرياء يمكن أن يصبحوا مراقبين من الشرطة من أجل القبض على شخص خطير؟
ولتفادي انتقال أمريكيين إلى مرحلة ارتكاب اعتداء دام كما حصل مع عمر متين، عملت السلطات الأمريكية على إقامة صلات على المستوى المحلي مع مختلف المجموعات السكانية ذات الأصول الأجنبية.
والهدف أن تعرف العائلة والأقرباء والأصدقاء والأساتذة إلى من يتوجهون في حال لاحظوا إشارات تطرف.
إغلاق حسابات الدواعش
وعملت السلطات الأمريكية كذلك على التصدي للتحريض على القتل الذي يبثه تنظيم داعش عبر الانترنت وقامت كبرى مواقع التواصل باغلاق حسابات مشتبه بها.
وتعمل الحكومة الأمريكية على تسريع تشكيل شبكة للدعاية المضادة تحت إشراف هيئة تابعة لوزارة الخارجية هي مركز التحاور العالمي برئاسة المسؤول السابق في القوات الخاصة الأمريكية مايكل لامبكين.
ويسعى المركز إلى جمع التمويل والدعم لكل الذين ينشطون في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في الشرق الأوسط بصورة يومية في مواجهة نداءات القتل والحقد التي يبثها تنظيم داعش على الانترنت.
ولكن التنظيم المتطرف لا يزال ينجح في دفع المجندين إلى ارتكاب مجزرة ليصبحوا أبطالاً.
ويقول الخبراء، إن استهداف أشخاص عزل هو أمر سهل للغاية، ومن ثم في اللحظة الأخيرة يتم إعلان المبايعة الافتراضية لتنظيم داعش الإرهابي.
ويقول ستيف بوميرانتز: "إذا أردت أن تعرف كيف تتصدى لأناس تنطبق عليهم هذه المواصفات، فإن ذلك لن يكون عبر الشرطة".
ويضيف أن "السبيل الوحيد لخفض العنف المسلح هو في مصادرة الأسلحة، ولكن لدينا التعديل الدستوري الثاني" الذي يضمن الحق في حمل السلاح "ولذا لن يحدث هذا أبداً".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر