بدأ عدد من قادة ومشاهير العالم الذين وردت اسماؤهم في تسريبات ما يعرف باسم "اوراق بنما" في الرد ونفي ارتكابهم اي خطأ رغم تزايد الغضب الدولي. وقال عدد من ابرز الشخصيات التي وردت اسماؤها في الفضيحة انهم مستهدفون بشكل غير منصف وسط اتساع نطاق الفضيحة وتعهد سلسلة من الدول بفتح تحقيقات في التهرب الضريبي عقب تسريب 11,5 مليون وثيقة سرية.
وحصلت صحيفة سوددويتشه تسايتونغ الالمانية على الغالبية العظمى من الوثائق التي سربها مصدر مجهول من مكتب "موساك فونسيكا" البنمي، وتقاسمها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" مع اكثر من 100 وسيلة اعلامية نشرت اولى نتائجها الاحد بعد تحقيق استمر عاما.
ومن بين من ذكرتهم الاوراق عائلة الرئيس الصيني شي جينبينغ واشخاص مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء ايسلندا ديفيد سيغموندور غونلوغسون، ولاعب برشلونة ليونيل ميسي.
- مزاعم لا اساس لها -
ورغم ان التعاملات المالية من خلال شركات اوفشور لا تعتبر غير قانونية بحد ذاتها، الا انه يمكن استغلالها لاخفاء اصول عن هيئات الضرائب، وتبييض اموال يمكن ان يكون مصدرها نشاطات اجرامية، او اخفاء ثروة تم الحصول عليها بشكل غير قانوني سياسيا.
ولم يصدر رد فعل رسمي من بكين على المزاعم بان ثمانية من الاعضاء السابقين للحزب الحاكم اخفوا ثرواتهم في ملاذات ضريبية اوفشور، اضافة الى اقارب الرئيس الصيني الذي اشرف على حملة لمكافحة الارهاب حصلت على دعاية كبيرة.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت الصين ستحقق مع الذين وردت اسماؤهم في التسريبات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي "ليس لدي تعليق على مثل هذه المزاعم التي لا اساس لها". واشار الكرملين الى مؤامرة اميركية بعد ان تحدثت التسريبات عن تورط صديق مقرب من بوتين بادارة امبراطورية اوفشور تزيد قيمتها عن ملياري دولار.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين ان "بوتين، وروسيا وبلادنا واستقرارنا والانتخابات المقبلة، كلها الهدف الرئيسي وخصوصا من اجل زعزعة الوضع"، مضيفا ان "لا شيء جديدا او ملموسا" حول الرئيس الروسي في التسريبات.
-- "لن استقيل"--
من ناحيته رفض رئيس حكومة ايسلندا ديفيد سيغموندور غونلوغسون الضغوط للاستقالة بعدما كشفت "أوراق بنما" انه اسس مع زوجته شركة في الجزر العذراء البريطانية ليخفي فيها ملايين الدولارات. وقد رفض الاستقالة رغم نزول الاف الاشخاص الى الشارع مساء الاثنين في ريكيافيك للمطالبة باستقالته بينما سلمت المعارضة مذكرة لحجب الثقة عنه وستعرض على تصويت في موعد لم يحدد بعد.
الا انه اكد انه لم يخف اموالا في الخارج. وقال "لم افكر في الاستقالة ولن استقيل بسبب هذه المسالة". اما عائلة لاعب كرة القدم الشهير ميسي فقالت ان التسريبات لم تكشف عن ارتكابه اي خطأ، بعد ظهور اسمه واسم والده كمالكي شركة في بنما لم يكشف عنها خلال التحقيق الاسباني في ضرائبهما.
واعلنت كل من استراليا وفرنسا وهولندا فتح تحقيقات في التسريبات التي نشرتها الصحف. وقال مصدر قضائي ان اسبانيا فتحت تحقيقا بتهمة تورط مكتب المحاماة في تبييض الاموال. واعلن القضاء البنمي مساء الاثنين فتح تحقيق في "الوقائع التي اوردتها وسائل اعلام وطنية ودولية تحت اسم +اوراق بنما+".
واوضحت النيابة العامة ان التحقيق يهدف الى توضيح ما اذا كانت هذه الوقائع تنطوي على مخالفات قانونية وتحديد مرتكبي هذه المخالفات وما اذا كانت قد تسببت باضرار مالية. وورد اسم شركة كورية شمالية وهمية استخدمت للمساعدة في تمويل برنامج البلاد للاسلحة النووية وهي شركة "دي.سي.بي فاينانس" التي مقرها بيونغ يانغ. وكانت الشركة من بين عملاء مكتب المحاماة البنمي، طبقا للبي بي سي والغارديان.
- التسريب جريمة وجنحة -
واوردت اوراق بنما من بين 214 الف كيان اوفشور انشئت على مدى نحو 40 عاما، اسماء الرئيس الاوكراني والعاهل السعودي. ونفى رئيس اوكرانيا بترو بوروشينكو المزاعم، الا انه قد يواجه مساعي لعزله.وقال رامون فونيسكا احد مؤسسي مكتب المحاماة لوكالة فرانس برس ان التسريبات "جريمة، وجنحة" و"هجوم على بنما".
وقال ان "بعض الدول لا يعجبها ان لنا ميزة تنافسية تجذب الشركات". وتخضع شركة "موساك فونسيكا" للتحقيقات في المانيا وكذلك في البرازيل في قضية كبيرة تتعلق بتبييض الاموال تهدد بالاطاحة بالحكومة الحالية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر