واشنطن-المغرب اليوم
رصد دان فورث، أستاذ التاريخ بجامعة جورج تاون الأمريكية، قول الكثيرين إن «محاولات تنظيم (داعش) الوحشية لمحو حدود الشرق الأوسط بعد مئة عام من العنف المكبوت والغليان، كان يمكن تفاديها لو أن شعوب المنطقة حققوا استقلالية غداة أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها».
وعاد دان فورث، في مقال نشرته مجلة «أتلانتك» الأمريكية، بالأذهان إلى 1919، وتشكيل لجنة «كينج - كرين» التي كلف الرئيس الأمريكي، آنذاك وودرو ويلسون، مبعوثيها هنري كينج وتشارلز كرين بمهمة رسم حدود الشرق الأوسط في ضوء تطلعات سكان المنطقة إلى أي نوع من الحكم يريدون أن يتبعوا، تصديقا لحق تقرير المصير أحد مبادئ ويلسون الشهيرة.
وقال دان فورث إن لجنة «كينج - كرين» كشفت عن أن الجماعات العرقية والدينية في منطقة الشرق الأوسط لم تقسم نفسها في يوم من الأيام إلى وحدات منفصلة، كما أن الأعضاء داخل كل جماعة لم يتفقوا أبدا على رؤية محددة لنظام الحكم الذي يرغبون فيه.
ورأى أن تقرير اللجنة لا يزال وثيقة مهمة نظرا لما يكشفه من معضلات أساسية فيما يتعلق بالشرق الأوسط من حيث رسم الحدود، وإرغام أخلاط متباينة من الناس على التعايش معا في ظل ترتيبات أمنية معقدة.
ونوه الكاتب عن أن النتيجة التي توصلت إليها اللجنة على صعيد الشؤون الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط جاءت متعارضة مع حق تقرير المصير الذي أقره مبدأ ويلسون؛ إذ أن تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة مستقلة إنما من شأنه تعميق الخلاف وزيادة التضاد وهو ينطوي على مشاكل بالغة الصعوبة وقد يأتي بنتائج عكسية.
ورأى دان فورث أن الإدارة الفيدرالية للأقاليم دون تفتيتها هي طريق لإحلال السلام بين الفئات المتصارعة أسرع من طريق النصر التام لإحداها على الأخرى.
نقلاً عن أ ش أ
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر