أعلنت وزارة الداخلية الروسية، السبت، رسميًا وفاة المعارض الروسي البارز بوريس نيمتسوف، إثر تعرضه لإطلاق نار في وسط العاصمة موسكو، مساء أمس الجمعة.
وأكدت المتحدثة باسم الوزارة، إيلينا إليكسييفا، أنَّ نيمتسوف كان يتنزه برفقة شابة على الجسر الكبير المحاذي للكرملين عندما "أطلقت عليه أربع رصاصات أصابته في ظهره وأدت إلى مقتله".
وأوضح مصدر في الشرطة الروسية، أنَّ اغتيال نيمتسوف تم على مرأى الكثير من شهود العيان، وصرَّح المعارض الروسي إيليا لاشين، المقرب من نيمتسوف، قائلًا "أمامي أرى جثة بوريس، هناك الكثير من رجال الشرطة حولنا".
ودان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، اغتيال القيادي المعارض بوريس نيمتسوف، واصفا مقتله بأنَّه "جريمة وحشية تحمل بصمات عملية قتل مأجورة".
واعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أنَّ بوتين أمر بتشكيل لجنة من وزارة الداخلية وجهاز الأمن الفيدرالي ووكالة الاستخبارات الروسية للتحقيق في هذه الجريمة.
وكشفت مصادر مطلعة، أنَّ الحادث ذو دوافع سياسية، إذ أنَّه وقع قبل يوم واحد من احتجاجات مقررة ضد الرئيس بوتين، كما أنَّ نيموتسوف كان يعمل على تقرير يثبت تورط روسيا المباشر في التمرد الانفصالي الذي اندلع شرق أوكرانيا خلال العام الماضي.
وأوضحت المصادر في الوقت الذي لا يزال فيه القاتل مجهول الهوية، أنَّ المجني عليه كان يأمل في أن يصبح رئيس روسيا في المستقبل، ولكن أربع طلقات أودت بحياته خلال تمشيه مع امرأة على الجسر، مشيرة إلى نيمتسوف كان أحد منظمي مسيرة الربيع، المقررة الأحد المقبل، والتي تأتي وسط التباطؤ الاقتصادي الحاد في روسيا والناجم عن انخفاض أسعار النفط والعقوبات الغربية.
وصرَّح الناشط المعارض، ايليا ياشين، بأنَّه ليس هناك أي شك في أنَّ مقتل نيمتسوف كان بدوافع سياسية، وأضاف "كان بوريس أحد زعماء المعارضة الذين انتقدوا مسؤولين مهمين في الدولة، بما فيهم الرئيس فلاديمير بوتن، وكما نرى فإن الانتقادات في روسيا تشكل خطرًا على حياة المرء".
وفي سياق ردود الفعل الدولية، دان الرئيس الأميركي باراك أوباما هذه الجريمة، معتبرًا إياها عمل "وحشي" و"آثم"، داعيًا في الوقت نفسه الحكومة الروسية إلى تحقيق سريع وموضوعي وشفاف في ملابسات مقتله والتأكد من إحالة المسؤولين عن عملية القتل على القضاء.
وأضاف أوباما إنَّ "نيمتسوف كان يدافع بلا كلل عن بلده ويعمل من أجل ضمان الحقوق التي يجب أن يتمتع بها كل الناس لمواطنيه الروس"، وتابع "أعجبت بتفاني نيمتسوف وشجاعته في مكافحة الفساد في روسيا وقدرت رغبته في تقاسم وجهات نظره معي عندما التقينا في موسكو في 2009".
وأبرز وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنَّ مقتل نيمتسوف "صدمه وأحزنه" وأشاد بدوره في روسيا، قائلًا "بوريس نيمتسوف كرس حياته من أجل روسيا أكثر ديمقراطية وازدهارا وانفتاحا ومن أجل علاقات قوية بين روسيا وجيرانها وشركائها بما في ذلك الولايات المتحدة".
وأشار إلى أنَّه "سعى إلى إصلاح روسيا وجعلها منفتحة، وسعى لتقوية الشعب الروسي ليكون له رأي أكثر تأثيرا في حياة بلده"، معتبرًا أنَّ "غيابه سيكون له أثر عميق في روسيا والعالم".
وأوضحت الحكومة البريطانية أنها تتابع التحقيقات عن كثب، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية "نشعر بالصدمة والحزن جراء أنباء مقتل نائب رئيس الوزراء الروسي السابق بوريس نيمتسوف، نتيجة عملية إطلاق نار في موسكو".
وتابعت " قلوبنا مع عائلته، ونقدم تعازينا لهم، كما نستنكر هذا العمل الإجرامي، ويجب تقديم المسؤولين للعدالة، وسنواصل متابعة الوضع عن كثب".
يُذكر أنَّ نيمتسوف، (55 عامًا)، اكتسب أول مكانة دولية بعد أن أكدت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، أنه سيصبح رئيس روسيا المستقبلي، وأشادت بإصلاحاته بعد زيارة نيجني نوفغورد، في التسعينات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر