قتل 12 عنصرًا من مسلحي الحوثي، مساء السبت، في مواجهات مع المقاومة الشعبية، الموالية للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء، حسب مصادر في المقاومة. وأوضحت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها، أن "الحوثيين حاولوا التقدم في قرى بيت مران والجنادبة في مديرية أرحب لاختطاف بعض المواطنين، وتفجير منازلهم، بحجة مشاركتهم في عمليات ضد الحوثيين اليومين الماضيين"، مضيفة أن "اشتباكات اندلعت بين الطرفين، وأدت إلى مقتل 12 حوثيًا". وأشارت إلى أن "المقاومة تمكنت خلال المواجهات التي لا تزال تدور حتى الآن، من تدمير مدرعتين عسكريتين، ودورية أخرى محمولة في قرية بيت مران، التي تعتبر طريق الإمداد للحوثيين في قرية الجنادبة"، ولم تشر المصادر إلى سقوط ضحايا في صفوف المقاومة الشعبية حتى الآن.
وكشفت مصادر مطّلعة عن لقاء عقده زعيم التمرد عبد الملك الحوثي، مع قيادات من حركته الانقلابية والمؤتمر الشعبي العام، الذي يترأسه المخلوع علي صالح، مشيرة إلى أن الاجتماع الذي عقد في مدينة يريم في محافظة إب، تمخض عن اتفاق أولي على تحديد منطقة "نقيل سمارة" الواقعة في طريق صنعاء ذمار، كنقطة لتجميع قواتهم، لمحاولة منع تقدم قوات المقاومة والجيش الموالي للشرعية. وتطرق الاجتماع إلى التحضيرات الجارية لمواصلة احتلال العاصمة صنعاء، ومنع وصول قوات المقاومة إليها، وأن الحوثي أوصى بتفجير منزل كل من تثبت تبعيته لمقاومة إب، وإنشاء نقاط تفتيش جديدة في محيط المداخل المؤدية للمدينة، وجمع أموال من المواطنين، لمصلحة ما يسمى "المجهود الحربي"، وحشد كافة المقاتلين.
وذكر مقيمون ومصادر مطّلعة أن المقاومة مدعومة بتحالف عسكري عربي، استولت مساء السبت على مدينة زنجبار الرئيسية في جنوب اليمن، ما يوجه ضربة قاصمة جديدة لجماعة الحوثي، في حين كانت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين المطلة على بحر العرب محط أنظار القوات التي تقاتل الحوثيين، وهذه هي رابع عاصمة إقليمية تستردها القوات منذ السيطرة على ميناء عدن الشهر الماضي.
وأفادت مصادر إعلامية بأن ما لا يقل عن ستة مسلحين حوثيين قتلوا في غارات من طائرات التحالف على مبنى يسيطر عليه الحوثيون في محافظة الحديدة غربي اليمن، وذكرت مصادر محلية أن مقاتلات التحالف قصفت مبنى مكافحة الملاريا الذي يسيطر عليه الحوثيون في مديرية حيس جنوب الحديدة.وتوالت انهيارات مليشيا الحوثي في جبهتي أبين والضالع وسط تقدم المقاومة الشعبية والجيش الوطني على عدة جبهات، وسيطرت المقاومة الشعبية والجيش الوطني على مبنى محافظة الضالع في منطقة سناح بعد فرار الانقلابيين، وسيطرا على معسكر الأمن المركزي بعد انهيارات مفاجئة للميليشيات عقب سقوط معسكر الصدرين في منطقة مريس شمال الضالع. وتقدمت المقاومة صوب مديرية قعطبة بعد أن اندلعت اشتباكات عنيفة مع مليشيا الحوثيين حيث سيطرت المقاومة على مواقع عدة في المنطقة منها نقطة الحوثيين العسكرية جنوب مدينة دمت، ما سيؤدي إلى قطع الطريق الذي يربطها مع محافظة إب وحرمان المليشيا من الامدادات. وأورد بيان صادر عن المقاومة أن رجالها تقدموا صوب الشريط الحدودي وحرروا كل المناطق والقرى الحدودية وتوغلت في عمق تمركز مليشيا المتمردين، وأضاف أنه "في عمل بطولي تقدم أبطال المقاومة الشعبية من مديرية الشعيب من اتجاه مريس واستطاعوا الوصول إلى معسكر الصدرين الذي كان يقصف القرى على الشريط الحدودي ويعيق تقدم المقاومة".
وأشار البيان إلى تكبد المتمردين خسائر في الأرواح والعتاد واستيلاء المقاومة على عتاد عسكري ثقيل من بينه دبابات وراجمات صواريخ ورشاشات متوسطة، وأكد أنه وبعد هذا الانتصار الساحق فان المقاومة الشعبية تعلن محافظة الضالع منطقة محررة.
وتمكنت المقاومة الشعبية السبت عقب مواجهات عنيفة مع قوات التمرد من انتزاع السيطرة على جبل الجماجم في مديرية الزهر من أيدي المتطرفين، إيذانا ببدء عملياتها في محافظة البيضاء، التي تعتبر معقل الحوثيي، وسط اليمن، وأكد مصدر ميداني أن الموقع يعتبر بمثابة أكبر معسكر تدريبي لمسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأوضح المصدر بأن اقتحام الموقع شكل مفاجأة كبيرة للمتمردين، ذلك أن محافظة البيضاء كانت حتى وقت قريب بعيدة عن مجريات الأحداث، قبل أن يبادر شبابها بتكوين مجلس لقيادة المقاومة فيها، برئاسة اللواء الشيخ عبد الواحد الدعام، لتنظيم عمليات المقاومة الشعبية في كافة المحافظات الوسطى. وأشار إلى أن المتمردين كانوا يستغلون الموقع ـ وقت اقتحامه من قبل الثوار- في تدريب أعداد ضخمة من الشباب، توطئة للزج بهم إلى المحافظات التي تشهد مواجهات عسكرية، وأن الثوار استولوا على كافة الآليات العسكرية والمعدات التدريبية التي كانت في الموقع، وفتحوا نيرانهم بكثافة على الموجودين داخله، مما أوقع 22 قتيلا و35 جريحا، وبادر مئات الشباب المجندين للفرار، وأعدوا خطة لتأمين المكان، لمنع عودة الميليشيات مرة أخرى. وكشفت مصادر المقاومة بعد اقتحام الموقع، أن عناصر التمرد أقدمت على زرع مئات الألغام في محيط الموقع، وأن مختصين عكفوا على إزالتها فور هرب المتمردين، وأصدر شباب المحافظ بيانًا الأسبوع الماضي، أعلنوا فيه تشكيل مجلس لقيادة المقاومة الشعبية ضد الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم، وذلك بهدف "تحرير وتطهير المناطق الوسطى من مليشيات الحوثيين، والبدء في تنفيذ عمليات عسكرية، وفق خطط عسكرية تم إعدادها، وقطع جميع الإمدادات على المتمردين، ومساندة عناصر المقاومة في الضالع وإقليم الجند، وفي بقية المحافظات الأخرى، حتى يتم تحرير كافة أراضي الوطن من شرذمة الانقلابين". وأعلن البيان اختيار الشيخ عبد الواحد الدعام "الذي قاتل ودافع عن أرضه، ومبادئه، ووطنيته، وهو من أوائل من قادوا المقاومة، وأعلنوا التصدي لميليشيات الحوثي وصالح، و أجمع شباب المقاومة من أبناء المناطق الوسطى على اختياره رئيسا وقائدا لمجلس قيادة مقاومة المناطق الوسطى".
وسيطرت القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية ومعها مسلحو "المقاومة الشعبية" الخميس، على معسكر "لبوزة"، آخر معقل لجماعة "الحوثيين" والقوات الموالية لهم في محافظة لحج شمال عدن، وأعلنت التقدم في اتجاه الخط الحدودي الذي كان يفصل بين شمال الجنوب وجنوبه. وكان مسلحو الجماعة يفرون من وجهها شمالًا، كما أكدت القوات الشرعية سيطرتها على مدينة جعار في محافظة أبين (شرق عدن) وبدء معركة تحرير زنجبار (كبرى مدن المحافظة). وأوضح المتحدث باسم "المقاومة الشعبية" في الجنوب علي الأحمدي، خلال تصريحات صحافية، أنّ المقاومين واصلوا تطهير مناطق في محافظة أبين، وصولًا إلى محافظة لودر، وأشار إلى أنّ المقاومة سيطرت على معسكر للميليشيات وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ولفت مصدر في تعز، إلى أنّ القتال يدور في أطراف المدينة، وأن بعضًا من ميليشيات "الحوثيين" دخلتها، وتم التصدي لها وملاحقتها إلى خارج تعز، أما على الحدود السعودية – اليمنية، فأغارت طائرات التحالف، على مواقع لـ"الحوثيين" في رازح وساقين، وردت مدفعية التحالف وطائرات "الاباتشي" السعودية على مسلحين ألقوا قذائف قرب مواقع على الحدود السعودية - الجنوبية.
وأبرز مصدر أمني، أنّ المدفعية، ردت على مصادر النيران داخل اليمن، بعد محاولة مسلحين قصف مناطق حدودية، بينما ذكر الأحمدي، أنّ المقاومة مستمرة في تطهير المحافظات الأخرى وضبط الأمن فيها، مبرزًا الدور الذي تنفذه المنظمات وهيئات الإغاثة، وتنظيم توزيع المساعدات للمدن المحررة، وناشد الجيش النظامي تسريع عودة الأطباء، وتوفير مراكز للمصابين، ونقلهم إلى دول الجوار؛ لمعالجتهم والاستفادة من خدمات المقاتلين بعد التأهيل والعلاج. إلى ذلك، وصلت، إلى مطار عدن الدولي، أول طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية مقبلة من جيبوتي وعلى متنها 300 مدني من اليمنيين العالقين في الخارج، كما وصلت أول رحلة بحرية إلى ميناء البريقة في محافظة عدن حضرت من ميناء المكلا في محافظة حضرموت، وتحمل نازحين من أبناء محافظة عدن، نزحوا منذ أكثر من ثلاثة أشهر إلى المكلا بسبب الحرب. وتأتي عودة النازحين إلى عدن، بعد إعلان الحكومة الشرعية إمكان عودة الأهالي النازحين إلى محافظاتهم، خصوصًا بعد الزيارة الأخيرة التي أجراها نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح، قبل أيام، إلى محافظة عدن؛ لتسهيل عودة الحكومة وتيسير أعمالها.
وواصل طيران التحالف، غاراته على مواقع "الحوثيين" وتجمعاتهم في مختلف جبهات القتال، وعلى طول الخط الحدودي الشمالي الغربي، وكشفت مصادر المقاومة، عن أنّ أربعة ألوية عسكرية مزودة بعتاد وآليات متطورة أشرفت على تدريبها وتجهيزها قوات التحالف، بدأت التحرك من منطقة العبر في حضرموت إلى محافظتي شبوة ومأرب المجاورتين؛ لحسم المواجهات الدائرة فيهما بين مسلحي "المقاومة الشعبية" والقوات الموالية لـ"الحوثيين".
وكشفت مصادر المقاومة، عن أنّ بعثة الصليب الأحمر الدولي في عدن، نقلت سبعة أسرى "حوثيين" إلى صنعاء مقابل إطلاق الجماعة 30 أسيرًا جنوبيا، أول صفقة لتبادل الأسرى يتم التفاهم حولها بين طرفي القتال. وأفادت مصادر المقاومة والقوات الموالية للشرعية، أنها سيطرت على معسكر "لبوزة"، بعد معارك ضارية ونشرت قواتها في مناطق عقان وحول محيط قاعدة "العند"، وقالت إن عشرات "الحوثيين" قتلوا وجرحوا خلال الهجوم على المعسكر، وأضافت أنها تتعقب الفارين منهم إلى مناطق كرش والراهدة على الحدود التاريخية بين شمال اليمن وجنوبه.
واستهدف طيران التحالف منزل محافظ لحج المعين من "الحوثيين" في منطقة الراهدة أحمد جريب، كما شن سلسلة غارات على جيوب مسلحي الجماعة الفارين شمال لحج وأغار على مواقعهم في زنجبار والبيضاء وتعز، وضرب صفوفهم الأمامية غرب مدينة مأرب التي يشهد محيطها معارك كر وفر منذ أكثر من أربعة أشهر. وفي حين قدرت مصادر محلية وطبية من داخل أبين، أنّ 30 "حوثيا" على الأقل، قتلوا في غارات لطيران التحالف استهدفت زنجبار ومناطق الكود ودوفس، بينما تواصلت الاشتباكات وسط مدينة تعز وفي محيطها، ونوهت مصادر المقاومة إلى أنّ أربعة من عناصرها على الأقل، قتلوا خلال المواجهات مقابل عشرات من "الحوثيين" لم تتبين عددهم سقطوا بين قتلى وجرحى.
ولعل عدن تتنفس الصعداء إلى حد ما مع الهدوء النسبي الذي شهدته أخيرًا، غير أنّ المشهد المحتدم في اليمن لم ينقض ولم يطو أذياله بعد، ولربما الأصعب، الآتي، بعد تحرير مناطق الجنوب المحتلة ومناطق الشمال المجتاحة من جماعات "الحوثي" والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وملفات اليمن متعددة، ابتداء من عودة الشرعية ممثلة في هادي وحكومته والهدف المعلن لتحركات التحالف، مرورا في كيفية التعامل مع الوجود الطبيعي لجماعات "الحوثي"، إلى ذلك حل مسألة جيوب القوات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع صالح.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر