بايع زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، الزعيم الجديد لحركة "طالبان" أخطر منصور في أول رسالة علنية منذ عام تقريبًا.
وجاء في الرسالة الصوتية التي نشرت على الإنترنت، ترحم الظواهري على زعيم طالبان الراحل الملا عمر، الذي وافته المنية إثر إصابته بالسل وذلك وفقًا لما أكده مقاتلون أفغانيون الشهر الماضي.
وتأتي مبايعة الظواهري في الوقت الذي يواجه فيه تنظيم "القاعدة"، تنافسًا متزايدًا إثر هيمنة تنظيم "داعش" على الحركة الجهادية العالمية، ويسيطر على مساحات شاسعة من سورية والعراق.
وظهرت هذه الرسالة الصوتية لدحض الشائعات التي تفيد بمقتل الظواهري، وسط تزايد التكهنات بشأن سبب اختفاء الزعيم المتطرف من الرأي العام لفترة طويلة.
وأفاد الظواهري في تسجيل صوتي صدر الأربعاء: "بوصفي أميرًا لتنظيم القاعدة، أتقدم إليكم ببيعتنا، لإتباع نهج الشيخ أسامة وإخوانه في بيعتهم للملا محمد عمر".
وكان زعيم طالبان الجديد يتمتع بثقة واسعة كنائب للملا عمر، كما كان يتولى مسؤولية تسوية الانقسامات الداخلية المتزايدة التي تواجه التنظيم المتطرف، الذي يواجه تهديدات وجودية في الوقت الذي يشق فيه المسلحون الموالون لـ "داعش" طريقهم في أفغانستان.
واستهل مقطع الفيديو المرفق مع التسجيل الصوتي لمبايعة الملا عمر بصور أسامة بن لادن، الذي قتلته القوات الأميركية الخاصة في باكستان عام 2011، ثم كشف بعد ذلك عن صورة الظواهري، الذي تعتقد السلطات أنه يختبئ في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان.
وأضاف الظواهري في إشارة واضحة إلى تنظيم "داعش"، أن "الإمارة الإسلامية" التي أنشأتها "طالبان" في أفغانستان كانت أول "إمارة شرعية" بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، وليس هناك أي "إمارة شرعية" في العالم دونها.
وبايع الظواهري زعيم "القاعدة" الجديد لتنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية، ومواصلة الجهاد حتى يتم تحرير كل جزء من الأراضي الإسلامية المحتلة.
وأعلنت حركة "طالبان" عن اختيار منصور كزعيم الجديد لها في 31 تموز / يوليو، وذلك بعد أن أكدت وفاة الملا عمر، الذي قاد تمردًا لنحو 20 عامًا.
وتسبب اختيار الزعيم الجديد لحركة "طالبان"، في ظهور العديد من الانقسامات داخلها، مع رفض كبار القادة بينهم نجل الملا عمر وشقيقه مبايعة منصور.
وأكد المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، نبأ تعهد الظواهري بالولاء، ولكنه أوضح لوكالة "فرانس برس": "سوف نرد على ذلك في وقت لاحق، ولا نريد التعليق على هذه الأنباء الآن".
وأفاد المحلل الباكستاني امتياز غول، وهو خبير في تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" كذلك: " تعتبر مبايعة الظواهري منطقية وسليمة وفقًا للعادات الإسلامية في نظام الحكم والخلافة، وهو ما يعني أن كل من يقود الغالبية العظمى من طالبان يحق له الخلافة، وهو الأمر الذي يتفق مع أيديولوجيتهم السياسية، حيث أن هذه المنظمات تتنافس على فكرة التوريث ".
ورفض نجل الملا عمر الملا يعقوب وشقيقه الملا عبد المنان مبايعة منصور، مطالبين علماء الدين بتسوية الخلاف بعد يومين فقط من إعلان الخلافة.
وزعم مصدر من حركة "طالبان" أن يعقوب وعدد من الأعضاء الآخرين في المجلس الحاكم لـ "طالبان" خرجوا من الاجتماع الذي أعلن عن خلافة منصور، ورفضوا مبايعته.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر