بيروت ـ المغرب اليوم
قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام اليوم الخميس، إن إنجاز المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت يوم الأحد الماضي، أثبتت أنه ليس مستحيلاً انتخاب رئيس للجمهورية ووضع قانون جديد للانتخابات النيابية.
جاء تعليقات سلام خلال افتتاح "منتدى الاقتصاد العربي" في دورته الـ24 في بيروت الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال بمشاركة أكثر من 500 مستثمر ورجل أعمال من 20 بلداً.
وأضاف سلام أن المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية "أسقطت كل الذرائع عن عجز اللبنانيين عن خوض غمار الانتخابات بطريقة سلمية وحضارية وأثبتت أن الدولة ومؤسساتها وقواها الأمنية، قادرة على إدارة وحماية أكثر التحديات الانتخابية صعوبة وتعقيداً، وبين أنه ليس مستحيلاً البناء على هذا الإنجاز، للتقدم نحو إعادة بناء هيكلنا الدستوري وأول ركائزه رئاسة الجمهورية".
وأضاف "ليس مستحيلاً التوصل إلى قانون انتخاب عصري، والذهاب نحو انتخابات عامة تعيد تجديد المجلس النيابي. ليس مستحيلاً تعميق الحوارات السياسية القائمة، للوصول الى توافقات تعزز الاستقرار الراهن، وتحصن لبنان من آثار الحرب المؤلمة الدائرة في سوريا، في انتظار عودته إلى ما نريد وتريدون، وجهة مثالية للاستثمار، وواحة استثنائية للأعمال، ومنصة فريدة للتجارة والصناعة والعمل المصرفي".
وأشار إلى أن هذه الانتخابات "بثت بعض الروح في الحياة السياسية، وأعادت للمواطن حقه الطبيعي في اختيار من يمثله في إدارة الشأن العام، وأسقطت كل الذرائع عن عجز اللبنانيين عن خوض غمار الانتخابات بطريقة سلمية وحضارية".
وتابع سلام "بعد أسبوعين، ننهي للأسف عامين كاملين من الشغور الرئاسي، الذي يشكل إساءة بالغة للبنان واللبنانيين، ويعكس عجزاً مخجلاً للطبقة السياسية عن الخروج من أسر المصالح الداخلية والارتباطات الخارجية، وعن حفظ الأمانة التي أعطاها إياها الناس، لتدبير شؤونهم ورعاية مصالحهم".
وأشار إلى أن "التقصير المتمادي، هو السبب الأساس لما تعاني منه المؤسسات من شلل وتعثر، مع ما يعنيه ذلك من تعطيل لعدد كبير من القضايا المتعلقة بحاجات اللبنانيين المباشرة والبعيدة الأمد".
ورأى أن "هذا الواقع، هو أحد الأسباب الرئيسية لغياب النمو والتراجع الكبير في النشاط الاقتصادي، بالإضافة طبعاً إلى الأسباب الخارجية الأخرى وأولها التطورات المأسوية الجارية في سوريا، والتي تركت تأثيرات سلبية هائلة على الاقتصاد اللبناني، لعل أبرزها الأعباء الكبيرة لملف النزوح السوري".
وقال سلام "على رغم كل الأوضاع الداخلية الصعبة والظروف الخارجية الأصعب، فإن ما يمتلكه لبنان من خصائص، وبنى مؤسساتية راسخة، ونظم تشريعية محفزة للاستثمار، ووضع نقدي متين، وقطاع مصرفي متقدم، واستقرار أمني كبير، وما يختزنه من خبرات بشرية، أرى الكثير منها بينكم اليوم، تجعل منه مكاناً ملائماً للنشاط الاقتصادي والاستثماري بكل أشكاله. وهذه السمات نفسها، هي التي تؤهل لبنان ليكون منصة انطلاق لمشاريع إعادة الإعمار في سوريا العزيزة، حين تصمت المدافع، في يوم نأمله قريباً بإذن الله، وينادي المنادي أن حان وقت السلام".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر