فرح الميلاد يغيب عن بلدة صدد السورية لاقتراب الجهاديين منها
آخر تحديث GMT 14:19:43
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

فرح الميلاد يغيب عن بلدة صدد السورية لاقتراب الجهاديين منها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فرح الميلاد يغيب عن بلدة صدد السورية لاقتراب الجهاديين منها

جنود سوريون امام كنيسة في بلدة صدد ذات الغالبية المسيحية
صدد ـ المغرب اليوم

 اعد يوسف حقائبه استعدادا للفرار خشية من هجوم قد يشنه تنظيم الدولة الاسلامية على بلدته صدد ذات الغالبية المسيحية في وسط طوالتي تغيب عنها اجواء الاحتفالات بالاعياد هذا العام.

ويقول يوسف (65 عاما) وهو موظف متقاعد يقيم وحيدا في منزله بعدما ارسل عائلته الى قرية مجاورة اكثر امانا لوكالة فرانس برس "لم أضع شجرة الميلاد في منزلي منذ اربعة اعوام لان الوضع لا يسمح ولا أجد للفرح مكانا في بيتي".

ويضيف بحزن وهو يرتدي معطفا طويلا بني اللون طويلا "ارتقى العشرات من الشهداء في هذه البلدة، كيف لي ان اضع الزينة او اوزّع حلويات العيد؟".

وشكلت صدد في شهر تشرين الاول/اكتوبر 2013 مسرحا لمعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة التي تبادلت السيطرة عليها وقتل المئات من سكانها جراء المواجهات قبل ان تتمكن قوات النظام من استعادتها. ولا تزال اثار تلك المعارك واضحة في الشوارع وجدران المنازل.

ويقول رئيس بلدية صدد سليمان خليل لوكالة فرانس برس "ما يميز عيد الميلاد هذه السنة هو التهديد المحدق بصدد، والذكريات المريرة التي عادت إلينا حين اجتاحت جبهة النصرة البلدة اواخر العام 2013، ونخشى اليوم تكرار الحادثة مع مقاتلي داعش".

وتمكن تنظيم الدولة الاسلامية في 10 كانون الاول/ديسمبر من استعادة السيطرة على بلد مهين التي تبعد نحو 18 كيلومترا عن صدد، بعد تقدم قوات النظام اليها في 23 تشرين الثاني/نوفمبر بدعم من الطائرات الروسية التي تنفذ ضربات جوية في سوريا منذ 30 ايلول/سبتمبر.

 

- غياب الزينة -

 

وقبل ايام من عيد الميلاد، تبدو مظاهر الاحتفالات خجولة في البلدة التي تكتظ شوارعها بآليات عسكرية وبمقاتلين يتجاوز عددهم عدد المدنيين، يجوبون البلدة ذهابا وإيابا بين الجبهات.

وكان نحو 12 الف شخص ينتمون الى طائفتي السريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك يقطنون في هذه البلدة التي يعتز سكانها بان اسمها ورد في كتاب العهد القديم (التوراة)، قبل ان ينزح عدد كبير منهم الى مناطق اكثر امانا.

وتضم البلدة تسع كنائس بالاضافة الى عدد من الاديرة، وبعضها اثري. لكن ثلاث كنائس فقط تفتح ابوابها بانتظام وهي كنيسة تيواداروس وكنيسة مار سركيس للسريان الارثوذكس ومار مطانيوس للسريان الكاثوليك.

وفي كنيسة تيواداروس التي تبعد نحو 15 كلم عن اقرب نقطة لتنظيم الدولة الاسلامية، يجتمع عدد من اهالي البلدة للمشاركة في قداس الاحد، ويملاون ثلثي المقاعد الخشبية فيها. لكن غالبيتهم الساحقة من النساء والمتقدمين في العمر، وبينهم قلة من الشبان والمقاتلين الذين اخذوا استراحة قصيرة من الجبهات ولا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة.

وتقول شمس عبود (62 سنة) وهي ربّة منزل وام لمقاتل لفرانس برس "سأتحدّى داعش حتى اخر لحظة، كيف لي أن أترك البلدة وابني يدافع عني وعنها على الجبهة؟".

وعلى احد جدران الكنيسة، رفعت لوحة عملاقة تضم نحو ستين صورة لـ"شهداء بلدة صدد"، معظمهم بلباس مدني وبينهم رجال وشبان وسيدات متقدمات في العمر، ويظهر العلم السوري في خلفية الصور. كما رفعت ست صور اخرى منفردة لشبان بزي عسكري.

ويوضح كاهن الكنيسة مطانيوس ملحم سطوف بعد انهائه صلاة الاحد باللغة السريانية لفرانس برس "غابت الزينة هذه السنة عن البلدة على عكس السنوات السابقة، ومظاهر الفرح شبه غائبة ايضا بعدما نزح حوالى نصف السكان الى القرى المجاورة بسبب الخوف والقلق بعد اقتراب داعش من صدد".

ويقول الكاهن الذي امل خلال عظة الاحد بعودة العيد وبهجته إلى المنازل كافة "شبابنا الذين كانوا ينشغلون في مثل هذا الوقت من السنة بتزيين شجرة كبيرة وسط البلدة مشغولون الآن بحماية الجبهات".

في الطرف الآخر من البلدة، ينهمك نحو عشرة شبان في اكمال زينة مجسم شجرة حديدية ضخمة وضعت في حديقة مار ميخائيل، ويستعدون لتنظيم احتفال صغير مخصص للاطفال في ليلة الميلاد.

ويوضح عمار الحي (31 عاما) مسؤول عن كشافة الكنيسة، وهو داخل مغارة لم يكتمل تزيينها بعد، ان "كثيرين من الأهالي لم يزينوا منازلهم بسبب الأحداث، لذلك أحببنا زرع بسمة صغيرة على وجوه الاطفال كي ننسيهم أصوات الرصاص والمدفعية".

 

- هدايا العيد -

 

واقفلت المدارس ابوابها بعدما تحولت ملجأ لمقاتلين وصلوا الى البلدة حديثا اتين من منطقة حقل الشاعر للغاز والذي تسيطر عليه قوات النظام في ريف حمص الشرقي.

ويقول مطانيوس مواس وهو رجل سبعيني، باللهجة المحكية "انشالله يجي العيد ويلاقينا" مضيفا "كل ما أتمناه أن يمرّ هذا العيد على خير". ويوضح انه بقي في البلدة بعد سماعه انباء عن وصول تعزيزات عسكرية.

ومن بين المقاتلين الوافدين الى صدد وعلى دفعات اكثر من 700 عنصر من حزب الله اللبناني، يتحاشون وسائل الاعلام لكنهم يقطنون داخل البلدة.

ويقول رئيس بلدية صدد "فتحنا لهم أكثر من أربعين منزل لإيوائهم" مضيفا "رغم اختلافنا العقائدي مع حزب الله لكننا نشترك معه بمواجهة عدو واحد هو داعش". 

ويتابع بحماس ان وجود مقاتلي "حزب الله على الأرض اضفى الأمان والراحة للسكان والمقاتلين على حد سواء".

ولم يضع مدرس اللغة الفرنسية كفاح عبود (48 سنة) شجرة في منزله منذ اربعة اعوام، لكنه يقول بنبرة واثقة "حين اقترب داعش ابتعد العيد، وحين جاء حزب الله عادت الحياة مجددا". ثم يضيف مبتسما "مقاتلو حزب الله هم هدايا بابا نويل لبلدة صدد".

نقلًا عن "أ.ف.ب"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرح الميلاد يغيب عن بلدة صدد السورية لاقتراب الجهاديين منها فرح الميلاد يغيب عن بلدة صدد السورية لاقتراب الجهاديين منها



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:26 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

تعرفي على معاني حركات العيون في لغة الحب

GMT 00:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مختار جمعة يبرزوسائل محاربة التطرف وتجديد الخطاب الديني

GMT 14:42 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الإعلان عن قائمة فرع "أدب الطفل" لجائزة الشيخ زايد

GMT 00:09 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي المصري يصعد على حساب الداخلية بثنائية حاسمة

GMT 02:47 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

مي سليم تبتعد عن المشاكل وأسبابها في "الأب الروحي"

GMT 17:32 2015 الثلاثاء ,13 كانون الثاني / يناير

شيخة المطوع قيادة إماراتيَّة وصوت بارز في الإدارة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib