وقَّعت المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية اليوم الأربعاء، محضر إنشاء مجلس التنسيق الثنائي، بهدف تنمية وتعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتعزيز التعاون القائم بينهما. وجرى التوقيع بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، في قصر اليمامة في العاصمة الرياض، في أعقاب مباحثات بين الجانبين.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه تم خلال الاجتماع بحث مجمل الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة، إضافة إلى الأحداث الإقليمية والدولية، وآفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها.
وفي أعقاب المحادثات وقّع وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي نزار بن عبيد مدني، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني.
وأوضح بيان مشترك صدر في ختام المباحثات أن المجلس سيترأسه من الجانب السعودي في المجلس الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، ومن الجانب الأردني رئيس الوزراء عبدالله النسور.
ويهدف المجلس- بحسب البيان- إلى "تنمية وتعميق العلاقات الاستراتيجية بينهما في المجالات المشار إليها في البيان المشترك ، الصادر في ختام زيارة ولي لي العهد السعودي للأردن يوم 11 أبريل/ نيسان الجاري".
كما يهدف المجلس إلى "التشاور والتنسيق السياسي في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون القائم بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات القيادتين والشعبين الشقيقين، وسيعقد المجلس اجتماعاته بشكل دوري بالتناوب بين البلدين، وفقاً لما هو محدد في محضر إنشاء المجلس".
وأشار البيان إلى أن التوقيع على هذا المحضر جاء "بناءً على ما تم الاتفاق عليه ـ في ضوء ما تضمنه البيان المشترك الصادر ـ خلال الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد للأردن يوم 11 أبريل/ نيسان الجاري، وبناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين، وملك الأردن، ورغبةً من البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بينهما في المجالات كافة ".
يُذكر أنه في ختام لقاء العاهل الأردني والأمير محمد بن سلمان خلال زيارة الأخير للأردن يوم 11 أبريل / نيسان الجاري، أصدر الجانبان بياناً مشتركاً، جاء فيه أن الجانبين اتفقا " على تعزيز التعاون القائم بينهما في المجالات التالية: تطوير التعاون العسكري القائم بين البلدين بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة".
كما اتفق الجانبان في ذلك اليوم على "التنقيب عن اليورانيوم، وإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية، التعاون في مجال التجارة، وتعزيز الجهود لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وفتح المزيد من الفرص أمام الصادرات الأردنية إلى السوق السعودية، وتعزيز دور رجال الأعمال في مجال التعاون التجاري بين البلدين".
وأوضح البيان المشترك أنه تم الاتفاق أيضاً بين المملكتين على "تعزيز الاستثمارات المشتركة في المشاريع التنموية والاستثمارية التي يمكن تنفيذها مع القطاع الخاص"، و"التعاون في مجال النقل، خصوصا فيما يتعلق بنقل البضائع بين البلدين".
وبشأن آليات تطبيق هذه التفاهمات على أرض الواقع، أفاد البيان بأنه تم توقيع مذكرة تفاهم بخصوص تأسيس "صندوق استثماري مشترك بين البلدين"، دون أن يتحدث عن آليات أخرى، لكنه قال: "سوف يسعى الجانبان للتواصل المستمر بغية تحقيق ما تم التوصل إليه من تفاهم بهذا الشأن".
ووصل عاهل الأردن، إلى العاصمة السعودية الرياض، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، في زيارة للمملكة، لم يتم الإعلان عنها مسبقًا.
يشار إلى أن العلاقات بين الرياض وعمان تشهد تقاربًا منذ عهد العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي طرح فكرة ضم المغرب والأردن إلى دول مجلس التعاون الخليجي.
ويشارك الأردن في التحالف العربي التي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس/ آذار 2015، ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر