الدار البيضاء- جميلة عمر
انتشرت صور عبر "فيسبوك" حول ما بات يعرف بظاهرة "التشرميل" الإجرامية، وأثارت ظاهرة الإجرام التي استفحلت بطريقة مهولة نقاشا محتدما بين رواد الموقع والمجتمع المدني.
فبعد سلسلة من الجرائم الشنيعة التي عاشت على وقعها جل المدن المغربية آخرا، خصوصا بعد أن توالت السرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض، خرج ناشطون مغاربة بإطلاق حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومراسلة المؤسسة الملكية من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف هذا الزحف الشنيع؛ وتهدف هذه الحملة في الأساس إلى إعادة الأمن في الشوارع والأزقة، إضافة إلى مطالبة المسؤولين على الجهاز الأمني للبلاد بالتدخل بسرعة، وتشديد الخناق على المعتدين، سيما مع ارتفاع نسب هذه الاعتداءات ليس فقط في المدن الكبرى كسلا والدار البيضاء وفاس، بل حتى في مدن صغرى على غرار ما حدث في مدينة القصر الكبير مؤخرا
وهذا ما جعل شباب "فيسبوك" يأملون من المؤسسة الملكية توسيع شبكة الأمن لتشمل كل مناطق المملكة، وعدم استفادة السجناء من هذه الفئة من العفو الملكي؛ من أجل النهوض بالأمن العام للمملكة. وفي الوقت الذي نشر فيه "مغاربة فيسبوك" عددا من الصور والفيديوهات التي تبين مدى انعدام الأمن وانتشار ظاهرة "التشرميل"، دعا عدد من النشطاء إلى عودة شرطة القرب التي كانت تسمى "كراوتيا" التي أدت دورا كبيرا في استتباب الأمن لسنوات في عدد من الأحياء الشعبية بمختلف مدن المملكة.
وكان الملك محمد السادس سبق أن أصدر تعليماته السامية لوزارة الداخلية ومختلف الأجهزة الأمنية خلال سنة 2014 لمواجهة "التشرميل" بيد من حديد ومحاربة الظاهرة الإجرامية واستتباب الأمن ضمانا لسلامة وحرمة ممتلكات المواطنين؛ وبعد أوامر الملك صدر بلاغ لوزارة الداخلية ( 2014) الذي ينص على أن الملك محمد السادس أعطى توجيهاته إلى الوزير محمد حصاد، والوزير المنتدب في نفس الوزارة الشرقي الضريس من أجل تكثيف العمل في مختلف جهات المملكة بين كل المنتمين إلى الأسلاك الأمنية والعمل على تثبيت الأمن والحفاظ على ممتلكات المواطنين.
تأتي ردة فعل أعلى سلطة في المملكة بعدما انتشرت صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص ما يعرف بظاهرة "التشرميل" التي يعرض فيها شباب أسلحتهم البيضاء وأموالا يبدو أنهم غنموها من سرقات وهجمات طالت ضحاياهم من المواطنين- من أجل التصدي للجريمة وتدفع التعليمات الملكية السامية إلى مواجهة ظاهرة "التشرميل" بيد من حديد، بعدما أصبحت هذه الظاهرة تقض مضجع المواطنين، في تطور يفيد أن الجريمة ضربت أطنابها في المجتمع المغربي.
ووفق بلاغ وزارة الداخلية فإن التعليمات الملكية تأتي في أعقاب "تنامي أعمال الشغب داخل الملاعب الرياضية ومحيطها، وترويج أخبار وصور عبر بعض المواقع الاجتماعية تظهر أشخاصا يحملون أسلحة بيضاء، ويستعرضون مبالغ مالية يتباهون بأنهم تحصلوا عليها بطرق ممنوعة؛ مما يعطي الانطباع بعدم الإحساس بالأمن لدى المواطنين". وأصدر الملك محمد السادس تعليمات بوجوب تدارك الأخطاء التي تشوب مواجهة الجريمة في المملكة، داعيا في الوقت نفسه إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية ضمانا للنجاعة الأمنية في التصدي لمختلف مظاهر الجريمة، مشددا على ما للولاة والعمال من دور يجب أن يتم تعزيزه إزاء التنسيق مع المصالح الأمنية في هذا الإطار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر