تستضيف العاصمة السعودية الرياض اليوم الخميس، قمة خليجية أميركية، تجمع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأوضح نائب رئيس الوزراء في عُمان فهد آل سعيد، أن قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأميركي باراك أوباما، تأتي في إطار التنسيق والتعاون لتعزيز مسيرة المجلس الهادفة إلى بلورة رؤية تساعد في التعاطي مع المستجدات التي تشهدها المنطقة، وذلك حفاظاً على استتباب الأمن والاستقرار، وحرصاً على أن تتفرغ الدول المشاركة إلى مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الرامية إلى إسعاد شعوبها.
وقال المسؤول العماني: "إننا إذ تؤكد مجدداً على دعمها المتواصل لمجلس التعاون ومسيرته الخيرة، لتحيي وبكل تقدير المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لدورها في تعزيز مسيرة المجلس، وتدعو المولى عز وجل أن يكلل هذا اللقاء وغيره من اللقاءات بالنجاح والتوفيق خدمة للمصالح العُليا المشتركة".
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ترأس في قصر الدرعية في الرياض مساء أمس الأربعاء قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عاهل المملكة المغربية الملك محمد السادس الموجود في الرياض.
ونقلت "وكالة الأنباء السعودية" (واس) عن الملك سلمان كلمة في مستهل القمة قال فيها:
"أود أن أؤكد باسمي وباسم إخواني حرصنا الشديد على أن تكون علاقتنا مع بلدكم الشقيق على أعلى مستوى في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وغيرها ، فنحن جميعاً نقدر لبلادكم الشقيقة مواقفها المساندة لقضايا دولنا، ونستذكر باعتزاز مشاركتها في حرب تحرير الكويت، ومبادرتها بالمشاركة في عاصفة الحزم، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب. مؤكدين تضامننا جميعاً ومساندتنا لكل القضايا السياسية والأمنية التي تهم بلدكم الشقيق وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية ، ورفضنا التام أي مساس بالمصالح العليا للمغرب.
وأضاف: "أود أن أؤكد على ما نوليه جميعاً من اهتمام بالغ بمعالجة قضايا أمتنا العربية والإسلامية وفي مقدمها القضية الفلسطينية والأزمة في سورية وفي ليبيا، كما نؤكد حرصنا على أن ينعم العراق بالأمن والاستقرار." أما في اليمن "فإننا حريصون على إيجاد حل للأزمة وفقاً للمبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم ( 2216 )، ونأمل أن تسفر المباحثات في دولة الكويت الشقيقة عن تقدم إيجابي بهذا الشأن".
وكانت محادثات القمة السعودية الأميركية اختتمت الأربعاء وصدر بيان مقتضب نشرته وكالة الأنباء السعودية وقالت فيه إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما عقدا جلسة مباحثات جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود الدولية تجاهها ومن بينها مكافحة الإرهاب.
وأضافت أن العاهل السعودي استقبل في قصره في الرياض الأربعاء، الرئيس الأميركي حيث عقدت قمة بين الجانبين تعد الثالثة خلال 16 شهرًا.
وحضر جلسة المباحثات، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، وعدد من الوزراء والأمراء.
كما حضرها من الجانب الأميركي، مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ، ووزير الدفاع آشتون كارتر، والسفير الأميركي لدى المملكة جوزيف ويستفول ، ومساعدة الرئيس للأمن الوطني ومكافحة الإرهاب ليسا موناكو، والناطق الرسمي باسم البيت الأبيض جوش ايرنست، ورئيس جهاز الاستخبارات المركزية جون برنان وعدد من المسؤولين.
وبالتزمن اتفق وزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي أمس مع الولايات المتحدة، ، على نشر دوريات مشتركة لاعتراض سفن تهريب الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى اليمن.
وأعلن عن الاتفاق أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، ووزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في مؤتمر صحفي بالرياض، عقب اجتماع الأخير مع وزراء دفاع دول الخليج.
وقال كارتر إن "الشراكة الأميركية ثابتة مع دول مجلس التعاون الخليجي في وجه أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار" بالمنطقة، مؤكدا أن "الاتفاق النووي مع إيران لا يفرض قيودا على واشنطن بشأن شراكاتها ضد أنشطة إيران المهددة للاستقرار".
وشدد وزير الدفاع الأميركي أمام وزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي على التزام بلاده بأمن دول الخليج، موضحا أن "الاجتماع ركز على مبادئ، من بينها هزيمة داعش ومواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار بالمنطقة".
من جانبه قال الزياني إن وزراء دفاع دول الخليج "أكدوا على أهمية العمل المشترك لوضع الاستراتيجيات للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة"، مشير إلى أن "كارتر جدد التزام بلاده بالوقوف مع دول المجلس ضد الممارسات الإيرانية".
وأوضح أن الوزراء "عبروا عن قلقهم من استمرار إيران في التدخل بشؤون المنطقة"، مضيفا أن "وزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي بحثوا مع نظيرهم الأميركي تعزيز القدرات العسكرية لدول المجلس".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر